العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ

بين الكتاب والنفط!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قرأتُ مقالة قبل يومين لأحد الكتّاب العرب عنوانها «خذوا النفط وأعطونا الكتاب»، ونحن بين الكتاب والنفط تائهون، فالبحرين تعدّ أصابعها نظراً لنضوب النفط، وما بقي لها إلاّ الكتاب حتى تعدّل من الوضع الاقتصادي وترفع من مدخولاتها الأخرى. فالنفط كما يعلم الجميع لن يدوم، ولكن الكتاب الذي هو أصل العلم سيدوم للأبد.

نعم هناك موارد أخرى، وقد قامت الدولة بطرق متعدّدة من أجل تعدّد الموارد، ولكن يبقى الكتاب جامداً إلى الآن، ويبقى المعلّم الذي هو الركيزة الأساسية للعلم والكتاب متأخّراً، فلا دورات تليق بمستواه ولا اهتمام بوضعه، وما يطرح في الأفق مجرّد قشور لما يجب أن نركّز عليه.

تايوان ليس لها مورد النفط أساساً، ولا الموارد الطبيعية تساعدها على النهوض باقتصادها، وجملة ما لديها هي أمواجٌ تتضاربها يمنة ويسرة وصخور متناثرة هنا وهناك، ولكنّها أفحمتنا بمستواها العلمي، إذ أنّها تفوّقت في دراسة لمنظّمة OCECD الاقليمية -كما يقول الكاتب- عن علاقة مخرجات التعليم في 65 دولة في مرحلة الثانوية، فكيف تصنع بلدة كهذه البلدة انتصاراً في العلم في حين أنّ البحرين بمشاريعها التعليمية المتقدّمة وهيئة جودتها لم تقم بما قامت به تايوان؟

الجواب سنجده جاهزاً عند وزير التربية والتعليم، وسنعرف بأنّ البحرين دولة متقدّمة في العلم، بينما نحن على أرض الواقع لا نشهد ذلك، ولا حتى نستشفّه في مقرّرات أبنائنا، وخصوصاً آخر مقرّر للرياضيات «الثقافة العددية» الذي أثار حفيظة الجميع، لم يفهمه المعلّم قبل ولي الأمر والطالب، مع أنّ هذا المقرّر قد يكون له صداه المناسب لو طُبّق بطريقة صحيحة، ولو تمتّ تهيئة الطلبة وأولياء الأمور عنه.

لابد للعلم أن يوضع في موضعه الصحيح لا الورقي البحت بالمشاريع الضخمة التي ترهق الدولة، وجلّ ما يحتاجه الطالب في أيّامنا هذه هو المعلّم الحقيقي الذي يعشق مهنته ويقدّم لها كل ما يستطيعه من أجل إنتاج عالم وطبيب ومهندس.

ليتنا نستفيد من تجارب الأمم الأخرى وليس المناطق الأخرى في صناعة المعلّم، وليتنا نتأنّى في اختيار المعلّمين، وخصوصاً معلّمي المرحلة الابتدائية لأنّهم المؤسسون الأول للطالب، ولكن كما هو معروف... لقد أسمعت لمن ناديت حياً ولا حياة إلاّ الرد بسرعة البرق على من ينتقد وزارة التربية والتعليم أو وزيرها!

نريد أن ترتقي دانتنا البحرين، كما ارتقت دول أخرى كانت أقل بكثيرٍ منا، ونريد علماً وعلماء من خلال معلّمينا، ولا نريد استيراد معلّمين من الخارج في حين لدينا اكتفاء من المعلّمين المحترفين والجاهزين للعمل، واستثمارنا لابد أن يبدأ باستثمار معلّمينا الأصليين، وليس آخرين نعتمد عليهم من أجل صناعة العلماء!

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 % من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات، وانشغلتم بمحاربة «الارهاب» وسحب الجنسيات من المواطنين؟

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة)، ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً تذكير لوزير الاسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:32 ص

      الهدف

      السؤال هو .. ماذا نريد للبحرين ان تكون .. صناعيه .. سياحه علاجيه .. سياحه رياضيه .. مركز مصرفي .. مركز تجاري .. اذا لم نحدد الهدف الذي نريده فلا التعليم ولا العلماء راح يفيدون الوطن .. للأسف .. اصبحت تجارة الاراضي للبعض تلغي ان تكون البحرين صناعيه

    • زائر 8 | 6:10 ص

      مهتم

      رجعنا الى التذكير .
      تذكير لجمعية الوفاق وجمعيات الذيل التابعة بنبذ العنف واختطاف الشارع

    • زائر 7 | 4:47 ص

      ماذا لو عكسنا ؟؟؟؟

      ماذا لو عكسنا قولك : " وجلّ ما يحتاجه الطالب في أيّامنا هذه هو المعلّم الحقيقي ..." ليصير " وجلّ ما يحتاجه المعلّم في أيّامنا هذه هو الطالب الحقيقي " أعيدوا نظرا بعين متبصرة .

    • زائر 6 | 4:19 ص

      سؤال

      سؤال يوجه الى وزاره التربيه لماذا وكيف ارتفعت نسبه الأميه في البحرين رغم إلزاميه التعليم؟ وما البرامج التي أعدتها الوزاره لرفع هذه النسبه بالتنسيق مع المؤسسات الاخرى خاصه اذا علمنا ان غالبيه هذه النسبه من النساء؟

    • زائر 5 | 4:06 ص

      غاز وبترول والجزيره صارت ناشفه ويابسه!

      يقال من ما أنعم الله على هذه الجزيره الخضراء – يعني البحرين أو جزيرة أوال أن بها شعب طيب القلب. وهذا ليس بسر بينما أنعم على الشعب بأن كان عنده بترول وغاز طبيعي لكن لا الشعب يعرف كميتها ولا أين ترحل هذه الموارد الطبيعيه. عن ويش يتكلم جحا؟

    • زائر 4 | 3:24 ص

      وزارة ماشية على البركة

      ولا شفافية الا في الامور التي لا تحتاج الى بيان اما الامور التي تحتاج الى بيان وشفافية فهية مغلقة حتى تاتي الاوامر بفتح سطر منها او سطرين والباقي لا ...

اقرأ ايضاً