تعيش الأمة الإسلامية الذكرى العظيمة لمولد أطهر مخلوق وأفضلها على الإطلاق النبي الأعظم محمد (ص) ومع هذه الذكرى تتجلى الكثير من الفضائل والصفات العظيمة لهذه الشخصية الكريمة التي مازال عطاؤها يشع من دون توقف على رغم كل المحاولات التي طالت هذا العطاء سواء من أعداء الأمة الإسلامية من خارجها أو من الانحرافات عن طريقها بداخل الأمة الإسلامية.
أولى تلك الصفات أن محمد (ص) أرسل رحمة للعالمين وفي ذلك قوله تعالى في الآية 107 من سورة الأنبياء «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، وهذه الرحمة شملت من أمن بالإسلام ومن لم يؤمن به.
إذاً ما يخالف الرحمة هو مخالف لمحمد (ص)، فمحمد رحمة للناس كل الناس، وكل خلق يتناقض مع الرحمة هو نقيض لمحمد، فقتل الناس وهتكهم والعبث بحياتهم لمجرد الاختلاف في الرأي أو المذهب أو العرق أو التوجه السياسي لا صلة له أبداً بالنبي (ص).
فقتل الناس في الأسواق والبيوت والطرقات وأي مكان بعنوان استعجال لقاء النبي إنما هو تأكيد ابتعاد عن النبي وأخلاقه، وهذا الفعل فضلاً عن شناعته ووضاعته فهو يتناقض مع الرحمة المحمدية التي شملت الجميع.
واستكمال لكونه (ص) رحمة للعالمين نزل الوحي مبشراً في قوله تعالى في الآية الرابعة من سورة القلم «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، هذا الخلق الذي كان أعداء الإسلام يذعنون له صاغرين، هذا الخلق الصادق مع الجميع بغض النظر عن دينهم وعرقهم، هذا الخلق الذي كان يرحم الجميع من دون استثناء، هذا الخلق الذي شكل ركيزة أساسية للإسلام حتى جاء قوله تعالى في سورة آل عمران «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».
وهناك من يدعي أنه من كبار أهل التدين وأنه داعية للإسلام ولا تجد في كلامه غير الغلظة والفضاضة، وفي تعامله سوى الخشونة وحب السيطرة والتحكم، وينتقل به الحال إلى الإفتاء بقتل كل من يخالفه أو قتل كل من يخالفه وإن كان طفلاً أو بريئاً أو امرأة أو شيخاً كبيراً ويصل به حاله إلى قتل كل ما في طريقه لينفس عن هذه الفضاضة، وكل ذلك طبعاً من الواضح أن ليست له علاقة بدين محمد بن عبدالله.
وقفات
انتهت لجنة الشئون المالية بمجلس النواب من تقريرها بشأن تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية وأوصت بعدة توصيات منها استجواب وتشكيل لجان تحقيق وأسئلة، وسننتظر لنرى إلى ماذا يؤول الاستجواب؟، فما جرى في كل الاستجوابات السابقة أثبت أن مجلس النواب غير قادر على استجواب وزير لدرجة أن الوزراء لا يعطون أي اهتمام للمجلس ويظل النواب يصرخون أن الحكومة لا تتعاون، ومع أول خطوة لشيء من المحاسبة تراهم على قولة المثل «يعمون عيونهم بيدهم».
تستمر الوزارات في نفي أية سلبية يذكرها المواطنون ومن الأمنيات أن تعترف وزارة بالتقصير وتعد بإصلاح الخطأ، إذا كان كل هذا نفياً فلماذا ينتشر الفساد في معظم المؤسسات والوزارات الحكومية، ولماذا تتكرر المخالفات الواردة في تقرير الرقابة المالية، لأنكم لا تعترفون بالخطأ والذي هو أول الحل.
الأجواء الإيجابية التي شهدتها البحرين بشأن الحوار وسط ترحيبات دولية شيء جيد ولكن المطلوب بالنسبة للناس كل الناس بمختلف توجهاتهم هو الواقع العملي فقط لا غير.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 4151 - الجمعة 17 يناير 2014م الموافق 16 ربيع الاول 1435هـ
اللهم صلّ و سلم و بارك على رسول الله و آله الأطهار
اللهم صلّ و سلم و بارك على رسول الله و آله الأطهار
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحمد لله الذي جعلنا من الذين يسيرون علن نهج نبينا محمد صلى الله عليه وآل ونهج آل بيته الأطهار فهذه من أكبر النعم خالص التهنئة لكم بالمولد النبوي المبارك وإلى كل منتسبي صحيفة الوسط المحترمين