في مطلع ثمانينات القرن الماضي، بدأت أندية كرة اليد الفوز ببطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس من خلال نادي الوحدة (النجمة) حاليا، وفي بدايات بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري مطلع القرن الجاري كانت أنديتنا سباقة في الوصول للدور نصف النهائي والحصول على المركز الثالث في 4 مرات خلال 6 بطولات بدءا بالهلال (النجمة) حاليا مرورا بباربار وأخيرا النادي الأهلي العام 2007، ومنذ بدايات بطولة الأندية العربية لم تكن الأندية الوطنية ببعيدة عن المنصات وحقق الوحدة المركز الثاني في البطولة التي أقيمت بالمهدية بتونس.

معنى ذلك، أن مشاركات الأندية البحرينية في مختلف البطولات الخارجية لها أبعاد أكبر من مجرد المشاركة في بطولة، كرة اليد البحرينية منذ تأسيسها وهي تتميز على المستوى الإقليمي الخليجي والعربي بالإضافة إلى المستوى القاري، ودائما ينظر إلى كرة اليد البحرينية على أنها ذات قيمة فنية عالية، ولحد الآن، لو أن بطولات الأندية الخليجية والآسيوية تقام من دون لاعبين محترفين فإنها (أي أنديتنا) على منصات التتويج متواجدة، وكرة اليد البحرينية بين الكرة العربية تأتي بعد مصر وتونس والجزائر (من وجهة نظري الشخصية).

صارت أندية كرة اليد في الآونة الأخيرة تعاني في البطولات الخارجية، دائما ما تكون قريبا من الوصول إلى نتيجة إيجابية غير أن (شيئا مفقودا واحدا – من وجهة نظري الشخصية أيضا) يقف حائلا دون الوصول لذلك. الكل يتفق بأن الأهلي لو كان يمتلك محترفا بمواصفات معقولة في بطولة الخليج التي أقيمت في البحرين لكان فارس النهائي، وباربار لو كان يمتلك محترفا بمواصفات معقولة لكان الأقرب للنهائي العربي، وكذلك النجمة في البطولة العربية خسر مباراة الدور ربع النهائي من الأهلي السعودي المدعم بالمحترفين بشرف وهو بلاعبيه وليس من بينهم معارون.

أعيد الذكر بأن المؤسسة العامة للشباب والرياضة تقدما وجها مختلفا (إيجابيا بكل تأكيد) ناحية أندية كرة اليد للمشاركات الخارجية، وخلال العام 2013 أكثر أندية الألعاب الجماعية مشاركة خارجيا هي أندية كرة اليد وذلك مثبت بالأرقام. في الأسبوع الماضي كتبت بأن المشاركات الخارجية تحتاج للتقييم من أجل التقويم. اليوم بعد المقدمة أعلاه أعبر عن رأيي الشخصي وتقييمي لهذه المشاركات لأقول وأجيب من خلال هذه التساؤل (أيهما أولى وأكثر فائدة لتحقيق نتيجة إيجابية، الدفع لمعسكر خارجي أو الدفع للاعب أو لاعبين محترفين يضيفون فنيا)؟

أرى بأنه إذا كانت الموازنة المخصصة للأندية تكفي في حدود المشاركة ودعم المعسكر فقط أو في حدود المشاركة ودعم لاعب أو لاعبين محترفين فقط، نأخذ الخيار الثاني. لست خبيرا فنيا، وبالتأكيد لاتحاد اليد نظرة، وبالتأكيد أيضا المؤسسة العامة للشباب والرياضة ليست مختصة فنية وهي جهة حكومية إدارية، ما أريد قوله بأن المؤسسة العامة قبل أن تدفع فلسا لابد وأن تجلس مع الاتحاد والنادي الى طاولة واحدة للمناقشة أي الخيارين أفضل إذا كانت الموازنة لا تسمح بالجمع بين الثلاثة (المشاركة والمعسكر والمحترفين)، وهذه المسألة من الممكن أن تطبق في كل الألعاب ومن أجل كل المشاركات الخارجية.

لا يجب أن تنتهي أي مشاركة خارجية من دون تقييم وتقويم، حتى تلك المشاركات التي تأتي بالنتائج الإيجابية، الهدف من ذلك خلق مستقبل أفضل لهذه المشاركات يضمن تحقيق النتائج الإيجابية بصورة مستدامة، الوضع في كرة اليد مختلف عن الألعاب الأخرى، فلا يوجد في بطولات الألعاب الأخرى فريق يأتي بدرزن محترفين من أوروبا كالسد اللبناني، ولا بفريق أشبه بمنتخب شمال افريقيا كالجيش القطري (وكل ذلك بحسب القانون الذي يجيز)، في كل الأحوال لا يجب أن نقف ونتفرج، فرغم ذلك أنديتنا ليست ببعيدة كثيرا.