قلة الحضور من الجانب البحريني في اللقاء المشترك بين رجال الأعمال العراقيين ونظرائهم البحرينيين أمس أعطى رسالة واضحة سيتلقاها رجال الأعمال العراقيون أينما توجهوا للترويج للاستثمار في العراق، وهي الاحجام عن المخاطرة بالاستثمار في اقتصاد يفتقر حتى الآن الى مقومات الاستثمار من أمن واستقرار وان كان يتربع على منجم بلا نهاية من الفرص الاستثمارية تقدر قيمتها بالمليارات.

العراقيون كانوا يدعون باخلاص الى المساهمة في ضخ الاستثمارات العربية في الاقتصاد العراقي، والجميع تعاطف معهم بل ان الشأن العراقي حظي بالاهتمام والتعاطف الأكبر ليس فقط بسبب الرغبة في اخراجه من تبعات الظلم الذي وقع عليه لأكثر من ثلاثة عقود سابقة ومتصلة بمدى غير معروف في المستقبل وانما للروابط المتعددة المتأصلة بين الشعبين منذ زمن طويل... ولكن الروابط وحدها لا تكفي.

البعض أمس كان واقعيا فكان يسأل عن جدوى وضمانات الاستثمار في العراق، إلا أن هذا تضارب مع المندفعين عاطفيا لمساعدة العراق والعراقيين الذين وجدوا أنه لابد من المخاطرة أسوة بـ «المستثمرين الأجانب» الذي يتدافعون لدخول العراق.

هذا التصادم كان مثيرا للعواطف فالواقعيون هم أصحاب رأسمال المال الذين تركوه يتحدث نيابة عنهم وهم مع ذلك يحبون العراق، ويعرفون تماما كيف يدخل الأجانب ويستثمرون في العراق. أما المنظرون فنالوا تصفيقا حارا ضجت به القاعة المليئة برجال الأعمال العراقيين الذين أنهكتكهم السنون العجاف ويقلقهم المستقبل المجهول.

هذه الرسالة ليست رسالة البحرينيين ولن تكون رسالة أي من رجال الأعمال العرب الذين سيلتقونهم مستقبلا... انها رسالة رأس المال. فرأس المال بلا جنسية وبلا وطن، وبلا مشاعر... هو يبحث فقط عن الفرص وعن الأمان وعن القوانين وعن الحماية