أثبتت بطولة غرب آسيا الثامنة التي أسدل الستار على منافساتها خلال الأسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة البون الشاسع والفراغ الفني الكبير ليس بين منتخبات هذه المنطقة ومنتخبات العالم جميعها، بل منتخباتنا ومنتخبات شرق آسيا وخصوصا اليابان وكوريا الجنوبية، وإن جاز لنا القول فلا مجال للمقارنة بين الاحترافية والعشوائية وخصوصا مع المستوى الذي شهدناه في البطولة ويمكن وصفه بالهزيل والضعيف والمتهالك.

منتخبات مثل كوريا الجنوبية واليابان تعيش في تطور وتقدم واضح نجح من خلالها المنتخبان أن يقارعوا منتخبات أوروبية وعالمية في مقابل ما زالت منتخبات غرب آسيا تحبو وتعيش في دوامة تحقيق نتائج توصف لديهم بالانجاز بمجرد أن يحققوا مركزا شرفيا لا يغني ولا يسمن عن جوع وفقر فني وإداري.

الكرة اليابانية عملت منذ بداية التسعينات على تطبيق وتنفيذ خطة وإستراتيجية واضحة وهدفها كأس العالم 2050، ولهذا فهي تسير في طريق واضح المعالم لا لبس فيه، وبالمثل لكوريا الجنوبية التي تحذو حذوها وتسير في ذات الطريق، والمشترك بين الدولتين أنهما وعلى رغم المتغيرات في الأسماء من مدربين ولاعبين وإداريين إلا أنهما يواصلان العمل خدمة للنهج والخطة التي وضعت منذ سنوات طويلة، ولهذا نرى تقدم المنتخبين وتطور مستوياتهما الفنية.

في المقابل، فإن منتخبات أخرى وخصوصا في منطقتنا لا يكاد نشهد طفرة لديهم سواء على صعيد المستوى أو النتائج إلا ويعودون لحجمهم ومكانهم الطبيعي بانتظار طفرة أو «فورة» أخرى سرعان ما تنتهي وتنطفي؛ نظرا لغياب الإستراتيجية والخطة القادرة على الاستمرار لسنوات طويلة وخصوصا مع افتقار الاتحادات إلى الكفاءات البشرية والعمل الإداري المبني على جوانب التطوير والتقدم، بالإضافة إلى غياب الدعم المالي.

المشكلة الكبيرة التي تعاني منها الكثير من الاتحادات الكروية العربية هو استمرار ذات الوجوه لسنوات طويلة لا تنتج ولا تحقق ما يطمح إليه منتسبو هذه اللعبة، والطامة الكبرى هي استمرار الانحدار والتراجع، بل انه مع كل سقطة وفشل يخرج علينا بعض المسئولين ويؤكدون أنهم قادرون على النهوض وتطوير هذه اللعبة، فماذا عسانا أن نقول للفاشلين؟.