أمست البطولات الآسيوية والخليجية تُلعب من دون مذاق، وسط حالات التجنيس التي تعتريها بشكل كبير جدا، حتى نكاد نرى فرقا تلعب بلاعبين حصلوا على جنسيتها من أجل المشاركة فقط في البطولة، ولعل هذا التجاوز يعود للقوانين الهشة التي تعتمد عليها الألعاب الأخرى غير كرة القدم التي تمنع انتقال اللاعب لجنسية أخرى بمجرد مشاركته لبلده في مباراة رسمية واحدة، ما يجعل العملية منضبطة ومقيدة بشكل أكبر، هدفها بالتأكيد الحفاظ على حقوق المنتخبات الأخرى، عكس الألعاب الأخرى التي نرى فيها لاعبين لعبوا لمنتخبات معينة، لتفاجأ بوجودهم في منتخب آخر، وربما ثالث ورابع، لم لا؟
إلى متى ستبقى البطولات الخليجية والعربية والقارية في الألعاب الجماعية غير كرة القدم لا ترتقي إلى العالمية.
نعلم بأن قضية التجنيس الرياضي ليست وليدة اللحظة، بل هي قضية وظاهرة أصبحت حتى وقتنا الحاضر مثار شد وجذب بين معارض ومؤيد وبين منتقد ومدافع وخصوصاً في بلداننا العربية وفي بلدنا العزيز تحديداً، إلا أن تفاقمها وتناميها بشكل فاق التوقعات يضعها تحت المجهر، وكل ذلك بالتأكيد يعود كما قلنا لهشاشة القوانين التي تعتمدها الدول العربية والخليجية في هذه المسألة في مسابقاتها، وحتى الاتحادات العالمية غير «الفيفا» أمست تغرد خارج السرب بسبب قوانينها.
قبل بضعة أيام عاد منتخب البحرين للشواطئ بخفي حنين من مشاركته في البطولة العربية التي أقيمت في قطر، وجاء فيها منتخبنا بطل العرب السابق في المركزين الخامس والثامن، فيما فاز بالبطولة المنتخب البرازيلي -عذرا أقصد القطري بما أننا في بطولة عربية- الذي أشرك لاعبين برازيليين شاركا منتخب بلديهما في استحقاقات عالمية سابقة، والأدهى من ذلك أن هؤلاء اللاعبين لا يشاركون في البطولات القارية والعالمية باسم قطر، وإنما باسم البرازيل، في دليل واضح على القوانين الجاهلية التي تدار بها البطولات، لأن هذه البطولات لا تلعب بالأنظمة العالمية وإنما بأنظمة تضعها الدول العربية لمصالحها.
ليس ببعيد عن قطر، نحن نعيش هذه الأيام على وقع منافسات البطولة العالمية لكرة اليد -عذرا أقصد الآسيوية- التي تشارك فيها فرق تستغل القوانين الهشة التي تدار بها مثل هذه البطولات، التي تسمح بإشراك لاعبين اثنين محترفين فقط، لكننا نرى العكس، ففرق مثل الريان ولخويا القطريين والسد اللبناني وغيرهما يلعب بلاعبين أجانب إضافة إلى لاعبين اثنين مواطنين فقط، وكل ذلك عن طريق خطة الجنسية، على رغم أن الكثير من اللاعبين لعبوا وشاركوا بلدانهم لمرات عديدة، لكنهم بهذه الخطة يشاركون في البطولة بجنسية أخرى، حتى باتت الفرق الأخرى غير قادرة على مجاراة مثل هذه الأندية بسبب الإمكانات الكبيرة غير الشرعية التي تمتلكها.
من هنا تكتشف عظمة جمهورية «الفيفا»، والقوانين الصارمة فيها بخصوص منح الجنسية لأي لاعب بخلاف الخزعبلات والقوانين التي تكون في الألعاب الجماعية الأخرى.
الكل يعرف قضية اللاعب البرازيلي الأصل الإسباني الجنسية ولاعب فريق أتلتيكو مدريد دييغو كوستا الذي فضل اللعب باسم إسبانيا، مستفيدا من عدم لعبه سوى مباراة ودية واحدة مع البرازيل التي حاولت الاعتراض على ذلك، لكن من دون جدوى بسبب قوة القانون الذي تسير عليه الهيئة المنظمة.
كل ذلك يحدث بالعكس في الألعاب الأخرى، والنتيجة مسابقات تفتقر إلى المصداقية وعدم النزاهة في منافساتها، وفي النهاية البطل معروف.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4085 - الثلثاء 12 نوفمبر 2013م الموافق 08 محرم 1435هـ
كفية ووفية
في منطقة الخليج اغلب الادارين والمسئولين لايهتمون الي الخسائر المادية التي تصرفها الدولة والتحنيس الذي يفع لبضرر علي اللاعبين المحليين وفي حال ما حقق فريقهم انجازات يتباهونه وينطرون الي المردود المادي والمعنوي لهم اولا وان هذا الانجاز سوف يسجل لهم والمدرب اجنبي لا يهمه شيئا وسوف يطلب لاعبين اجانب لانه والمسئولين يريدون انجاز لا تهمهم ان يكسب للاعبين المحلين الخبرة او ان يستفيدوا من المشاركات