العدد 4160 - الأحد 26 يناير 2014م الموافق 25 ربيع الاول 1435هـ

استقطاب سياسي يتبعه جمود في الحوار

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

سقوط شاب آخر أمس (26 يناير/ كانون الثاني 2014) ينضم إلى الضحايا الذين يزدادون في مجتمع صغير جداً، وحالياً فإن هناك عدداً كبيراً جداً من العوائل التي فقدت أحد أعزائها، أو أن أحد أبنائها في السجون، أو أن أحدهم مفصول عن العمل، أو محروم من حقوقه المدنية، أو أنه خارج البلاد. وكما تعوّدنا فإن مسار الأحداث يتم تفسيره على نحو يعكس الاستقطاب السياسي الذي تَعمَّق واتخذ له غطاءً طائفياً يزيد من الاستقطاب حدّة.

في 15 يناير 2014 انكسرت حدة البيئة السياسية قليلاً مع تنشيط الحوار من خلال اللقاءات التي عقدها سمو ولي العهد، ولكن الاستقطاب السياسي من كل جانب له ثمن باهظ، وأحد أعراض ذلك يتمثل في جمود المحاولات التحاورية، أو دخولها في فترة زمنية بطيئة الحركة، وهو ما يحصل حالياً... فبدلاً من تكثيف الحوارات تأجلت اللقاءات إلى أسبوعين على الأقل، ولربما تتأجل مرات أخرى، كما حدث في السابق.

من المفترض أن بلداً صغيراً، مثل البحرين، تسهل معالجة قضاياه، ولكن مع تعمُّق الاستقطابات من كل جانب فإن الوضع أصبح كالفيلم الذي يشتغل بالحركة البطيئة، سوى أن واقع الحياة ليس فيلماً. ففي الفيلم، مثلاً، يمكن مشاهدة قطار يتجه نحو الارتطام والتحطم، ويمكن من خلال تقليل سرعة الحركة رؤية التفاصيل الدقيقة من أجل متابعة القصة (إذا كانت خيالية)، أو من أجل تحليل ما حدث (إذا كان التصوير لحدث واقعي). أمّا نحن فنعيش في الواقع الذي يسير ببطء نحو الارتطام، وهو أمر يختلف تماماً عن الأفلام.

لاشك أن هناك شكوكاً متزايدة، سواء من قبل المحتجين أو المعارضة، أو من قبل الجهات الرسمية، أو من قبل الجماعات التي ترى أن الواقع الحالي هو الأفضل بالنسبة لمصالحها. ولكن وبعد الجمود الذي استحكم في المسيرة السياسية، نرى أن المحافظة على الاستقرار بالطرق الحالية لها أثمان باهظة على المجتمع والدولة والاقتصاد، وأنه إذا كان هناك درس واحد نستفيد منه فهو أنه لا يمكن لأحد أن يفوز على حساب الآخر، فإمّا أن نكون فائزين جميعاً، أو خاسرين جميعاً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4160 - الأحد 26 يناير 2014م الموافق 25 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:21 ص

      أفيدونا يرحم والديكم

      أنا لاحظت شي لعل كثير من المواطنين والمراقبين لم يلاحظوه وهو أن ولي العهد كل ما خرج على الملأ وطرح مبادرة وتفاءل المواطن خيراً يختفي بعدها ـ أي ولي العهد ـ ويبدأ الإعلام الرسمي يقلل من شأنها و يعيد صياغتها بأسلوب آخر مختلف يعيد التشاؤم العام فما هو تفسير هذه الظاهرة يا دكتور ؟؟؟؟

    • زائر 10 | 4:28 ص

      متى ستنتهي هذه المهزلة؟!

      لا أظن الحل في الحوار، ولكن بيد من يستعرض عضلاته على الشعب المسالم.

    • زائر 7 | 12:38 ص

      متمصلح

      ""المخلصون"" للوطن يخشون من حدوث هذا السيناريو الكارثي للبحرين.. فهل (الدولة) واعية لخطورة هذه المسألة على مستقبل المتمصلحين؟.. أم يكون مصيرنا نحن المتمصلحين (آخر رجال الساموراي) الذين دافعوا عن الإمبراطور الياباني ولكن سحقتهم المؤامرة الأمريكية؟!
      -
      ربما !

    • زائر 6 | 12:36 ص

      لن يغير الحوار شيئا

      نعم لن يغير الحوار شيئا سوى كان بالسرعة العادية او البطيئة فالحكم يرى ان الحوار مهما كانت نتائجه سيفقده بعضاً من سلطاته، والطرف الآخر وأعني الوالين أيضاً سيفقدون بعضاً من مميزاتهم. باقي المتضرر الأكبر من يطالب بالإصلاح ولا توجد عنده أدوات ضغط فجوابهم له أما أن ترضخ لنا او العصي

    • زائر 5 | 12:29 ص

      لا توجد رغبة للسلطة لا جادة ولا غير جادة

      لا توهموا انفسكم والناس ان لدى السلطة طموح في حلحلة الوضع
      الواضح من حيث المعطيات ان لا حلّ لدى السلطة الا ما عوّدت عليه الشعب خلال 4 عقود وهو الحل الامني والقمع فقط وفقط وفقط

    • زائر 4 | 12:26 ص

      الحل الموجود لدى الحكومه

      هو القمع والقتل والتشريد ومحاصرة القرى ليل نهار من اجل اخماد اي تجمع لاكثر من 5 حتى لو على خباز الاوامر معروفه من غير تشغيل المخ اكثر من 5 اطلق مسيل دموع بس نقول لهم ترى انتوا ماشيين في الطريق الخطا يعني حتى لو بتقتدون ببورما حتى بورما وضعها الحين احسن منكم لانها رضخت للمعارضه واعطت الناس الديمقراطيه لانه لا يصح الا الصحيح

    • زائر 3 | 12:01 ص

      محاولة اللعب والتذاكي على الشعب اصبحت صعبة

      من الصعب الآن اللعب على شعب مثل شعب البحرين ومحاولة التذاكي واللعب السياسي لن يجدي لذلك لن يجد حوارا مثل هذا وما سبقه مكانة في عقول الناس ولا نفوسها ورغم آلامها وعذاباتها الا انها لن تكون صيدا سهلا
      المجتمع عضّ على جروحه وبدى يداويها بالصبر والتجلّد ولا مخرج الا بحل عادل
      انصاف الحلول غير مقبولة

    • زائر 2 | 10:57 م

      رغبة السلطة الجادة في حلحلة الوضع تتم عبر الحوار او بدونه

      الحوار اصبح علكة مستهلكة بلا طعم ولا فائدة لغياب النية للحلحلة في الجانب الرسمي اما الاخوة شركاء الوطن ان لم يكن متضررين من الوضع و يشعرون بعدالته فهذا شأنهم ولكن ليس على حساب الشريك الاخر يشعرون انهم مهمشون و دمائهم مسترخصة و عقيدتهم و مساجدهم و مقدساتهم مباحة وهم بحاجة للحل

    • زائر 1 | 10:07 م

      عقلية

      كل شيء يجب ان يعطى لك وان تسكت ومايعطى لك هو الفتات فهذا الزمن يراد لك ان تعتبره من أزمان العصور الوسطى عقليات جامدة ومستأثرة بكل شيء حتى بحق الحياة

اقرأ ايضاً