«كرة القدم تتطلب اهتماماً ودعماً أكبر، فالأهلي عاجز إلى الآن عن التعاقد مع لاعبين للفريق الكروي وحتى عن استعادة الطيور التي هاجرت الموسم الماضي ولأسباب أغلبها مالية، بينما في الوقت نفسه يُفاوض لاعبين بألعاب أخرى بمبالغ كبيرة، والكل يعرف أن الأهلي منافس في اغلب الألعاب الجماعية التي تتطلب دعماً كبيراً كذلك، ولكن كرة القدم يبقى لها نصيب الأسد من المتابعة كونها (واجهة النادي)، والوضع إذا ما استمر على ما هو عليه، فشخصياً لا أتوقع أن يعود الأهلي لدوري الكبار، وهذا ليس من باب (الشؤم) على الأهلاويين، ولكن حقاً الوضع يحتاج إلى (فزعة)»، هذا ما كتبته شخصياً بعد هبوط الأهلي لدوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه، وفي السطور التالية سأسرد جزءًا مما كتبته بعد بقاء الأهلي رسمياً لموسم ثان في الدرجة الثانية «الفزعة التي كُنا نُطالب بها كون الأهلي من الأقطاب الكروية الهامة في كرتنا المحلية من أجل استعادة النسور وضعهم الطبيعي لم تكن حاضرةً إطلاقاً، والاهتمام تغير وتحول ناحية أمورٍ أخرى صحيح أن البعض يعتبرها مهمة وهو كذلك لكن كرة القدم وخصوصاً في النادي الأهلي كانت من المفترض أن تلقى الاهتمام الأكبر، حتى وإن كان ذلك على حساب الألعاب الأخرى مؤقتاً هذا الموسم، فقط لكي تستعيد الكرة الصفراء كبرياءها، فهي من المفترض أن تكون الواجهة الرئيسية لكل نادٍ كونها اللعبة الشعبية الأولى، ولكن الوضع كان معكوساً هنا»... انتهى.

الآن الأمور باتت أكثر وضوحاً، وصحيح أن دوري الدرجة الثانية لم ينته بعد، ولكن الأهلي أصبح بعيداً بعض الشيء من الصعود مع اقتراب الرفاع الشرقي والبحرين من ذلك، وكل الكلام الذي قلناه سابقاً ينطبق على أرض الواقع، فالكرة الأهلاوية بعد هبوطها التاريخي لم تلق العناية والاهتمام اللازم من مجلس إدارة النادي، وبمعنى آخر فإن صراخ الأهلاويين لم يكن على قدر الألم الذي سببه هذا الهبوط والذي بات عاملاً مؤرقاً للغاية لكل الجماهير الأهلاوية التي تحسرت ومازالت تتحسر على الوضع الذي آل إليه فريقها بعد أن كانت له صولات وجولات تاريخية عريقة وكبيرة في الملاعب البحرينية قبلها.

لم أعد ما ذكرته سابقاً هنا من أجل إثبات أنني كنت على حق والآخرون على خطأ، فهذا ليس هدفي إطلاقاً، بل لأوضح أن ما توقعته حصل بالفعل لأن طريقة التعامل مع هذا (السقوط) لم تكن كما يجب، فالفزعة بدلاً من أن تكون في فريق كرة القدم تحولت ناحية الألعاب الأخرى، وصحيح أنها تستحق الرعاية والاهتمام، لكن كرة القدم هي الواجهة، وكان يجب على جميع الأهلاويين (الاتحاد) نحوها، وما حصل ان الأمور مرت وكأنها أمر طبيعي أن يهبط الأهلي، وليس كأنه القطب التاريخي الثابت في كرة القدم البحرينية، والآن أعيدها وأكررها، صحيح أن الأهلي لديه أمل في العودة هذا الموسم رغم تضاؤله، ولكن إذا بقي رسمياً ولم تكن هنالك أي (فزعة) وتحرك واهتمام كاف فسيشاهد (عشاق النسور) فريقهم لسنوات وسنوات في الدرجة الثانية، وهم سيتحسرون على ذلك، بينما الآخرون تبدو أن الأمور لديهم طبيعية.