العدد 4136 - الخميس 02 يناير 2014م الموافق 29 صفر 1435هـ

النبي محمد (ص) رحمة للإنسانية

محمد عباس علي comments [at] alwasatnews.com

عضو سابق في مجلس بلدي المحرق

أرسل الله رسوله محمد بن عبدالله (ص) بالدين الإسلامي الحنيف إلى البشرية قاطبة بعد فترة من الرسل، وهو الدين الذي يمثل خلاصة وروح الأديان السماوية، وجوهرها الدعوة لعبادة الله الواحد الأحد.

وقد تميز الدين الإسلامي عن باقي الأديان السماوية الأخرى بالعالمية، «وما أَرسلناك إِلا كافةً للناسِ بشيراً ونذيراً ولكنَّ أَكثر الناسِ لا يعلمون» (سبأ، 28)؛ وخاصية الشمولية بتجاوز الزمان والمكان لقوله تعالى: «اليومَ أَكملتُ لكم دينكم وأَتمَمْتُ عليكم نعمتي ورضِيتُ لَكم الإِسلام ديناً» (المائدة، 4).

هناك الكثير من الدلائل والأمثلة على هذه الرحمة التي اتصف بها الرسول الأعظم، حيث وصفه عز وجل: «وما أَرسلناك إِلا رحمة للعالَمين» (الأنبياء، 107)، ومن هذه الرحمة التسليم المطلق لله سبحانه، الذي لا يجب أن يعبد إلا هو سبحانه، فقد حرر الإنسانية من العبودية لغير الخالق. وهي رحمة عظيمة أنقذت البشرية ممن شرح الله قلوبهم للإيمان بأن يتركوا عبادة ما لا ينفعهم من أوثان، أو انحرافات عقائدية. ووجّههم للبوصلة الحقيقية للعبادة وعمارة الأرض طلباً لسعادة الدارين.

من خصائص الإسلام احترام العقل البشري، حيث يحث الإنسان على التفكر والتأمل، واستعمال العقل للتدبر والوصول إلى الحقائق عن طريق الاقتناع، ولا يوجد دين يؤمن بالعقل ويرتبط به ارتباطاً وثيقاً، كالدين الإسلامي. كما أنه يحارب الغلو والخزعبلات والخرافات، والآيات والأحاديث النبوية في ذلك كثيرة.

ومن خصائص الاسلام كذلك، التوافق التام مع الطبيعة البشرية، فالخالق هو العالم بقدرات الإنسان وحاجاته المختلفة، ودينه دين يسر وليس عسر، فلم يحمّل الإنسان ما لا يطيقه من عبادات وفروض وتكاليف. كما أنه دين يحض على الموازنة بين العبادات وتلبية الحاجات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية، التي جبل عليها الإنسان. كما أرسى الإسلام أسس التسامح وحقوق الإنسان، فالإنسان، ذكراً كان أو أنثى، محترم وله حقوق منذ الطفولة حتى بعد مماته. كما نظم حياة الأفراد، والجماعات إلى أبعد الحدود. ليس فقط بين المسلمين أنفسهم، بل مع جميع أتباع الديانات الأخرى. فمن وصية الإمام على (ع) إلى واليه على مصر مالك الأشتر: «الناس صنفان، أما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق»، فالإسلام نموذجٌ مثاليٌ للأخوة الحقة.

لقد عاش العرب قبل الإسلام حياة الجاهلية بكل ما تعني الكلمة من معنى، من تناحر وسفك للدماء. وقد هذب الإسلام نفوس أتباعه، حيث ضرب المسلمون الأوائل أروع الأمثلة في التآخي فيما بينهم، وما أروع ما عمله الأنصار مع المهاجرين، من تقاسم ما يملكون.

وحريٌ بمراكز الأبحاث في الدول الإسلامية التعاون فيما بينها، للقيام بدراسات معمقة عن سيرة خاتم الأنبياء وتحويلها إلى برامج عملية تسير عليها جميع فئات المجتمع، وفي شتى مناحي الحياة من تعليم واقتصاد وسياسة، فالمصطفى (ص) لم يترك أياً من مناحي الحياة، إلا وسلّط عليه الضوء. ومن واجبنا جميعاً اتباع نهجه (ص)، ليكون لنا نبراساً ومنهج حياة نسلكه في حياتنا، وقدوةً في التعامل بأخلاق عالية، وبأمانة وصدق وإيثار، وحب الخير للجميع.

إننا في أمس الحاجة لمناقشة العديد من القضايا المرتبطة بمدى تطبيقنا لتعاليم الإسلام، التي أتى بها رسول الرحمة (ص). فمن ضمن هذه القضايا ما تثيره هذه الأسئلة: هل التخلف الذي يعيشه المسلمون بشتى صوره يساعد على إعطاء صورة حقيقية عن الإسلام بصورة عامة والرسول (ص) بصورة خاصة؟ هل الإسلام الحنيف يشجع على القتل العشوائي ومعاداة الأمم الأخرى بدون مسوغات مدروسة؟ وهل الأوضاع المزرية، اقتصادية واجتماعية، والظلم وانتهاك حقوق الانسان، في البلدان العربية والإسلامية، تساعد على تكوين فكرة حسنة عن الإسلام ورسوله الكريم؟ وكيف يمكن أن نكون دعاةً لديننا الحنيف بأفعالنا، وليس بأقوالنا، التي تتناقض كلياً مع الواقع المعاش؟

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس علي"

العدد 4136 - الخميس 02 يناير 2014م الموافق 29 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً