قبل أكثر من عام كتبت مقالا في هذه الزواية تحت عنوان «دور تمكين في الرياضة البحرينية»، وبعد أيام معدودة كنت على اتصال مع أحد أعضاء الجهاز التنفيذي السابق وأكد لي بأن الفكرة متداولة في اللجنة الأولمبية البحرينية وفهمت أن مشروعا ستطرحه اللجنة الأولمبية بعد ذلك كحل لما يعانيه عدد من اللاعبين الدوليين من بطالة.
منذ ذلك الوقت (لا خبر جاء ولا وحي نزل)، ولم تقم اللجنة الأولمبية البحرينية المعنية بالاتحادات الرياضية أو المجلس الأعلى للرياضة المعني بالرياضة ككل في البحرين بأي مبادرة من هذا النوع، في السنوات الماضية كانت هناك مبادرات على مستوى كل الألعاب مطلع العقد الماضي ومبادرات أخرى شملت منتخب كرة القدم فقط قبل نحو 5 سنوات، تغير كل شيء في الرياضة إلا هذا الملف.
أحد الأصدقاء من المسئولين في الأندية ذات يوم يقول لي «أنت تطالب المؤسسات الرياضية الثلاث بإيجاد حلول لما يعانيه عدد من لاعبي المنتخب الوطني من بطالة بالتوظيف في الجهات الحكومية، ألم تسأل نفسك سؤالا: ما نصيب العاطلين الدوليين من الوظائف التي وفرها تطوير كادر اللجنة الأولمبية على وجه الخصوص في السنوات الثلاث الماضية وكذلك ماذا قدمت المؤسسة العامة خلال هذه السنوات، أليس الأولى أن تبادر؟!»، لا معلومات دقيقة عندي بصراحة.
عموما، لازلت أرى بأنه يجب الاستفادة من الخدمات التي تقدمها (تمكين) لتطوير القدرات البحرينية، هناك العديد من الشهادات الاحترافية المدعومة والتي تؤهل للحصول على وظيفة مناسبة وبراتب مناسب. مذكرة تفاهم بين اللجنة الأولمبية البحرينية وتمكين قد تخلق برنامجا بمواصفات أفضل لدفعة من اللاعبين العاطلين، وأتمنى من صناع القرار في اللجنة الأولمبية أن يأخذوا الموضوع على محمل الجد، فهناك كوادر وطنية تعاني الأمرين.
لدينا لاعبون لا يعيشون استقرارا أسريا يجعلهم قادرين على التركيز في الرياضة، فالرياضة في البحرين والكل يعلم لا تقدم شيئا، إما أن تلعب في تلك الأندية التي تدفع أو عليك أن تنتظر من تلك الأندية الآيلة للسقوط ماليا صدقات بين الفينة والأخرى لا تغني ولا تسمن من جوع. ميسي والنجوم الكبار لا يحملون دبلوما وقد لا يمتلكون شهادة ثانوية غير أن موهبتهم الرياضية جعلتهم أثرى من رؤساء دول وملوك، بالتأكيد لاعبونا لا يريدون سوى تأمين مستقبلهم من خلال موهبتهم الرياضية بالمعقول... القناعة كنز لا يفنى وأهل البحرين مدرسة القناعة.
آخر السطور ..
تصوروا مثلا مثلا يعني... يعود منتخبنا الوطني الأول من معسكر المجر قبل أيام من الدخول في معركة تصفيات المونديال ويخرج علينا مسئول رياضي ليعلن عن مفاجأة، وهي توظيف جميع لاعبي المنتخب العاطلين لرفع معنوياتهم قبل التصفيات، تماما كما قدم لمنتخب القدم قبل المحلق مع نيوزيلندا ... أعلم أن هناك من سيقول بأنني أحلم ولكن من يدري (...)!!.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ