لا أعتقد أن متابعي رياضتنا ممن هم في مثل عمري حالياً وأكبر لا يتذكرون الأيام الجميلة للدوري السعودي لكرة القدم خلال فترة التسعينات بالذات، والتي شهدت ذروة المنافسات بالذات مع بداية الاحتراف هناك، وهو ما جعل الأندية السعودية تحقق العديد من البطولات الخارجية والآسيوية ووصل الحال بنادي النصر للتأهل لكأس العالم للأندية بالبرازيل العام 2000 ويومها قابل ريال مدريد وخسر أمامه بثلاثة أهداف لهدف بعد أن كان متقدماً في البداية بهدف الهريفي.

وبعد فترة التسعينات وعلى الرغم من احتفاظه بالتميز بين البطولات والدوريات الخليجية والعربية إلا أن الدوري السعودي هبط مستواه كثيراً ولم يعد كالسابق ولعدة سنوات، ومن المُمكن أن يكون لافتقاده منافسا قويا وشرسا مثل النصر دور في ذلك، إذ تراجع النصراويون بشكل واضح ولفترة ليست بالقصيرة، وربما لأسباب إدارية في المقام الأول، ولكن في اعتقادي أن الدوري السعودي بدأ يستعيد بريقه من جديد في المواسم الأخيرة وفوز الفتح باللقب الموسم الماضي كان أمراً رائعاً كونه فريقا مغمورا لم يمض على تواجده بين أندية الكبار سوى 6 مواسم، والآن فريق النصر يتصدر الدوري بفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه وهو غريمه الهلال، وعودة النصر جعلت للمنافسة طعماً آخر بالذات مع زيادة عودة جماهيره للمدرجات والتي لم تغب يوماً رغم عدم تحقيقه الألقاب سنوات طويلة، وبات «العالمي» يتفوق على كل الفرق الكبيرة وبجدارة بعد أن كان قد أصبح حملاً وديعاً أمامهم في السنوات القليلة الماضية، والعودة النصراوية للواجهة مرة أخرى أسعدتني كثيراً كوني من عشاق ومحبي هذا الفريق، وأيضاً لأن للنصر مكانة خاصة وكبيرة في الدوري السعودي الذي ستزيد حلاوته أكثر بالعودة النصراوية، وخصوصاً أن وراء النصر إدارة كبيرة في طليعتها الرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي الذي أجاد وعرف كيف يُعيد للنصر هيبته وبعد أن صبر عدة سنوات ليرى فريقه في الوضعية الحالية فوق الجميع، ولكن الوصول للصدارة بعد 15 جولة ليس هو الطموح، بل الطموح الأكبر ملامسة الذهب وتسيد الكرة السعودية من جديد والمنافسة على البطولات الآسيوية أيضاً، بالذات كون النصر كان بطلاً لقارة آسيا يوماً من الأيام.

وكنت قد كتبت قبل 3 سنوات عموداً مشابهاً لما أكتبه الآن وكنا قد تأملنا خيراً حينها بالعودة للبطولات، لكن ذلك الوضع يبدو أنه قد تأخر، والنصراويون يطلبون من المولى العلي القدير أن يُجازي كل عشاق العالمي على هذا الصبر الطويل ببطولة الدوري هذا الموسم، فالنصر وعشاقه يستحقون ذلك.