لو أن الطرف الذي انتقد الشبيبة الضيوف على جمعيته غير من ذكروا اسمه لما استنكرت عليه، لكن لثقتي بهذا الطرف وإدراكي أنه أحد المناضلين الذين نعتز بهم وخصوصا أنه من بين العناصر التي لا يمكن أن يشكك أحد في حسه الوطني ولأن ما سمعته أنه هو دون غيره استنكر على عدد من شبيبة الجمعية المستضافة لبسهم للفانيلات التي عليها صورة المناضل الأممي شي جيفارا... فهذا ما جعلني لا أصدق.
هب أن هذا الطرف لا يعترف به كمناضل... فهل يجوز اختلاق قضية من موضوع لا يشكل أي خلاف بين الأطياف؟
وهب أن هؤلاء الشبيبة الصغار في السن كانوا يلبسون فانيلات عليها صور خيول أو جمال أو طيور... فهل كان هذا الرفيق سينتقدهم، أنا أشك في ذلك.
إن شي جيفارا يجب أن يعتز بنضالاته كل من يمت إلى الفكر الوطني والقومي والاشتراكي بصلة والرفيق واحد منهم... فهل انقلب على أفكاره ومبادئه في المرحلة الأخيرة لأننا في الوطن العربي تعودنا على الارتداد؟ فعدد غير قليل من أقصى اليسار انقلبوا وأصبحوا في أقصى اليمين.
«وَخُبْري» بالرفيق المذكور أنه مازال على العهد بل أنيطت به مسئولية القطاع الشبابي في الجمعية... فماذا حدث حتى ينقلب هكذا فجأة ويسيء لشباب كان الواجب أن يكون مرشدا لهم ويعتز أنهم يلبسون فانيلات تضم صورة مناضل؟
شي جيفارا ذلك الطبيب الأرجنتيني الذي انحدر من عائلة ارستقراطية داس كل تلك الحياة المرفهة وخرج ليعيش في الكهوف والجبال مع الثوار الكوبيين ودخل معهم السجن وكاد يعدم ثم خرج وعاد يناضل مع كاسترو وجماعته مرة أخرى ضد نظام دكتاتوري عفن مثل باتستا المدعوم من الولايات المتحدة، ولما نجحت الثورة الكوبية وتم تعيينه وزيرا للصناعة بقي بعض الوقت فيها إلا أنه أبى الاستمرار فرمى ببدلة الوزارة وعاد ليلبس ملابس المقاتلين وانضم إلى ثوار بوليفيا وقاتل حتى أسر وتم قتله.
أنا في غاية الألم لسبب واحد فقط أن يأتي هذا التصرف من مناضل كان في نظري محل اعتزاز ومودة
العدد 412 - الأربعاء 22 أكتوبر 2003م الموافق 25 شعبان 1424هـ