عفواً معالي وزير الداخلية... مع الاحترام والتقدير، تقبل مني خطابي هذا بصفتي مواطناً ألزمته وطنيته أن يقف هذا الموقف، وأن لا تحمله على أنه خطاب تقريع، فمقامك أكبر من هذا. إنّما هو خطاب يحمل قولاً خارجاً من فؤاد جرحته خطوب القدر، وعتت عليه لواقح ضير الحاضر، وغاضه افتئات رجال (هم رجالُك) كنا نعدهم موئلاً نتفيأ تحت ظلالهم وحمايتهم فإذا هم لا أكنِّة عندهم.
خطابي هذا حملني إليه قولك بالأمس القريب حيث قلت يا معالي الوزير: «إننا مسئولون عن حماية المجتمع وإننا نعمل وفق القانون».
هذا القول المُعبِّر حمل جملةً مفيدةً وفقاً لأصول اللغة، إنما الجُمَل - كما تعلم - عندما تأتي على صورة قول صادر من مسئول فهي عادة تحمل مدلولاً وثِقْلاً وقيماً (أي مبدأً).
و«ثِقْل الجُمَل» في مثل هذه الحالة لا يوزن بالمكيال وإنّما بصدق القول وشرف الكلمة، وهكذا أيضاً «قَـيَم الجُمَل» لا تُقاس بالحساب المادي (لأننا لا نعني هنا القِيمة الحسابية) وإنّما بما تحمله من مبادئ، أي بالحساب المعنوي أو الأدبي.
وحيث انتهينا إلى ما تقدم وجب علينا أن نبحث ثقل وقَيم قولك السابق بحسب المفاهيم السابقة. ولكن علينا بدايةً أن نتأمل إلى تلك «الجملة المفيدة» لنتعرف على مدلولها، وهي لا تحتاج إلى عمق نظر. فأنها تحمل مدلولين فقط، الأول «حماية المجتمع»، والثاني «العمل وفق القانون». ولهذا يفترض منا أن نجزّئ هذه الجملة المفيدة إلى جزئين طبقاً للمدلولين السابقين. إنما يمكن دمج هذين المدلولين في عبارة واحدة لتصبح الجملة أقصر، وهي «حماية المجتمع وفق القانون». وعليه فإنه بمقتضى هذه الجملة «القصيرة» نستخلص منها «أنكم مسئولون عن حماية المجتمع وفق القانون».
ولكن عذراً – معالي الوزير – لم أفهم، ماذا تقصد بحماية المجتمع؟ هل المقصود بـ «المجتمع» هو «الأمة»؟ فإن كان هو كذلك فالأمة لا تعني فئةً من فئاتها فقط، إنما كل فئاتها وأفرادها دون استثناء، فإن استثُنيت فئةٌ من الحماية فلا تَقُلْ حماية مجتمع إنما قُلْ حماية فئة. وإنْ استُبيحت حرمةُ فئةٍ من فئات المجتمع أو عَزَف «الحُماة» عن حمايتها فلا مقام للقول بحماية المجتمع.
كما أن «الأمة» لا تُختزل بالأشخاص (كأفراد) وحسب، وإنّما بعقائدها وبمبادئها، ودينها وناموسها، وكل ما يمس كرامتها وعزتها وشرفها. فإن انتُهكت واحدةٌ من هذه فلا محل للقول بحماية المجتمع. ولا أعتقد – يا معالي الوزير - أنك تخالفني الرأي في ذلك.
فإذا كان الأمر ذلك؛ ألتمسك عذراً أن أزن وأُقيَّم ما قلته من «أنكم مسئولون عن حماية المجتمع وفق القانون».
وحيث أنه إذا ما تقرّر وزن وتقييم ما يصدر عن المسئولين من قول أو تصريح لا يكون ذلك إلاّ بتطابق هذا القول أو التصريح مع ظروف الحال والواقع الملموس، وإلا يصبح هذا القول قولاً أجرد. وهذا ما يجعلني ملزماً بأن أبحث الواقع، أو جملة من الوقائع، كي يكون الوزن والتقييم سليماً.
إنما... ولكي لا يطول بنا اليراع سأتجاهل البحث في الكثير من الوقائع:
- سأتجاهل واقع (أو وقائع) التعذيب في السجون التي يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان، رغم أن هذه الوقائع لا تتلاءم مع أبناء آدم ولا يفعلها الآدميون من بني البشر، ولا يسوغها عقلٌ ولا ضميرٌ مهما كان جرم المُعذَّب، فضلاً عن مخالفتها القانون والمواثيق الدولية.
- وسأتجاهل واقع (أو وقائع) الاعتداء على المشيّعين وسط المقابر بالقنابل الحارقة والقنابل المسيلة للدموع، رغم أن هذا الواقع يُعتبر جريمةً إنسانيةً قبل أن يكون جريمة قانونية يحرّمها القانون بمقتضى المادتين رقمي (312 و315) من قانون العقوبات.
- وسأتجاهل أيضاً واقع (أو وقائع) ترويع الأهالي الآمنين في بيوتهم بمداهمتهم بغتةً ليلاً، والعبث في ممتلكاتهم والاعتداء عليهم بطريقةٍ بشعةٍ وساذجةٍ ولغير داعٍ لذلك، ومن دون إذنٍ من النيابة العامة، رغم أن هذا الواقع يعتبر أسوأ واقعٍ شهدته البحرين ولا يتفق مع عصر الحضارة والنمو والديمقراطية والعهد الدولي لحقوق الإنسان، فضلاً عن أنه عملٌ يخالف القانون طبقاً لنصوص المواد رقم (67 و69 و70 و90) من قانون العقوبات.
- وسأتجاهل أيضاً حبس «الأحداث» ومعاملتهم بقسوة كمعاملة الكبار، رغم أن هذا الواقع يُعتبر أشنع وأمرّ من سابقه، لما يحمله من مخاطر اجتماعية وآثار نفسية سيئة لا مجال للبحث فيها في هذا المقام، فضلاً عن مخالفته المادة رقم (24) من قانون الأحداث.
- وسأتجاهل أيضاً العديد من الوقائع المؤلمة التي حملها التاريخ في عُهدته وذاكرته.
ولكن عذراً معالي الوزير إنْ تجاهلت هذا وذاك، فلن أقوى على تجاهل واقع واحد هو: تعرُض النساء للضرب والمهانة، وسبب عدم القدرة على تجاهل هذا الواقع يعود إلى الواجب الوطني والديني والإنساني من جهة، وإلى كينونة المرأة من جهة أخرى.
فمن المقرر أن المرأةَ لها حُرمةٌ، وأن حرمتها تتجلّى في أنه لا يجوز لمسها والاختلاء بها إلا ببعلها طبقاً لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف. وأن حُرمتها تعني صيانتها، وحمايتها، وحفظ أنوثتها، والغيرة عليها، والذود عنها من أي انتهاك مهما كان وضيعاً باعتبار ذلك واجباً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً. ولهذا تسمّى المرأة في الإسلام «حُرمة»، أي حُرمة انتهاك جسدها وأعضائها وأنوثتها، وحُرمة التعدّي على مشاعرها وحقّها دون ذنب وبغير ما شرعه الله. ولذلك يقول الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (ص): «من قَدَرَ على امرأة أو جارية فتركها مخافة اللهِ حرَّم اللهُ عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر»، ويقول «طوبى لمن صان حُرمة المرأة».
فهل - يا معالي الوزير - ما حدث في هذا الشأن بالذات وشاهده الجميع وأقرَّته المنظمات الحقوقية الدولية بما في ذلك لجنة تقصي الحقائق، هل هو كذبٌ وافتراءٌ أم هو حقيقة؟.
فإن قلتم أن هذا افتراء كان لكم أن تكذّبوه بالوسائل القانونية إبراءً للذمة وصفاءً للنفوس. أما إذا رأيتم صحة ذلك فبما إذاً نزن قولك «بأنكم مسئولون عن حماية المجتمع وفقاً للقانون». أم أن لكم ميزاناً آخر يمكن أن نوزن به هذا القول؟
ذلك ما أراه يا معالي الوزير، ولا تؤاخذني على ما أرى.
إقرأ أيضا لـ "علي محسن الورقاء"العدد 4104 - الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ
جرح الوطن
أستاذي المحامي كلماتك من القلب فلهذا لن تحرك قلب معالي الوزير
استادى الكريم
شوف استادى الكريم هاؤلاء القوم لايخافون الله ويعبثون فى الارض فسادا عايشين فى الدنيا كالوحوش ينهشون ويسفكون دماء الابرياء قصدهم تركيع الشعب لاكن الشعب لن يركع الى لله وهيهات منه الذله وسناخد حقنا باذن الله
القانون
القانون
القانون
القانون
كلمات كثيرا ما اسمعها من مسؤلين كبار.
صارت حركة فيما مضى و وقتها أوقفني واحدا من قوات الشغب امرني بفتح صندوق السايرة وطكني كف و قال لي امشي... خفت أشتكي بمركز الشرطة و يكون مصيري مصير الشهيد كريم فخراوي
الرد معروف
راح يقول لك الكل تحت مظله القانون والقانون مطبق بحذافيرة واي مظلوم يلجا للقضاء ومن هل الكلام بس طبعا في الواقع الكل يسوي او يطبق القانون اللي في مصلحته فاذا كنت بحراني مالك اي حق تصور واحد مزور اجازة مرضية يحكم 5 سنوات والقاتل اللي من صوبهم سنتين هذا اذا فعلا مسجون خليها على الله
اتفق معك
اضم صوتي واتفق معك في ما تقول ، واتمنى الرد.
القانون
هل قتل المساجين هو حماية المجتمع وفق القانون؟
كلامٌ صائب
بارك الله قلمك
احنا راح نشكّل لجنة للنظر في كلامك
وطبعا هذه اللجنة ايضا تحتاج الى لجنة لتقراقبها ولجنة المراقبة ايضا تحتاج الى لجنة اخرى
يعني بصحيح العبارة البلد متروس فساد بسبب كثرة اللجان التي تشكل لكل امر لجنة وبالتالي لا خروج من المستنقع
شكرا لكلماتك الموزونة والتي لو كانت في غير البحرين لآتت اكلها
منطقك ايها المحامي منطق البشر الراقي والمحترم والذي لا يجد له في سوق البحرين مشترون انما يجد في البحرين من يجافون الحقائق يعتدون ويعتدون ويعتدون ثم اذا صادفهم الحرج في فعلة ما او في امر ما شكلوا لجنة ولجان ولجاجين من اجل تمييع القضايا واضاعة الحقوق.
كم فضيحة صورت وظهرت للعالم وعند الحرج يقال لك شكلنا لجنة للتحقيق ثم ماذا بعد التحقوق لا ترى الا الهواء؟
كاتبنا
العزيز الشهيد العزيز فخراوي كان عنده حسن ظن مثلك بالاجهزه الامنية وكان لا يصدق ما قيل ان الاجهزة الامنية تقوم بالاعتداء على الاخرين وتخريب ممتلكاتهم فذهب مثلك بحسن نية يخاطب القوم على ما عاثته ايديهم بمنزله وجاء الرد سريعا ومن دون قانون ولا غيره تسليم جثته وهي منكل بها وقالوا ان سبب الوفاة هبوط بالدورة الدموية هل بعد ذلك رجاء في هؤلاء القوم وهل هناك دولة قانون فعلا
انا هنا اخاطب كل من له عقل ويزن الامور
إحمل أخاك على سبعين محمل
أخ علي الم تسمع بحديث مضمونه أن تحمل الاّخرين على سبعين محمل من الخير لذا عليك إيجاد مبررات لتصرفات قوات الشغب ( الشخصية ) لربما لكثرة ضغط العمل و عدم تمكنهم من الذهاب إلى الأسواق لتلبية الطلبات العائلية تراهم يستلفون بعضهذه الطلبات من الأسواق (خيشة البصل و ثلاجة السمك ) أو من البيوت المداهمة و نقاط التفتيش ( بعص الأموال و المفتنيات كالذهب و الأجهزة الإلكترونية ) فتوقع أنهم سيعيدوها يوماً ما لأنهم يخافون الله و يعلمون بحرمة السرقة. لابد أن لهم مبرراتهم في الضرب و التعذيب و غيره. سامحك الله
وإذا بليتم فاستتروا
ليش يا أخي تفضحنا وتطلع اسرار البيت الواحد لبره؟ ما سمعت رئيس البرلمان يقول في هذه المواقف: إذا بليتم فاستتروا؟ يعني انت ما تعرف ان حتى الموالاة غير راضيين على الفساد الاداري المستشري في البلد، لكنهم من مبدأ الاستتار أو التستر على قولة ولد الفردان فهم لا يبدون سوءات من والو؟ كذلك وزير الداخلية يعلم بسوءات أهل السنع، لكن من مبدأ اذا بليتم فاستتروا فهو يستر عليهم كي لا يشمت الشامتون.
تصرفات الأجهزة الأمنية من سيء إلى أسوء
أتذّكر في التسعينات كنت سأتزوج ليلة الجمعة و أتوني ليلة لأربعاء في سيارة شخصية و قالوا أنت مطلوب فركيت معهم ثم ذهبوا إلى منطقة أخرى و كانوا لا يعرفون العنوان فنزل أخدهم إلى بقالة صغرة و قال لصاحبها أريد فلان صديقى لكني لا أعرف منزله فهل تعرفه ثم ّذهبوا إلى منزل شخص اّخر فخرج أخوه و أخبرهم أنه غيرموجود فقالوا تعال بدلاً عنه . أما حالياً فالتعامل أسوء و هناك نماذج كثيرة و موثقة من هذا التعامل السي وسبحاسون عليها إن لم يكن دنيوياً ففي الاّخرة حين لا ينفع الظالمين معذرتهم
ينصر دينك استاذنا
بالفعل هذا هو الواقع المرير الذي نعيشه في ظل المساواة والحمايه المجتمعيه واين هي الحمايه فضلا على اننا نخاف من رجال الامن كخوفنا من المجرمين وقطاع الطرق واكتب ياقلم والايام تثبت ما قلت
كلماتك ليست كالكلمات
سلمت يمناك يا استاذي العزيز. كلماتك ليست كالكلمات انما هي بلسم يسكن ألم القلوب.
تحياتي
ننتظر رد الداخلية وأسباب الانتهاك والقانون الذي يجيز لهم التعذيب قبل العبث بالممتلكات
ننتظر الرد
ولكن
أحسنت أستاذي كلام في الصميم ، ولكن أسمعت لوناديت حياً
اسهل الطرق
اسهل الطرق واسرعها اجابة وفائدة وحماية للمجتمع ارضاء الشعب وإعطائها حقوقها .... اللهم بارك لنا في أوطاننا ...البحرين نور العين
كلمة حق
سلمت يمناك هذا هو واقعنا المأساوي المرير...أتوقع اجابت الوزير ، كل ما ذكرت قير صحيح وفبركات
سنابسيون
آه حطيت يدك عالجرح اتمنى اتمنى اتمنى ان يجيب وزير الداخليه ولو اني اظن انه مستحيل يجاوب !
قير صحيح
ما ذكرته يا استاذنا الفاضل صحيح و واقع عشناه ورايناه بام اعيننا ... لكن سياتيك الرد من الداخليه ان ما ذكرته قير صحيح ز وكفايه هدم المساجد
معالي وزير الداخلية انا مواطن شيعي المس خلاف ما ذكرت
لا اشعر ان كرامتي مصانة ولا اشعر عرضي مأمون و لا ممتلكات محترمة و تلخصها اقتحام ليلي لمطلوب التي احيان كثيرة تتعدى البيوت المجاورة فتقتحم غرف نوم و تكسر ابواب وقد تسرق ممتلكات . اعذرني يا معالي الوزير انا المواطن من يقيم اداء من وضعوا لخدمتي ولست انت