الحوار في نسخته الثانية، يسير بخطى واثقة نحو الفشل، وإصدار شهادة وفاته، كونه دخل منذ أن أعلنت المعارضة تعليقها المشاركة فيه مرحلة «الموت السريري».
المعارضة، رأت تعليق مشاركتها في الحوار لأسباب تعتقد أنها جوهرية، ومنها أن «الحوار لم يقم على أسس واضحة ورغبة من السلطة بضرورة التوصل إلى تسوية دائمة تجنب بلادنا ويلات الاصطفافات الطائفية التي تغذّيها أطرافٌ في الدولة وتسعى إلى تقسيم المجتمع على أساس طائفي ومذهبي، وإحداث الشرخ بين مكونات المجتمع البحريني، مع تزايد حجم الانتهاكات».
في الحقيقة، أن السلطة لم تكن ترغب في الحوار، بل فُرض عليها فرضاً، إذ أكّد ذلك وزير الخارجية في مقابلته مع صحيفة «الحياة» أن «جميع دول العالم تقول للبحرين نحن نريد حواراً جدياً»، من الدول الحليفة والصديقة والشقيقة، حتى الدولة الجارة «العدوة الصديقة» إيران قالت له «نُريدُ حواراً جاداً».
الحكومة جاءت بالحوار، من أجل الاستهلاك الإعلامي وتخفيف الضغط الدولي والاستجابة لكلمة «نُريدُ»، وتحاشت مسألة أن يكون جاداً، وليس شرطاً أن يخرج البلاد من أزمته، المهم أن يكون هناك حوار! ومن أهم ميزات هذا الحوار، أنه منع زيارة مقرر التعذيب التابع للأمم المتحدة للبحرين بدواعي «عدم الإضرار بفرص نجاح الحوار»، أو السيادة والاستقلالية التي أسقطها جهاد الخازن في مقالاته الأخيرة في صحيفة «الحياة» عن البحرين.
يبقى السؤال، مع من تحاور السلطة، ولماذا لازالت السلطة مصرّةً على المضي في الحوار، رغم علمها بأن المعارضة لن تعود إليه؟ ولماذا تصر على الحوار رغم اتهامها المعارضة مرةً بـ«الإرهاب»، ومرةً بالدعم والتحريض على الإرهاب، وأخرى بالخيانة والعمالة.
إذا كانت السلطة ترى أن الهدف الأساسي من طاولة الحوار التوصل إلى توافق وطني حول النقاط محل النقاش والمداولة، فمن هم هؤلاء الذين يمكن الجلوس معهم لمناقشة القضايا الوطنية والوصول معهم إلى توافقات وطنية؟
بالتأكيد، من يتم الحوار معهم، يجب أن يكونوا وطنيين، يحملون مطالب سياسية أو حتى معيشية، ولا يحملون أجندات خارجية.
السلطة في توصيفها للأزمة البحرينية فإنها تؤكد على أنها ليست «سياسية»، وبعد أن وجدت أن خيار «الطائفية» أربكها وأتعبها ونقلها إلى أبعاد إقليمية ودولية، لجأت إلى التوصيف «الإرهابي»، وترفض أي حديث عن أزمة سياسية!
السلطة تؤكّد بأن ما يحدث في البحرين محاولات لعرقلة التنمية والتطور الاقتصادي تحت دعوى وذرائع زائفة، وتنفيذاً لمخطّطات خارجية، مشدّدةً على أن ما يحدث في البحرين لا علاقة له بالديمقراطية أو مطالب سياسية أو معيشية أو إسكانية أو صحية أو خدمية، بل هو تخريب متعمد سينتهي بالفشل.
وقبل أن نجيب على سؤالنا السابق: مع من الحوار؟ كان لابد من الجواب على سؤال: لماذا الحوار أصلاً، في ظل عدم وجود مطالب سياسية أو معيشية أو إسكانية أو صحية أو خدمية؟ فإذا أجبنا على هذا السؤال، سنفهم مع من يكون الحوار؟
المعارضة في البحرين، متهمةٌ بدعم الإرهاب، والعمالة للخارج، ولا تملك أية مطالب، والفريق الموالي، لا يحمل مطالب وجُبل على قول كلمة «سمعاً وطاعة».
لماذا إذاً توجد طاولةٌ للحوار؟ من وجهة نظر السلطة، فإن البحرين عبر تاريخها انتهجت الحوار كمبدأ أساسي من أجل إتاحة المجال للجميع للمساهمة في صياغة المستقبل، والشعب جبل عليه من دون طاولات، ولا ممثلين، ولا تصريحات، ولا مرئيات، ولا جداول أعمال ولا كل تلك الخرافات.
قبل عام كان الحديث عن خونة، وتساءلنا في ذلك الوقت لماذا الحوار مع الخونة، والعملاء؟
اليوم الحديث عن إرهابيين ومحرضين على الإرهاب، وداعمين للإرهاب، ومموّلين للإرهاب، والسؤال يعيد نفسه: لماذا الحوار معهم، إذا كانت كل هذه الأوصاف فيهم؟ فلماذا يتم «استجداؤهم» للعودة إلى الطاولة من جديد؟
متناقضاتٌ لا يمكن أن تجتمع، ومع ذلك تتمسك السلطة بالمضي في الحوار، واتهامها في ذات الوقت لمن تريد الحوار والتفاهم والتوصل معه إلى توافق... بـ«الإرهاب» والعمالة والخيانة!
فالحقيقة الواضحة، أن ما يحدث هو مخطط مرسوم في التناقض والتصادم، وهي السياسة التي تقوم على أساس، قُل لكل من يريد منك شيئاً ما يرضيه، فالكلام بلا مقابل غير مكلف في السياسة، وما هو إلا خطوط للتقدم والرجوع في حال حدوث أية إرباكات سياسية غير متوقعة. وما هي إلا أحاديث يمكن التبرؤ منها بسرعة أو التمسك بها بقوة، متى ما تطلبت الأمور ومستجدات السياسة.
كل ذلك يؤكد أن الحوار الحالي ما هو إلا جزء من معركة إعلامية، يكون الخاسر فيها من يعلن انسحابه أولاً منها.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 4062 - الأحد 20 أكتوبر 2013م الموافق 15 ذي الحجة 1434هـ
nice eyes
شكرًا لك ولد الفردان ،،، صراحة كلما أريد أن أعرف توصيف لما يجري في البحرين أبحث عن مقالاتك الرائعة التي تستقيها بالقرائن والكلام المنطقي،، فشكراً بهكذا أقلام .
أحسنت يا هاني
لا أبالغ إن قلت أن مقالك هو أهم مقال في الجريدة ، بارك الله فيك
الخلاصة ياحكومة
ياانتم مع ايجاد حل او لا حل ارسوا لكم على بر يعني شلون يصير حوار واطراف الحوار مسجونين شلون يصير حل القاتل من الحكومة براءه والقاتل من المعارضه اعدام او سجن مؤبد لا يوجد هناك شي يشجع ان هناك امل في الحل
حوار السراب
ياسيدي هذا الحوار ماهو الا نقطة من نقاط المناورة السياسية بغية تقييد الجمعيات المعارضة وتركها تدور في تلك الدئرة حتى يكتمل المشروع ثم يفتح الباب لها ليقال لها اخرجي ان استطعتي الوقوف بعد ذلك الدوران .الجمعيات عليها ان لاتهتم بهذا الحوار وتركز على تطوير الحراك السلمي ولن تحتاج حوار ات سرابية بل ستحل ارادة التغيير.
الارهابيين
عمري ولد الفردان يعني اللي يطالب بحق يطلع ارهابي
ليهم عين بعد عقب هالمقال
ههههههههههه والله أقرأ وأنا أضحك ولعل وعسى بعض الناس يستحون على وجوهم عقب هالمقال الاسطوري، هاني الفردان اقسم الله انك نمرة واحد هههههه
هذا الكلام ,,,,,,خطير
الكل يعلم ان الحوار كان الغرض منه فقط الأستهلاك الأعلامي,,,,,
فماذا نقول لمن شارك في خلق هذه البهرجة الأعلامية و كان الطرف "المعذر"فيها,,,,,
اما القول: بان المشاركة كانت واجبة حتى لا تتهم المعارضة,,,,,
فنقول : التهمة لازقه فيكم لازقة,,,,ففي النهاية توقفتم عن الحوار,,,,,
يعني رفضتم المشاركة,,,,,او قل انسحبتم من الحوار,,,,,بل يمكن القول بأنكم لا تحبذون الدخول في الحوار,,,,,,الخ
هذا الكلام ,,,,,,خطير
الكل يعلم ان الحوار كان الغرض منه فقط الأستهلاك الأعلامي,,,,,
فماذا نقول لمن شارك في خلق هذه البهرجة الأعلامية و كان الطرف "المعذر"فيها,,,,,
اما القول: بان المشاركة كانت واجبة حتى لا تتهم المعارضة,,,,,
فنقول : التهمة لازقه فيكم لازقة,,,,ففي النهاية توقفتم عن الحوار,,,,,
يعني رفضتم المشاركة,,,,,او قل انسحبتم من الحوار,,,,,بل يمكن القول بأنكم لا تحبذون الدخول في الحوار,,,,,,الخ
شكرا يا هاني
ولكن المشكلة في الحوار الصحيح هو الجدع
فارس الغربية
ببساطة المعازيب مال برى و اللي ضغطوا على أصحاب القرار في البحرين بإيجاد حوار لحل ازمة البحرين السياسية... لم و لن يقبلون باي نتيجة دون موافقة المعارضة.
حياه إستهلاكيه كما إعلام مستهلك ويش الناس في البحرين يعني؟
يقال أن ألأمر لله لكن بعض الناس تضن أن الأمر بيد الأمريكان. فقد كشفت الفوضى أن المخابرات المركزيه كما البيت الأبيض متورط في البحرين
السالفه جايده
السالفه عويصه مو قادرين يطلعون منها يوم تخوين ويوم فصل وتعنت ويوم أرهابيين ياأخي أرسو لنا علي بر ،، هاي أسمونه مالكم بالغنم تيس
معزة و ان طارت
منطق النظام "ان لم تحاورني فانت إرهابي و ان حاورتني فانت تريد التستر على ارهابيتك و عمالتك للخارج" ففي كلى الحالتين المعارضة ارهابية و عميلة .. يعني معزة و ان طارت !! فلماذا وجع الرأس ؟! بلياها احسن .. فهي طايرة طايرة
لا يمكن الاتصال برقم (الجهات) الذي طلبته !!!!!!!
السؤال في المقال موجه لنظام والموالة. ولكن, لماذا لايوجه السؤال الى من شاركو في الحوار وهم على علم بتوصيف الذي ينسب اليهم ولماذا لا يكون تصريحهم مثل الاستاد هاني الفردان واضح وشفاف. بعباره ادق ليش مايكون الكلام ماقل ودل (يعني على المكشوف بدون اللعب بالالفاض)
تستحق المتابعه للكتابات الواقعيه
كل يوم مجرد قراءة اسم مقالك افتحه بدون تردد لاني واثقة من ثراء المقال بكل ماتحتويه الكلمات من معاناة والم وحقوق وواجبات فشكرا تستحق المتابعة وفق الباري ايه الكاتب الحق
أقولك عاد
صدقت يا أخ هاني لكن الجماعة مصدقين روحهم ومستمرين في مهزلة حوار أنفسهم مع أنفسهم ههههههههههههههههه
لا يكفي الحوار
فكل من يدخل الحوار يجب ان يكون في ذهنه العدالة الانتقالية و استفتاء الشعب
لانهم قد يتفقون ولكن الشعب لم يرضى على ما اتفق عليه المتحاورون فتستمر الازمة
وهذا ما حدث بالحوار الاول تم الاتفاق بين الجميع و لكن استمرت الازمة و احتاجت البلاد لحوار غير ذاك الحوار
متعودة ديماً
لا تعليق
مسرحية
الحوار كالمسرحية، البطولة المطلقة للموالاة بأعدادهم الكبيرة على المسرح ويحق لهم الخروج عن النص و المعارضة كومبارس " ادوار هامشية" بأعداهم القليلة على المسرح ولا يحق لهم الخروج عن النص
سؤالكم أفحمهم يا ولد الفردان
نعم هذا هو الكلام الذي يتداول بين الناس إذا كانوا إرهابيين ومحرضين على الإرهاب، وداعمين للإرهاب، ومموّلين للإرهاب، لماذا الحوار معهم ؟ ولكن اكيد لا جواب مقنع
الله يغربلك ياهانى شكلك قاعد لهم
قعدة لكن السؤال متى بتستسلم المعارضة وتقبل باللى يبونه اطوال العمر ويطرحونه من حلول لان لاتقول لى الحكومة بتنفذ طلبات المعارضة من سنين والمعارضة تقدم تضحيات ومن كل الانواع والحكومة الله يحفظها ماشالله تغلب وهالمرة طالت السالفة شوى لكن مع الوقت شكلها بتغلب والتضحيات بتروح هدر ومن كيس اهلها الخمسينات الستينات السبعينات التسعينات والالفين وعشرات
راعي النصيفة سالم
الجماعة يا هاني يفترض أن تشكرهم على الوضع الذي هم فبه والدور الذي يطبقونه حرفا حرفا والحوار الذي يشاركون فيه جزء منه وقالوا لهم تحاوروا أما النصف الثاني المطلوب أصلا لإخراج البلاد من ورطتها وهو الجدية فلا يعنيهم أمره وليسفي استطاعتهم فعلا ولا يكلف الله نفسا الا وسعها وأكيد هو لغيرهم الذين طال الزمن أم قصر سيجلسون على ذاولة مستديرة مع من يصفونهم بنا ذكرت من النعوت ولعدها سترى من يجبرأن يوصف بما ذكرت من صفات.
حوار الطرشان
فعلا هذا هو سبب الحوار للاستهلاك الاعلامي فقط وضغوط خارجية
بوركت
مرة يريدون الحوار مع طائفيين...ومرة مع إرهابيين...كل يوم لهم توصيف...والباقي من الموالاة جالسين في الحوار لا هش ولاشك مجرد:على رأسي يا طويل العمر
وهم الحوار
بعد خطاب أوباما الأخير أصبح الموالون في هلوسه سياسيه وتخبط غير محسوب من التصريحات العشوائيه ،، كل دول العالم أدانتكم ونصحتكم لماذا التعنت والأصرار ؟؟ وفي الأخير ماليكم الا عيال ديرتكم والله يحفظ شعب البحرين
مبروك عليكم
الف مبروك عليكم خطاب اوباما . الزبد يذهب هباء وسريعا
ولد الفردان..
رحم الله والديك ولعل من لدية ذرة عقل ان يفهم...