لا شك أن الدوريات الأوربية هذا الموسم مختلفة عن المواسم السابقة لناحية شدة المنافسة والإثارة الطاغية فيها وخصوصا الدوريين الإنجليزي والاسباني، إذ يتنافس في إنجلترا أربعة فرق، في كل يوم يتصدر فريق منها، ويتنافس في اسبانيا ثلاثة فرق بعد سنوات طويلة من تنافس فريقين فقط على البطولة.

الدوري الإنجليزي يثبت مجددا أنه أفضل الدوريات العالمية نظرا لأن ما تشهده مبارياته من سرعة وندية وإثارة وتقلب لا يمكن أن تشهدها أي مباريات دوري آخر.

كما أن الدوري الإنجليزي يمتاز بأفضل الملاعب على المستوى الأوروبي وأكثرها اناقة من خلال قرب الجماهير وأرضية الملعب ونوعية التصوير وكلها عوامل تساعد على نجاح المسابقة وزيادة اثارتها.

غير أن العنصر الأهم يبقى كثرة الفرق المتنافسة على اللقب إذ إنه منذ انطلاق الموسم إلى اليوم توالت على المركز الأول أكثر من 4 فرق بينها أرسنال ومانشستر سيتي وليفربول وتشلسي وهي الفرق الأربعة التي تتنافس بجدية على لقب البطولة.

أضف إلى هذه الفرق فريق مانشستر يونايتد عملاق القارة الاوروبية والذي وإن كان بعيدا عن المنافسة على اللقب إلا أنه الحاضر الغائب باسمه ونجومه ويجبرك على متابعته مهما كان موقعه.

هذا الدوري تشدك جميع لقاءاته بلا استثناء مهما كانت هوية المتنافسين فإن لم تشاهد الفرق الخمسة الآنفة الذكر فيمكنك مشاهدة مباريات توتنهام وايفرتون ونيوكاسل يونايتد وغيرها من الاندية لأن الاثارة مضمونة وحاضرة في جميع هذه اللقاءات.

اللافت أيضا هذا الموسم الدوري الاسباني الذي أصبح الصراع فيه ثلاثيا بعد أن كان ثنائيا بفضل دخول أتلتيكو مدريد سباق المنافسة بل تصدره لها بعد انتهاء القسم الأول مشاركة مع برشلونة.

دخول أتلتيكو أشعل مباريات الدوري وأعطاها الكثير من المتعة والاثارة كما أنه أدخل عنصر تبادل مراكز الصدارة للمرة الأولى في الدوري الاسباني بعد أن كانت حكرا خلال السنوات الأخيرة على الغريمين ريال وبرشلونة.

وجود أتلتيكو واستمراره إلى الآن منافسا وبشراسة لا شك سيعطي الدوري الكثير من الزخم كما أنه سيؤدي إلى استمرار المنافسة للجولة الأخيرة ربما للمرة الأولى منذ مدة طويلة.

وجود فريقين فقط يتنافسون يعني أنه في حال تعثر أو تراجع أحدهما يحسم الدوري مبكرا ويفقد كل قيمته الفنية ولكن في ظل تعدد المنافسين فإن الاثارة تكون مضمونه حتى اللحظات الأخيرة.

ما نتمناه أن تستمر هذه المنافسة وتشتد أكثر وخصوصا أن ريال مدريد نجح في تقليص الفارق الذي يفصله عن المتصدرين برشلونة وأتلتيكو إلى 3 نقاط فقط ما يعطي كل مباراة مقبلة أهمية خاصة إذ لا مجال لأي تعثر جديد لأي من الفرق الثلاثة.

في ألمانيا فإنه على غير العادة يبدو أن بايرن ميونيخ في طريق سهل للاحتفاظ بلقبه بقيادة الداهية غوارديولا الذي سيكرر كما يبدو ما كان يفعله مع برشلونة.

في حين أن ايطاليا تشهد بداية سيطرة جديدة ولسنوات طويلة ليوفنتوس الذي هبط للدرجة الأولى وعاد أقوى من قبل في الوقت الذي انهار فيه قطبا ميلان الانتر والاي سي ولم يبق إلى روما بأميره توتي يشاغب السيدة العجوز دون أن يتمكن من تغيير هذه السيطرة التي ستخيم ربما لسنوات طويلة.