الفريق الأول لكرة السلة في نادي المحرق كان قبل موسمين في أفضل حالاته على مدى تاريخه السلاوي عندما نجح في فرض أفضليته المطلقة على جميع فرق كرة السلة البحرينية بتتويجه ببطولتي الدوري والكأس وتبعها بكأس السوبر.
هذا الفريق الذي بني على مدى عدة سنوات بلغ أفضل مستوياته قبل موسمين ومن حينها بدأ التراجع التدريجي وصولا إلى ما هو عليه اليوم من تراجع نتج عنه خسارة عدة بطولات متتالية سواء بخسارته في نهائي دوري الموسم الماضي أمام المنامة وبعدها خسارته في البطولة التنشيطية هذا الموسم وتبعها بخسارته كأس السوبر ليفقد جميع ألقابه التي كان يحملها.
إدارة سلة المحرق التي هي باعتقادي الشخصي من بين الأفضل بين الإدارات المحلية بالعمل الاحترافي والشفاف والتواصل مع وسائل الإعلام والقدرة على حل جميع الاشكالات التي تواجه الفريق والجرأة في مواجهة الأخطاء وهو ما يتضح دائما في شفافية التعامل التي يمتاز بها رئيس الجهاز الشيخ محمد بن عبدالرحمن الذي لا يخفي أبدا أي مشاكل تواجه فريقه، سعت بكل ما أوتيت من أجل تعديل أوضاع الفريق الفنية وإعادته لوضعه الطبيعي في الصدارة.
خطوات الإدارة السلاوية تمثلت في تغيير الإدارة الفنية للفريق من خلال التخلي عن المدرب الأميركي تشارلي باركر، كما تم تعزيز صفوف الفريق بلاعبين مميزين أبرزهم محمد حسن العائد إلى ناديه وكذلك العملاق عبدالرحمن غالي.
الفريق اضطر إلى استبدال محترفه الأميركي سي جي غليز وتعاقد مع محترف بديل هو تشارلز غارسيا وتبعه بالسنغالي مصطفى ندوي وأخيرا الأميركي شينان، كما اضطر إلى استبدال مدربه الصربي لعدم نجاحه واعادة المدرب السابق الأرجنتيني فيكو.
ما بات واضحا تماما أن مشكلة سلة المحرق الأساسية ليست في المدرب أو اللاعب المحترف، فالفريق خسر كل بطولات الموسم الماضي بتواجد المدرب باركر والمحترف سي جي، وعندما قام باستبدالهما لم يتعدل وضع الفريق بقدر ما سار إلى الأسوأ.
المشكلة الرئيسية في سلة المحرق هي في لاعبيه المحليين الذين يشكلون العمود الفقري للفريق وبارتقاء أدائهم سيرتقي بالتأكيد أداء المحترف ومن خلفهم المدرب، وعندما يتراجع أداؤهم إلى الوضع الحالي فإن أي محترف أو مدرب لن يستطيع أن يغير من الوضع شيئا.
أي متابع بسيط للعبة يدرك مدى التراجع في معدل التسجيل وفي الأداء لنجم الفريق الأول أحمد حسن الذي بات غير قادر عل التغلب على رقابة الخصوم كما كان يفعل سابقا، كما أن العملاق أحمد مال الله بعيد عن فورمته كثيرا وبات يجلس على دكة البدلاء أكثر مما يشارك في الملعب.
كذلك بدر عبدالله الذي كان يمتاز بمستوياته الثابتة وأدائه القوي هو الآخر بات بعيدا عن مستوياته، في حين أن قائد الفريق محمد عبدالمجيد يعاني من تراجع المستوى منذ مدة طويلة.
وبعد أن كان كاظم ماجد الورقة الرابحة بأدائه المميز كلما دخل الملعب، أصبح أداؤه هو الآخر انعكاسا لحالة التراجع التي يعيشها كل الفريق.
القادمون الجدد ليسوا أفضل حالا فلا حسن الموسوي قادر على تقديم الاضافة المطلوبة ولا عبدالرحمن غالي، في حين أن محمد حسن بات واضحا مقدار تأثير الاصابات المتتالية عليه.
تبقى العلامة المضيئة في سلة المحرق خلال الفترة الحالية علي عباس الذي هو أبرز عناصر فريقه، وإذا ما استمر وضع بقية اللاعبين على حاله فلا تغيير المحترف سيجدي نفعا حتى لو عاد سي جي ولا تغيير المدرب يمكن أن يحدث تغييرا جديا في وضعية الفريق.
ما يحتاجه المحرق هو عودة الروح والمستوى للاعبيه المحليين أولا وإذا لم يكن بمقدورهم العودة كما كانوا فلا مناص من التجديد تفاديا لهذا التراجع المخيف.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ