عراد اليوم وضواحيها تحت الحصار... لكنه «حصار عمار»!... وهذا باختصار الوصف الأنسب لمشهد الأمس ومشهد اليوم، بانتظار الغد الجميل.
منذ أشهر... وعراد وسكانها يلحظون (تسارع وتيرة الأعمال) في الشوارع المحيطة بأماكن سكنهم وفي الشوارع المحيطة بمداخل ومخارج عراد، والبعض الآخر ربما يرى (تباطؤ وتيرة الأعمال) ببعض المناطق، وهو بطء مرهون بأسباب فنية على الأرض بانتظار حسم أمور مرتبطة بكابلات وتوصيلات خاصة بمرافق الخدمات الموجودة أصلاً في مواقع العمل.
لسنوات عدة، طال انتظار عراد وترقب العراديين ومن جاورهم لمشاريع تتمثل في فتح طرق جديدة وإنعاش الطرق البائسة وإنشاء شوارع حديثة وتوسيع المسارات وتخطيط المداخل والمخارج، ولاختصار الصورة الفعلية التي يعيشها سكان عراد ومرتادو المنطقة طوال الشهور الماضية وحتى الأيام القليلة المقبلة، فإنه يمكن القول إن (عراد تحت حصار العمار وتحت حمم موجة التعمير)!
تماماً كالجسد الهرم المترهل المتطلع إلى عملية تجميل تزول معها آثار التجاعيد الممراتية أو الترهلات الشارعية أو الندب الإسفلتية، فإن الحاصل اليوم هو تسخير (عيادة الأشغال) التجميلية لكامل أدواتها الجراحية وطاقاتها ومعداتها بإشراف مهندسيها... حال عراد اليوم تماماً كالطامع في الشفاء والتخلص من الآلام والمعاناة اللامنتهية حين ينشد رحمة العلاج فيخضع لحقن التخديرالمُسَكّنة أو بالعامية لـ «إبرة البنج» التي تسبق المعالجة، هذا هو حال العراديين هذه الأيام من معاناة وتأفف وضجر و(تعكنن) المزاج، يحتاج الواحد منهم إلى أن يسرع في التوجه إلى وجهته، فيفاجأ بالتحويلة المرورية، يراوغ يميناً لتسبقه من أمامه على الطريق آلية الحفر البطيئة كالسلحفاة، ويسرع يساراً لتوقفه شاحنة مليئة بالرمال لتفرغ حمولتها!
معالم شوارع عراد هذه الأيام باتت تتمثل في الجرافات والمعاول والآلات بأيد عمال يحفرون، يردمون، يقيسون، يخططون، يرصفون... وكأننا بصبر الأهالي وتفهمهم لتلك الأعمال بمثابة نصيبهم من مساهمة يدفعونها ليظفروا في نهاية المطاف القريب ببنية تحتية حديثة وتخطيط لعبور آمن وحركة مرورية سلسة.
ما أن تعرج على مداخل القرية قادماً من شارع عراد الموازي لمدرج المطار في اتجاه شارع 46 حتى تكتشف حجم العمل يمنة ويسرة، وما أن تصل إلى منتصف الشارع حتى تضطرك التحويلات المرورية إلى القيادة ببطء وحذر لتصل إلى مواقع الإشارات الضوئية الجديدة واستبدال التقاطعات (التي كانت لسنوات طويلة تؤخر الأهالي والسكان عن الخروج من منعطفات سكناهم إلى الشارع العام) إلى تقاطعات تدار بإشارات ضوئية.
وقد يتفنن البعض ويتشطر في الالتفاف هرباً من الأعمال الجارية في شارع 46 متوجهاً إلى شارع حاتم الطائي ليجد نفسه في المطب ذاته، حيث إن ذلك الشارع يشهد أعمال المرحلة الأخيرة من مشروع تطويره، وكذلك الحال بالنسبة إلى شارع 47 الرابط بين شارعي حاتم الطائي و46!
وفيما يتواصل مسلسل «نفور الأهالي» و»نفير الأشغال»، يستمر حتى اللحظة دويّ مطارق (العمار والتعمير)، وتبدو واضحة للعيان الحلقات الأخيرة لمسلسل «حصار العمار» لسكان وأهالي عراد وبعضاً من سكان الحد السالكين لمخارج ومداخل عراد في طريقهم من وإلى المنامة، حيث إن عراد بأكملها بمداخل ومخارج لا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة لربطها مع خارج محيطها، ما يزيد من كثافة حركة المرور وحجم الاختناقات الحاصلة حاليّاً في ظل تزايد أعداد القاطنين.
في المقابل، فإن البشارة قادمة، وما بعد الصبر إلا الفرج، فمن منا لا يتذكر كيف كان عليه الحال قبل عامين بالنسبة إلى شارع حاتم الطائي بالحد (على مشارف عراد)؟... وهو الشارع القادم من شارع الحوض الجاف في اتجاه (اللولو هايبر) ونادي الحد مروراً بمركز شرطة الحد والجمعية الإسلامية في عراد وانتهاء بتقاطعه مع منطقة خزانات وقود الطائرات بشارع 46؟ هذا الشارع على أهميته وطوله الذي يتجاوز الأربعة كيلومترات، كان شارعاً داخليّاً مترهلاً بالياً، تبدل اليوم إلى شارع رئيسي بأربعة مسارات مرصوفة ومخططة يدار بإشارات ضوئية، وتيسرت الحركة عليه بشكل طبيعي في الأجزاء المكتمل العمل فيها وفق التجزيء المرحلي للمشروع.
تماماً هو الحال المتكرر اليوم مع شارع 46 ذلك الشارع العرادي الحيوي القديم لسنوات طويلة، والذي كان - لسنوات - يتحول في أغلب أجزائه من مسارين إلى مسار واحد، فتغص الحركة وتحدث التجاوزات و(تكسر الإشارات) وتتوتر الأعصاب، إلى أن جاء مبضع الجراح، فخطط وصمم ونفذ بانتظار الأيام القليلة المقبلة ليكتمل المشروع نهائيّاً حين توضع الطبقات الأخيرة من الإسفلت، لتنساب الحركة ويهنأ الجميع من سكان ومستخدمي الطريق... وهو المشروع الذي وصفه الممثل البلدي عن الدائرة السابعة علي المقلة بأنه «شريان رئيسي» في منطقة عراد كونه يخدم ثلاثة من أكبر المجمعات كثافة سكانية.
وزارة الأشغال، وضمن خططها المتواصلة، تسعى إلى ايجاد مخارج ومداخل جديدة من وإلى عراد لتخفيف الضغط المروري الحاصل على المداخل الحالية، كما تسعى إلى تطوير عدد من التقاطعات في شوارع عراد ما سيزيد الطاقة الاستيعابية الحالية، ومن هذه التقاطعات طريق 4409 مع شارع 44 وتقاطع طريق 4402 مع شارع حاتم الطائي وتقاطع طريق شارع 47 مع شارع حاتم الطائي وتقاطع شارع 46 مع شارع 47.
وفي وقت تتواصل فيه الأعمال لاستكمال مشروع مجمع السيف بالمحرق (ما بين قلعة عراد ونادي المحرق)، لا أكشف سرّاً بأن مسئولي «الأشغال» قد أكملوا استعراض المخطط العام للطرق الذي يخدم منطقة عراد بصفة خاصة، وجزيرة المحرق بصفة عامة، فضمن خطة وزارة الأشغال للأعوام المقبلة هناك مشروع لتطوير شارع 47 الذي سيربط شارع حاتم الطائي في الحد بشارع خليفة الكبير (المار بمقر خفر السواحل في حالة بوماهر) ليسلكه القادمون من منطقة حالتي النعيم والسلطة مروراً من خلف قلعة عراد ليعبروا جسراً معلقاً توضع تصاميمه حاليّاً، ليسهل بالتالي على المئات من السكان الخروج من مناطق عراد والحد وحالتي النعيم والسلطة باتجاه المنامة من دون الحاجة إلى سلك المخارج الحالية التي تشهد كثافة في حركة المرورعلى شارع عراد (الموازي للمطار).
وزير الأشغال - لأكثر من مرة - كان نزل شخصيّاً إلى ساحات عراد وأزقتها وأحيائها برفقة مهندسي الوزارة ومقاولي المشاريع ومندوبي المجلس البلدي والنيابي وتدارس معهم احتياجات الدائرة السابعة بمحافظة المحرق - المتمثلة بمنطقة عراد وحالتي النعيم والسلطة - وبحثوا ما يتعلق بتطوير الطرق العامة وخدمات الصرف الصحي، ولا تكون تلك الزيارات والجولات روتينية أو لمجرد التقاط الصور، بقدر ما تنتهي بمزيد من الضغط والمتابعة مع شركات المقاولة المنفذة للمشاريع في المنطقة والاستماع إلى أصوات القاطنين أملاً في تخفيف معاناتهم خلال فترات التنفيذ.
أين نحن مما عانيناه بالأمس؟ وما نعيشه اليوم؟... إن الظفر بثمار الغرس لا يتم في يوم وليلة بقدر ما يجب أن يسقى بماء الصبر والتعاون في تربة التفهم والالتزام، فما المشاريع القائمة في عموم المحرق حاليّاً، إلا تماشياً مع خطة استراتيجية وضعتها وزارة الأشغال لإحداث نقلة نوعية في مستويات شبكة الطرق والصرف الصحي ومصارف الأمطار في مختلف مناطق البحرين وسعياً منها لإعادة تأهيل بنيتها التحتية والاستمرار في برامج تطوير هذه الشبكة وإعادة تأهيلها وصيانتها.
كلمة أخيرة للعراديين ومرتادي شوارع عراد... نظراً إلى تعدد وتنوع مشاريع الطرق في مناطقكم، فإن الضجر وارد، والتأثر حاصل، لكن المعاناة باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وقارنوا حال الشوارع قبل أعوام؟ وكيف هي اليوم؟... فالخير قادم بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ "حافظ عبدالغفار"العدد 4113 - الثلثاء 10 ديسمبر 2013م الموافق 07 صفر 1435هـ
هيئة الكهرباء
عند خزانات الوقود أرض ابتلعتها هيئة الكهرباء ولم نصح إلا على سور يبنى وأرض كبيرة كانت مخصصة للمرحلة الثالثة من مشروع عراد الإسكاني. الأرض جدا كبيرة وتصلح للكثير من البيوت التي كانت ستخفف من عبئ الوزارة ومن سنوات الإنتظار التي ترهق المواطن.لا أعلم عن نية هيئة الكهرباء بالأرض ولست مرتاحا من مصادرتها ولكن لا تتفلجأوا إذا ما صودرت الأرض لاحقا من قبل المتنفذين. يعني هيئة الكهرباء مالقت إلا هالأرض؟ عرادي