يكاد يتفق الجميع من جماهير ومسئولين وإعلام محلي على أن منتخبنا الوطني ورغم تأهله رسمياً لنهائيات كأس آسيا 2015 الأسبوع الماضي إلا أنه ظهر بصورة فنية ضعيفة للغاية ووصفها اللاعب إسماعيل عبداللطيف بالسيئة في مباراتي ماليزيا الجمعة قبل الماضية والثلثاء أمام اليمن مع أننا فزنا فيهما بهدف ثم بهدفين مقابل لاشيء على التوالي، وقبلها في الشهر الماضي تعادلنا مع ماليزيا في كوالالمبور بهدف لهدف.

ومع هذا الأداء الضعيف ذهبت أكثر أصابع الاتهام باتجاه المدرب الانجليزي الشاب أنتوني هودسون، وبعض الانتقادات وصلت لحد وصفه بالفقير فنياً على الرغم من أن نفس هذا المدرب قد طالته أيادي المدح والإطراء بعد قيادته منتخبنا الوطني لتحقيق لقب خليجي 5 الأولمبية في البحرين قبل 3 أشهر، وحينها كان غنيا من الناحية الفنية والآن بعد تواضع مستوى الأحمر أصبح فقيراً!

نتفق مع من يقول أن المدرب قليل الخبرة وهذا ما يتضح من عمره فهو لا يتجاوز 32 عاماً، ولكن يجب أن ننظر إلى موضوع منتخبنا وحالته بشكل عام فهو يتراجع مستواه من فترة إلى أخرى وليس فقط منذ بدأ هودسون بقيادته مع الاعتراف بتطور المستوى بعض الشيء في الفترة التي قادنا فيها الأرجنتيني كالديرون، وهي الفترة اليت شهدت إقامة كأس الخليج بالبحرين ولكن يومها كانت الأرض والجمهور والحماس عوامل مساعدة لتقديم أداء أفضل، وبالتالي لا نتوقع أن يرقى مستوانا للقمة ونعود للحقبة الماضية بين يوم وليلة، فنحن بحاجة للاستقرار وللثبات على خطة معينة مرسومة ومدروسة من كل الجوانب وبعيدة عن كل القرارات الارتجالية المُبهمة وغير المُقنعة، والأهم من ذلك ترك الحرية الكاملة للجهاز الفني باتخاذ كافة القرارات الفنية واختيارات اللاعبين وغيره، مع وجود لجنة فنية في المقام الأول تكون قادرة على متابعة أمور المنتخب ومناقشة المدرب في بعض الأمور ومتابعة كافة ما يحصل في الأحمر.

أنا هنا لا أقف موقف (المُحامي) عن هودسون وهذا لا يهمني، بل ما يهمني في النهاية منتخب بلادي وبالتأكيد كل يتمنى لمنتخب بلاده التوفيق والظهور بأفضل مستوى ويُحقق أفضل النتائج وبواقعية طبعاً، ولكن لا يجب أن يكون المدرب لوحده هو كبش الفداء في هذه المرحلة وهو المسئول عن هذا الأداء، فالاتحاد يتحمل جزءًا كبيراً بسبب عدم الاستقرار الفني وكثرة تغييرات المدربين وعدم وجود خطة واضحة المعالم بالنسبة للمنتخب وكثرة القرارات المُبهمة كما ذكرت، وبالإضافة للاعبين أنفسهم أيضاً يتحملون جزءًا هاماً من هذا التراجع، فعلى الأقل نريدهم أن يلعبوا بقتالية وحماس كونهم يحملون علم بلادهم على صدروهم، وهذا ليس اتهاماً لهم بأمور معينة، لكننا فعلاً لم نر قتاليتهم وحماسهم في اللقاءات الأخيرة، وباتت مباريات المنتخب لديهم كأي مباراة عادية يخوضونها، وبالتأكيد هذا لا ينطبق عليهم جميعاً.

ما أود الوصول إليه إن عدة أطراف باتت مسئولة عن هذا التراجع في المستوى، ولا نستبعد حتى الدور الإعلامي الذي بدأ يبرز بعض المشاكل أو الأمور التي تحصل في أوقات حساسة لا داعي لها ومن المُمكن تأجيلها، وأنا هنا لا أقصد تأجيل الانتقاد لأنني أؤمن بأن الانتقاد البناء يجب أن يكون في وقته حتى يكون مجال التصحيح وارداً، وأيضاً الاتحاد يجب ألا ينخدع بالنتائج ويتذرع بأنها الأهم، وهذا صحيح في حالات معينة ولكن لابد أن نرى هذه الانتصارات بمن تحققت؟