بدأ دوري فيفا لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم بالدخول في فاصل من الإثارة والمتعة مع وصولنا للجولة الثالثة عشرة التي انتهت قبل أيام قليلة، وعلى رغم عدم وصول المستوى للمطلوب من أغلب الفرق ولكن على الأقل الإثارة والتنافس موجودان، والآن 5 فرق تُنافس على لقب الدوري مع اختلاف نسبة حظوظها بالتأكيد وهي على التوالي بحسب الترتيب: الرفاع، المنامة، الحد، البسيتين والمحرق وهذا الأمر ربما لم يحصل في تاريخ الكرة البحرينية إلا في سنوات قليلة جداً، إذ عادة ما يكون التنافس بين فريقين أو إن زاد فإنه يصل إلى 3 فرق على الأكثر.

اتحاد الكرة كان يجب عليه الاهتمام أكثر بالمسابقة منذ البداية، وإن لم يحصل فإن في هذه الجولات فقط، وأعتقد إن ما تم تحديده من جائزة للشهر بقيمة 1000 دولار (378 دينارا بحرينيا) ماهو إلا تجسيد للمثل القائل «تمخض الجبل فولد فأراً»، لأننا كنا ننتظر ماهو أكبر من ذلك في ظل وجود رعاية للمسابقة من شركة الاتصالات (فيفا)، فمبلغ الجائزة بإمكاننا أن نقول عنه أنه (مُضحك) لمدة شهر كامل، وأتذكر قبل 10 سنوات وأكثر حينما كانت شركة (شوووت) ترعى الدوري كانت هنالك جائزة لنجم الشهر وهي ألف دينار بحريني، والآن بعد أن تطور الزمن وارتفع كل شيء، نجد أن هذه الجائزة تُخفض إلى أقل من النصف بدلاً من أن تزيد أو على الأقل أن يتم تخصيص هذه (الألف دولار) لنجم الجولة، وأتمنى ألا يعلم عن هذه الجائزة أي متابع للرياضة في كل الدول الخليجية القريبة منا.

إذا كان العذر في الميزانية فهو أمر مرفوض، ففي الجمعية العمومية التي أقيمت بشهر يونيو/حزيران الماضي رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد وعد الجميع بالاهتمام بشكل أكبر وأوسع بالمسابقات المحلية بعد أن شاهدنا في التقرير المالي إن ميزانية المسابقات لا تُقارن بالميزانية المُخصصة للمنتخبات وبالذات المنتخب الأول الذي لا يبخل الاتحاد عليه بأي شيء إطلاقاً، لكن هذا الوعد الذي قطعه رئيس الاتحاد أمام الجميع لم نشاهد من تطبيقه سوى أمر بسيط للغاية لا يُعد يُذكر، وكأن الآية لدينا باتت مقلوبة، فالاهتمام بالمسابقات وتطويرها يجعل المستوى الفني أفضل، وطبعاً مع تميز المستوى الفني سيتطور اللاعبون وحينها هذا الأمر سيعود بالنفع على المنتخبات، لكن ما هو حاصل بالعكس، فالمسابقات (ميتة) ولا يُصرف عليها شيء والمنتخبات تكون (الحنفية) مفتوحة إليها وخصوصاً المنتخب الأول بدون أي نتيجة متميزة تحققت.

صحيح أنها السنة الأولى لهذا الاتحاد ولا نريد الضغط عليه أكثر، لكن حجم الانتقادات سيزداد بالتأكيد في السنة القادمة بعد أن عرف الاتحاد وضعه واستقر بشكل أفضل مع العلم بأن أغلب أعضاء الاتحاد (الجديد) كانوا موجودين من قبل، ولكن مع ذلك فالفرصة أمامهم لمسح الصورة المهزوزة للموسم الحالي، ونريد منهم على الأقل حضور 5 دقائق من مباريات الدوري، لأن بعضهم ربما يكون آخر ظهور له في المباريات منذ عدة سنوات، وإن كان قد حضر هذه الفترة فهي أمور (استثنائية)، وطبعاً مع تقديم الشكر والتقدير لكل من يحضر منهم ويتابع ويهتم، ولا نريد أن نذكر أسماء، فكل يعرف نفسه!.