لا يختلف اثنان على أن الفريق الستراوي في الموسم الماضي كان الفريق الأكثر استحقاقاً للصعود لمصاف دوري الدرجة الأولى لكرة القدم وهذا ما حصل فعلاً بعد أن ظهر الفريق بصورة مميزة في دوري الدرجة الثانية، وحافظ على سجله خالياً من الهزائم حتى مباراة التتويج أمام الاتحاد التي لعبها الفريق وهو ضامناً للبطولة، وخسارته فيها لم تؤثر على موقفه ويومها حمل الستراويون مدربهم موسى حبيب على الأعناق وفرحوا كثيراً بذلك وخرجوا في مسيرات فرح لمعقلهم، ويومها كنت حاضراً وارتسمت في مخيلتي الكثير من الأمور ومنها أن سترة سيكون له شأن كبير في دوري الكبار كونه يمتلك من الإمكانات ما يؤهله لذلك، فالفريق يعج بالمواهب التي تحلم أندية كبيرة كالرفاع والمحرق بضمها، وأيضاً أتذكر أنني كنت أفكر بأن هذا الإنجاز الذي حصل سيجعل نادي سترة يعيش وضعاً مستقراً ورائعاً من الناحية الإدارية بعد أن كانت هنالك بعض المشاكل في سنوات سابقة مثل ما جعل المدرب غازي الماجد يستدرك وضعه سريعاً ويرحل عن الفريق حتى قبل بداية الدوري قبل سنوات قليلة مضت، لأن الإنجازات والأفراح بالتأكيد تُجمع القلوب إذا كانت مُتفرقة وتجمع الأفكار إذا كانت مُشتتة، وخصوصاً أن الوضع هنا يتطلب عمل الجميع بيد وبروح واحدة من أجل مصلحة سترة لا غير، بعيداً عن أي أمور شخصية ومصالح لجماعة مُحددة.

ولكن يبدو أن مخيلتي كانت واسعة وأنني بالغت كثيراً في توقعاتي وطموحاتي بالنسبة لهذا النادي، لأن أقل من نصف ما توقعته لم يتحقق، بل ان الأمور تسير للأسوأ الآن والفريق الستراوي قبل جولة واحدة من ختام القسم الأول يتبوأ القاع برصيد 4 نقاط فقط ولكن هذا الأمر ومن خلال متابعتي جميع فرق الدوري لا ينم عن فوارق فنية بقدر ما هو مشاكل إدارية في المقام الأول أثرت على سير الفريق وجعلته يترنح في القاع، ويبدو أن هنالك أشخاصاً في سترة يصيبهم (المرض) في حالة نجاح أي فريق من فرق النادي وبالذات كرة القدم، ويحاولوا أن ينشروا هذا المرض في أجواء الكرة الستراوية ولمآرب ومقاصد في أنفسهم حتى وصل الوضع إلى ما هو عليه، وأصبح النادي يسير بأكثر من فرقة وكل واحدة في اتجاهٍ مضادٍ للأخرى، ويلتقون أحياناً في نقطة واحدة لا تمثل مصلحة النادي، مع الاعتراف بالتأكيد بوجود فرقة تعمل وتريد مصلحة نادي سترة وتضعه فوق كل اعتبار لكنها أحياناً مغلوبة على أمرها لأنها تسير وسط بحر هائج وأمواجه تلطمها من كل حدب وصوب، ووصلت الأمور إلى التخوين والاتهامات بالتخاذل وهذه فعلاً أمور بدأت تطفو على السطح في الأيام الأخيرة، والقريبون من واقع الأمر يعرفون ويدركون ما أعني ولا يمكنهم نكرانه، وأنا لست مُجبراً على ذكره بالتفصيل، لأن لدي هدف مُعين وهو إيصال الرسالة لهؤلاء أن حركاتهم باتت مكشوفة ورائحتهم (فاحت) أكبر من ذي قبل، فهذا الكيان الستراوي أكبر من أن يُقاد بمثل هذه الطريقة، والعودة للجادة الصحيحة خطوة لابد أن يحذوها الجميع من أول شخص إلى آخر فرد في النادي كون (النادي) أهم منهم ومن ألاعيبهم وتخويناتهم وتخاذلاتهم وأكبر حتى من أي شخص يتفرد بقراراته لمصالح شخصية.