أتيحت لي الفرصة لحضور المباراة الودية (الاستعراضية) بين ريال مدريد الإسباني مع باريس سان جيرمان الفرنسي، يوم أمس الأول بالتحفة المعمارية الرائعة وهو استاد خليفة بالعاصمة القطرية الدوحة.
لا أستطيع وصف الأجواء الرائعة للغاية التي أحيطت باللقاء، فبعيداً عن قوة الفريقين وسمعتهما العالمية، فإن من يشاهد ملعب المباراة ومنطقة أسباير يُسر ناظراه ويقف متأملاً متعجباً من هذه المنشأة الرياضية الأولى على مستوى الخليج العربي وحتى ربما المنطقة العربية ككل، وتُنافس حتى أفضل المنشآت على مستوى العالم، فهذا الأمر ليس فيه مبالغة، وخصوصاً من يشاهد ويعرف مستوى العمل المتكامل داخل هذه المنطقة سيجد أن الأمر ليس مبالغاً فيه إطلاقاً.
وجدنا حول الملعب جماهير أتت من كل الدول الخليجية سواءً أكانت هذه الجماهير تحمل جنسيات خليجية أو أجنبية، فمثل هذا الحدث الهام لابد أن يجذب أغلب الرياضيين في المنطقة، وبعضهم أتى من أوروبا للتعرف بشكل أكبر ومن على أرض الواقع على الدولة التي وصل بها الحال للفوز باستضافة مونديال 2022، وهذا ما تحدث معي به أحد الفرنسيين القادم مع عائلته من باريس، كون السمعة التي وصلت إليها الدوحة فاقت كل التوقعات والتصورات.
استضافة أي منتخبين أو فريقين عالميين لا يعد انجازاً رياضياً في الحقيقة، كون أي دولة في العالم قادرة على ذلك بشرط دفع مبالغ معينة واشتراط موافقة الناديين أو المنتخبين المعنيين، ولكن ما يحصل في قطر أمر آخر، فالأجواء مثالية للغاية للرياضة من خلال منشآت حديثة ورائعة للغاية وتخطيط لا مثيل له في المنطقة، فقطر التي كانت تمتلك سابقاً ملاعب عادية للغاية حتى التسعينات، أي قبل 15 عاماً تقريباً، نجدها الآن قد بدأت العمل على ملاعب مونديال 2022، وبعد أن أصبح لديها ملاعب عالمية رائعة للغاية مثل ملعب السد والريان والغرافة وملعب خليفة، لكنها تبحث الآن عما هو أفضل من هذا الوضع بالتأكيد، ولكن في هذا الأمر لابد أن تحضر (الغصة)، فالتغير الحاصل هناك والوصول للعالمية مقارنة بالوضع الموجود لدينا يُثبت أنهم يتطورون بسرعة الصاروخ، بينما نحن نتطور ولكن بالمعكوس!، فمنذ الثمانينات إلى يومنا هذا لم تزد عدد الملاعب (الاستادات) لدينا على ملعب واحد وهو استاد اتحاد الريف الذي أحياناً لا يصلح حتى لدورة التعارف إذا كان عدد الحضور الجماهيري كبيراً!، ومبارياتنا الرسمية (دوري الدرجة الثانية وتمهيدي كأس الملك وكأس الاتحاد) تُقام على الملاعب المكشوفة، ومن هنا أدعو الزميل ناصر محمد إلى عدم نشر صور المباريات منذ الستينات في الملاعب المكشوفة، لأن ما يحصل حالياً هو نفس ذلك الوضع مع اختلافات بسيطة للغاية، وتلك الصور كانت قبل أكثر من 40 سنة!.
فعلاً، الدوحة أصبحت مُلتقى الرياضيين على مستوى العالم ككل بفضل ما تقدمه من منشآت واستعدادات وتخطيط، وطبعاً هي مُطالبة بالتطوير أكثر أيضاً على مستوى اللاعبين والأندية والمنتخبات، وقبل أن أختم أريد أن (أشوقكم) للمنشأة القطرية الجديدة التي مررت بجانبها عن طريق الصدفة أثناء تواجدي في الدوحة وهي الصالة الرياضية العملاقة التي ستستضيف نهائيات كأس العالم لكرة اليد 2015، وصحيح أن العمل جارٍ فيها حتى الآن لكن (الكتاب واضح من عنوانه)، فالشكل الخارجي ومع عدم اتضاحه بشكل كامل لكن يبدو أننا سنكون على أعتاب إعجاز قطري جديد حتى يُثبت القطريون مقولة (المستحيل ليس قطرياً).
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4137 - الجمعة 03 يناير 2014م الموافق 01 ربيع الاول 1435هـ
فعلا استمتعنا بالمباراة والأمطار معا
جميل اللقاء والأجمل الجمهور والمطرة المفاجئة التي غسلتنا في الملعب لكننا لم نتحرك