نصف موسم كروي مضى وانتهى ... وما زال الواقع الذي تعيشه الكرة المحلية والمنتخبات الوطنية هو ذاته الذي أنهينا به الموسم الماضي بل المواسم الماضية، فالمسابقات الكروية ضعيفة لا ترقى للمستوى المأمول والطموح من جميع الأطراف سواء من اتحاد مرورا بالأندية وصولا إلى الجماهير والإعلام الرياضي، ويمكن وصف نصف الموسم بالكئيب؛ نظرا لما أفرزه في جميع الجوانب.

مستويات هزيلة، إفلاس أندية واستمرارها في معاناتها المالية، عزوف جماهيري واضح عن جميع المباريات، إعلام بعيد عن الواقع اقتصر دوره على نقل الأخبار ونتائج المباريات، توقفات تضرب المسابقات، وتغييرات مستمرة في جداول المباريات لمختلف المسابقات، تلك حصيلة نصف موسم كروي استمر قرابة 3 شهور لم تأت بإيجابيات إلا بالقليل لا يتعدى نظام مسابقتي الأولى والثانية وتحديدا في هبوط وصعود فريقين من كل درجة.

مضمون التطوير الذي نادى به اتحاد الكرة في دورته الجديدة بعد انتخابات 10 يونيو/حزيران الماضي لم يتحقق منه شيء ملموس سواء على صعيد المسابقات الكروية أو المنتخبات الوطنية، وبقي الحال على ما هو عليه من دون أن نصيب تقدما وتطورا حقيقيا يصب في صالح الكرة البحرينية سواء في الجوانب التنظيمية أو الإدارية.

أما على صعيد المنتخبات الوطنية، فإن الأمر لم يختلف كثيرا واستمر المنتخب الأول في دوامة «الفشل» على صعيد النتائج السلبية من خلال خروجه بخفي حنين من بطولة «ودية» غرب آسيا، في حين استثمر الانجليزي هدسون البطولة بالزج بأسماء لاعبين غالبيتهم لم يحصلوا على فرصتهم في المشاركة مع المنتخب في السنوات الأخيرة، وهذه الخطوة ربما تكون الحسنة الوحيدة من هذه المشاركة على رغم أن منتخبات أو اتحادات أخرى استثمروها لإعداد منتخباتهم الأولمبية لبناء منتخب رديف مثل السعودية والكويت وعمان والعراق، وعلى فكرة فإن هدسون افتقد الجرأة في الزج ببعض الأسماء خوفا أو طمعاً!.

الكثير من الوعود والتصريحات الإعلامية خرجت من بيت الكرة البحرينية منذ الانتهاء من انتخابات الجمعية العمومية وجميعها تؤكد أن الأولوية ستكون للمسابقات وحل هموم ومشاكل الأندية، بالإضافة إلى تطوير العمل الإداري في بقية اللجان العاملة باتحاد الكرة، وبعد مضي ما يقارب من 6 شهور فإن الوضع بقي على حاله إلا فيما ندر من خطوات ليس لها مفعول واضح على الوضع العام للكرة البحرينية.

الكثير من الأسئلة التي تدور في أفق التطوير والتغيير وتحتاج لإجابات واضحة وصريحة من قبل منظومة هي مسئولة عن لعبة تعتبر في مختلف أصقاع الكرة الأرضية اللعبة الشعبية الأولى، وأول الأسئلة هي ما هي الخطوات العملية التي أخذها اتحاد الكرة في سبيل تطوير مسابقاته؟، وما هي الخطة الموضوعة والموجودة لديه لتنفيذ أسس التطوير والتغيير لمختلف المسابقات؟، وكم من الوقت يحتاج لتجسيدها على أرض الواقع؟.

أسئلة أخرى يتطلب من اتحاد الكرة أن يجد لها أجوبة صريحة من قبيل ما هي الخطوات التي اتخذها مجلس الإدارة في سبيل إيجاد موارد مالية خاصة يمكن من خلالها استفادة جميع الأندية منها ولو بنسب متفاوتة؟، وما هي آخر الخطوات التي اتخذها لتفعيل لجنة التسويق؟، وهناك الكثير من الجوانب الأخرى التي يمكن من خلالها طرح بعض الأسئلة فيها وخصوصا مع غموضها لا سيما في الجانب المالي الذي تدور حوله الكثير من علامات الاستفهام في ظل التقرير المالي الأخير في جمعية 10 يونيو والذي أوضح حجم المبالغ التي لم ينته من تسويتها لغاية الآن.