سعدنا كثيراً باختيار طاقم بحريني ثلاثي مكون من نواف شكر الله حكماً للساحة ومساعداه ياسر تلفت وإبراهيم سبت للمشاركة في تحكيم مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل والتي ستنطلق بعد 5 أشهر من الآن، وصحيح أنه الاختيار الأول لهذا الطاقم للمشاركة في المونديال إلا أننا كنا نتوقع هذا الأمر؛ نظراً للثقة الكبيرة التي أولتها لجنة الحكام الآسيوية لهذا الطاقم وإدارته للعديد من المباريات الكبيرة وآخرها نهائي دوري أبطال آسيا وحصول الطاقم على درجات متقدمة في المباريات التي يديرونها، وكذلك وصولوا لتحكيم مونديال الشباب بتركيا ما بين شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، وفي ديسمبر/كانون الأول 2012 شاركوا في إدارة كأس العالم للأندية باليابان، وبعد كل هذا بات من الطبيعي أن نُشاهد رجالنا في الحدث العالمي الكروي الأبرز والأكبر والأكثر متابعة ومشاهدة.
الآن بعد هذا الاختيار الموفق بات لزاماً على الجميع أن يقف خلف هذا الطاقم بكل قوة وبشكل أكبر وأفضل من السابق، ودعونا نقول يجب أن يكون الوقوف خلفهم بشكل لا مثيل له حتى نضمن لهم أفضل إعداد حين الوصول لموعد المونديال، وأول ما يُمكن أن يحصل هو تفريغهم بشكل تام من أعمالهم كي يكون ذهنهم صافياً بعيداً عن ضغوط العمل وخصوصاً أنهم سيقودون العديد من المباريات في الفترة القادمة بدوري أبطال آسيا 2014 وربما الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015 بأستراليا، وبالتالي كي يكون إعدادهم مثالياً فلابد من تفريغهم وإراحتهم مع ضمان كافة حقوقهم الوظيفية فيما يتعلق بترقيات وغيرها، فنحن أمام حالة استثنائية يجب التعامل معها كما يجب لنضمن وجوداً بحرينياً مميزاً في البرازيل.
وأيضاً من الأمور التي من الممكن أن يُساعد فيها المختصون هذا الطاقم هو توفير مدرب متخصص لهم أو ما يُشابه المعسكر المصغر في الاتحاد مثلاً يتوفر فيه كل ما تتطلبه منهم عملية الإعداد من مدرب واخصائي علاج طبيعي وأمور أخرى أيضاً يُحددها الطاقم نفسه، وحتى إن دعت الحاجة لمعسكر خارجي فما الخطأ في ذلك؟!، فهنالك منتخبات لدينا تصرف عشرات الآلاف من الدنانير في معسكرات لم يكن هنالك داعٍ لها، فيجب ألا نستخسر ذلك الآن على 3 نجوم لدينا وصلوا لتحكيم المونديال وبعد غياب بحريني استمر 20 عاماً منذ آخر مرة تواجد فيها مساعد الحكم يوسف القطان بمونديال أميركا 94، ومسئولية الدعم وتوفير كافة المتطلبات هنا ليست مسئولية الاتحاد البحريني لكرة القدم وحده بل للجنة الأولمبية البحرينية دوراً في ذلك بالتنسيق مع الاتحاد، ومن الأفكار المُمكنة أيضاً هي تشكل لجنة من المتخصصين في المجال التحكيمي والبدني والإعداد النفسي لوضع برنامج متكامل لتهيئة الطاقم البحريني وبالتنسيق مع برنامج الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لإعداد حكام المونديال القادم، ففي النهاية نجاحهم في المحفل العالمي هو نجاح للبحرين، وكلنا يتذكر كيف رفع مثلاً الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف اسم بلاده عالياً في مونديال جنوب إفريقيا الماضي 2010 حينما أدار أقوى المباريات ومن بينها لقاء الافتتاح وقبل النهائي بين هولندا والأوروغواي وعادل الرقم القياسي لأي حكم يدير أكبر مجموعة من المباريات في كأس عالم واحدة بواقع 5 لقاءات، رغم أنها كانت المشاركة العالمية الأولى له في المونديال.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4151 - الجمعة 17 يناير 2014م الموافق 16 ربيع الاول 1435هـ