من الظلم القول إن البطولات الرياضية التي تقام في منطقتنا عدا كرة القدم بدأت في الآونة الأخيرة تفقد مصداقيتها ومتعتها ولذتها الحقيقية التي أقيمت من اجله، بعد أن أصبحت الاتحادات الرياضية والأندية تنظر إلى الفوز بالبطولات على انه الهدف الرئيسي الاسمى الذي لا يمكن مقارنته بأي هدف آخر... فتقوم من اجل تحقيق ذلك بدعم صفوف الفرق بأكثر من نصفه إن لم يكن الفريق بالكامل بلاعبين جاهزين من دول أخرى ليس لهم علاقة بالفريق تحت مسمى لاعبين محترفين أو لاعبين مجنسين.
هذا التصرف يعد في نظري تصرفا خاطئا غير قويم؛ لأنه افرغ المنافسة الرياضية من مضمونها الحقيقي فأصبحت تتحكم فيها المادة بدلا من الأعراف الرياضية، وبرهنت على أن من يقوم بهذا العمل هو إنسان جاهل لا يلم بالمواثيق الرياضية ولا يفقه شيئا في الرياضة ومفهومها الصحيح، وانه يتجنى عليها ويعمل على هلاكها، ويقدم على تنفيذ مخطط سلبي يهدم كل مردود ايجابي يحققه الإنسان الرياضي سواء كان الفوز بلقب البطولات أو غيرها، لان هذه التصرفات ستدمر الرياضة تدريجيا وتقضي على روح اللاعب المواطن وتجبره على الابتعاد عن ملاعبها حتى يأتي اليوم الذي لا نجد فيه لاعبا مواطنا يمارسها او قادرا على التألق فيها.
مناسبة التطرق لهذا الحديث ليس منتخب البحرين لألعاب القوى الذي أصبحت بعض بطولاته لا طعم لها ولا لون ولا رائحة وكأنها بطولات تتحقق لتسجل في دفاتر النسيان، او لسجلات الاتحاد عندما يستعرض انجازاته السنوية أمام الجمعية العمومية او عضلاته على صفحات ملاحقنا الرياضية، ولكن حديثي بسبب ما شاهدته في البطولة الآسيوية لكرة اليد المقامة حاليا في الدوحة، وسبقتها بطولات في العاب القوى والكرة الطائرة والسلة، وجدت فيها فرقنا الخليجيه يمثلها بالكامل نجوم المنتخبات الأوروبية والإفريقية من دون ان يكون بينها لاعب واحد مواطن بارز يستطيع أن يكون له مكانة في منتخب بلاده او ناديه على المستوى القريب او البعيد، ما جعلني اشعر بالأسف على ذلك وأقول في نفسي إننا فعلا نسير في الطريق الخطأ.
حقيقة.. لا ألوم الاتحادات الدولية التي لم تضع أنظمة ولوائح تمنع مشاركة لاعبي المنتخبات والفرق الأخرى مع الفرق الخليجية في صورة تجنيس مؤقت عدا «الفيفا» لان هذا الأمر قد لا يكون له وجود في دول أوروبا التي تدير هذه الاتحادات، ولكنني ألوم كل من يقف وراء هذه التصرفات الخاطئة التي ذكرتها وأصبحت وبالا على الرياضة الخليجية وبطولاتها بعد ان فقدت نكهة المنافسة الحقيقية القوية التي كنا نشاهدها أيام زمان حينما كانت الملاعب تعج باللاعبين المواطنين الذين تغنت بأسمائهم الجماهير الرياضية.
وما يؤكد حقيقة ما ذهبت إليه هو خروج احد «عتاولة» التحليل الكروي في برنامج «المجلس» بقناة الدوري والكأس بعد سقوط المنتخب القطري لكرة القدم في دورة كأس الخليج الأخيرة حينما طالب بكل صراحة ووضوح على الملأ بوقف عملية التجنيس العشوائي التي جعلت المنتخب يتراجع مستواه في كل بطولة على رغم وجود عدد كبير من اللاعبين المجنسين والإعداد المثالي الجيد للاعبين والصرف المالي الكبير.
لذلك أطالب المسئولين في اللجان الاولمبية الخليجية بوضع حد للتجنيس العشوائي على حساب اللاعب المواطن فى القريب العاجل حفاظا على الرياضة الخليجية من الاندثار، وحرصا من كونها الجهة الإدارية المسئولة عن تطور الرياضة والعمل على النهوض بمستواها بدلا من أن تكتفي بالفرجة وكأن شيئا لم يكن.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4089 - السبت 16 نوفمبر 2013م الموافق 12 محرم 1435هـ