التونسيون الذين بدأوا الربيع العربي قبل ثلاث سنوات وأشعلوا الساحات والميادين قد يكملون خيرهم للأمة العربية ويقدمون لها أنموذجاً لعملية دستورية يتوافقون من خلالها على الحد الذي يحمي الحقوق الأساسية التي ناضل من أجلها الشعب، والتي تمنع انفلات الأمور نحو المجهول كما حدث في معظم بلدان الربيع العربي الأخرى.
تونس طوت صفحة الماضي وانفتحت على المستقبل يوم أمس (27 يناير/ كانون الثاني 2014) عندما وقّع رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان على الدستور الجديد للبلاد الذي صادق عليه المجلس التأسيسي بغالبية ساحقة في وقت متأخر من مساء أمس الأول (الأحد). وقد تكللت حكمة التونسيين من خلال منع استفراد أي طرف بنتائج العملية الدستورية. وكما أشار الرئيس المؤقت منصف المرزوقي فإن الدستور يقطع بصورة عملية كل أشكال الاستبداد، معتبراً أنّ بلاده «اختارت طريق الآلام الصعب لأنها كانت تعرف أنّ الشعوب هي من تصنع الديمقراطية وليست الحكومات».
التونسيون الذين أشعلوا الربيع العربي أشعلوا الأمل في قلوب العرب الباحثين عن الكرامة والحرية، وذلك من إقرار الدستور والبدء بتنفيذ خريطة الطريق لإكمال المرحلة الانتقالية الديمقراطية بصورة سلمية. وتونس انضمت بكل شجاعة للمجتمع الدولي، فهي مثلاً انضمت إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأفسحت المجال لمنظمة اليونسكو لافتتاح مكتب فرعي ساهم في تثبيت فصلين في الدستور بشأن حرية الرأي والتعبير والإعلام، وقد ذكرت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أن مواد الدستور الجديد تمثل انتصاراً للديمقراطية والنقاش المدني والمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء وحرية الرأي والتعبير والإعلام.
التحدي أمام التونسيين الآن يتمثل في الاستمرار في النجاح، وفي الإيفاء بباقي التعهدات نحو تقوية المؤسسات الديمقراطية وتعزيز المساءلة وسيادة القانون مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية ومعالجة التحديات الاقتصادية بما يحقق نموّاً مستداماً.
تحية لتونس التي أثبتت نخبتها أنها على مستوى المسئولية والتحدي قبل ثلاث سنوات، وهي تثبت ذلك مرة أخرى مع اعتماد الدستور، وأملنا كبير جداً في أنها ستستمر في نهجها لمواجهة التحديات المستقبلية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4161 - الإثنين 27 يناير 2014م الموافق 26 ربيع الاول 1435هـ
نتمنى عدم التدخل لإجهاض التوافق
الكل يتمنى ويدعو الله ان تتقدم تونس في طريق الديموقراطية والنجاح والإزدهار لتقدم نموذجاً عربيا سيعتبر الأول من نوعه .. لكن المخاوف أن تتدخل دول المليارات لإشعال الفتنة والشقاق بين التونسيين كما تفعل في سوريا ولبنان والعراق ومصر واليمن و..و..والتي تعمل جاهدة على إجهاض أي توجه ديموقراطي تحلم به الشعوب .
قرب تونس من الغرب والمجتمع الكافر
سواهم اوادم حيث الابتعاد عن التشنيع باسم الدين والتدين والمذاهب والقبايل وهاذى حرام وهاذى مايناسب خصوصيتنا والحكى اللى كله كذب وخرابيط وكأن خصوصيتنا المذابح والظلم وقى الله شر العروبة والمسلمين ونجاها بقربها من الكفرة والملحدين فى الغرب ومبروك علينا قربنا لمنابع العروبة والاسلام والمقاصب فى البحرين والخليج
هنيء للتونسين
نتمنى ان تكون تونس بدايه الانطلاقه للدول الاخرى في اقرار دستور يوافق عليه الشعب بطريقه سلميه وبدون ان يكون هناك تناحر او دماء تسيل هنا اوهناك.
ستاسي
و مصر إلى الخلف . إلى حكم العسكر .
مناضلين
تحيه للمناضلين التونسيون الذين فضلو لغة الحريه علي رائحة البارود لهم الشكر لما يقدمونه من نموذج جديد لنا ولا كن حذارا من الرده على المنجزات لان من يتربص بهم قوما مشغولين في مكان اخر وسوف يوجهون بوصلتهم من جديد الى اي ضوء جديد يسطع فى من بعيد ليجهزو عليه.
الدرس المهم في المدرسه التونسية هنا هي عدم افساح المجال للتاثيرات الخارجيه و السياسات المتطفله من قبل جمعات او دول تريد ان اسقاط الربيع العربي بكل ما عندها من قوة.
درس من ثورة تونس
النموذج التونسي
النموذج التونسي قدم مجلسا تأسيسيا منتخبا وضع الدستور ونجح بوجود روحية وعقلية وطنية لحزب النهضة وباقي الأحزاب.
هذا النموذج هو الأقرب للعدل والاعتدال من حكم العسكر في مصر والحرب في سورية أو القمع في ظل الحوارات الشكلية لإضاعة الفرص واستنزاف الوطن كما هو في البحرين.