العدد 4051 - الأربعاء 09 أكتوبر 2013م الموافق 04 ذي الحجة 1434هـ

الأب فلذة من كبد الابن!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

أحياناً يقف الإنسان عاجزاً عن التعبير أمام المشاهد الإنسانية الرائعة، لأن الكلمات حينها لا تكون وسيلة كافية لإيصال ما يشعر به الإنسان أمام موقف إنساني نبيل، تكون فيه الروح رخيصة أمام تضحية تستحق.

كنت في حديث ودّي مع أحد الأصدقاء، فذكر لي أنه كان عائداً من مطار البحرين الدولي لاستقبال زوج ابنته من الهند بعد أربعة أشهر قضاها هناك، للقيام بمهمة استثنائية وغير اعتيادية.

ما هي المهمة؟! هي التبرع لوالده بأكثر من نصف كبده، تلك المحادثة أحدثت قشعريرة في بدني، وهزة في أعماقي! نعم إنه شاب للتو أكمل عقده الثالث من العمر اسمه (علي)، وجد نفسه أمام امتحان صعب فاجتازه بنجاح، وأنقذ حياة والده (عبدالله) الذي شارف على الستين.

من دون هذه المهمة التي قام بها (علي) - علمياً - لن يكون والده قادراً على الاستمرار في الحياة لأن كبده بأكملها كانت تالفة، ويحتاج إلى متبرع تتوافق أنسجته معه، فوقع الاختيار على شقيق (علي) في البداية، إلا أنه بعد مراجعة الفحوصات تبيّن أن أنسجة كبد (علي) هي المتطابقة مع كبد والده الذي كان على فراشه الأبيض، وكان الولدان يتسابقان للقيام بمهمة التبرع.

السيد هادي والد زوجة (علي) في محادثته معي كان يصف لي استقباله لزوج ابنته، وكانت المفردات مؤثرة، وكنت أقول له: «يقال أن الابن قطعة من كبد أبيه ولكن في البحرين يمكن أن يكون الأب قطعة من كبد ابنه».

في اليوم الثاني نشرت «الوسط» قصة هذا الشاب الأب نعم الأب، وكانت المفاجأة أن (علي) لم يرزق بمولود لأكثر من أربع سنوات، ولكنه عندما شرع في القيام بمهمته المقدسة، وعندما كانت زوجته في زيارة اعتيادية للمستشفى أخبرت بأنها تحمل في أحشائها جنيناً، فـ «كانت تلك الهدية الربانية من الله» كما كان يُعبّر لي والد زوجة (علي).

دائماً عقد الحياة عندما يرصع بجواهر التضحية والإيثار، يكون للحياة معنى آخر، لا يستطيع أن يشعر به أو يتذوقه إلا (علي) وأمثاله، فالناس الذين يرخصون حياتهم من أجل الآخرين وخصوصاً إذا كان الآخرون هم أم أو أب فأولئك هم أسعد مَن على هذه الأرض على الإطلاق، و(علي) كان يعلم جيداً قبل أن يدخل غرفة العمليات أنه لن يتبرع لوالده بقطعة من كبده، وإنما بقطعة من روحه، وهو ما يستوقفنا بأن بين ظهرانينا أناساً يستحقون أن نستلهم منهم.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4051 - الأربعاء 09 أكتوبر 2013م الموافق 04 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 5:56 ص

      المصلي

      الله أكبر سلمت ياعلي وسلم أباك سلمت أيها الولد البار بوالديه فأبشر بخير الدنيا وخير الآخرة والحمد لله على سلامتك وسلامة والدك وما هذا الأيثار والتضحية الا من بركة منابر الخير والعطاء منابر سيد الشهداء عليه السلام فجزاك الله خيراً

    • زائر 17 | 4:53 ص

      قريبة زوجة علي

      علي ماقصر رفع الراس وبنت خالي تستاهل 4 سنوات وهذي النتيجه آللّـَھَ يثبته انشاءالله ..

    • زائر 16 | 4:28 ص

      ماشاء الله

      التقيت بالشابان بالطائرة اثناء رجوعهم من مدراس//شناي/ يالهند
      وفعلا هم شابان فيهم التضحية والمساعدة
      وانشاء الله يرجع والدهما بالسلامة قريبا
      والله يوفق الاخوين الذين ضحو من اجل والدهما

    • زائر 15 | 3:22 ص

      يقال من سار على الدرب وصل

      يقال يطلع الحب على بذره! فهذه القصة من الروائع ألأدب- يعني ألأخلاق الحسنه أو الحميده. توضح للأباء كما للأبناء أن من زرع حصد. فلم يضحي بشيء من جسمه إلا من أجل أباه الذي رباه ونعم التربيه. هذا يقال له رحم الله والديك ويكون من أتباع آل بيت محمد عليهم أفضل الصلات والسلام. اليس كذلك؟

    • زائر 14 | 3:01 ص

      رفعت الراس

      .قبل اعتز فيك بين اصداقئي واهلي والحين صرت اعتز فيك اكثر واكثر.. من صغرك وانت علمتنا بالتضحية من اجل الاخوان والوالدين.. دائما نلقاك تساعدنا. تمنيت الف مره انه امي المرحومه تكون ويانا.. لو كانت موجوده ماراح تقدر توصف فرحتها وعزها فيك. . ان شاء الله تعبتك مابضيع لا دنيا ولا اخره . وهالتضحيه الكبيره راح تكون ليها منزله عظيمه عند رب العالمين..الله يخليك ويقومك بالسلامه وتفرح باولادك.والله يرد لينا الغالي ابونا .. اختك ام سيد علي.

    • زائر 13 | 2:21 ص

      تلك هي اخلاق هذا الشعب وتلك صفاته وليس الارهاب

      التضحية والايثار سمات هذا الشعب منذ القدم وليس الارهاب كما يحاول البعض الصاق تلك التهمة البشعة في هذا الشعب بالقوّة.
      هذه اخلاق شعبنا وهذه صفاته واعذروني اذا تطرقت لكلمة الارهاب في هذه الكلمة لأنني يحزّ في نفسي شعب بهذه الطيبة والخلق الحسن يكثر الكلام عن صفة الارهاب لكي تلصق به بالقوّة

    • زائر 12 | 2:16 ص

      حادثة مشابهه

      قبل هذه الحادثة بشهر تقريبا كانت هناك حادثة بطلها السيد هاشم السيد محمد من قرية المرخ و الذي تبرع بنسبة 60% من كبده لإنقاذ حياة والده المريض منذ أشهر وكان ذلك في احد مستشفيات تركيا و الحمد لله تكللت العملية بنجاح و عاد الوالد و الولد للوطن و نسأل الله لهما اتمام الشفاء و لجميع المرضى
      السيد حسين

    • زائر 11 | 2:05 ص

      نبيل من يومك يا علي

      سطر هؤلاء الابناء صورا عظيمة من صور التضحيات وامثرها عمقا ونقاءا ما قدمه ( علي ) وما اعظمها من تضحية حين يتبارى الابناء لمنح والدهم الحياة بفضل من الله ومشيئته وقدرته نعم انها تلك الاسرة التي كتب الله لها ان تعيش الالم لفقد والدتهم التي فارقت الحياة العام الماضي فهي من لفتت نظر الابناء الى مرض والدهم واخبرتهم بالاعراض التي بدت عليه حتى تحرك الابناء لمعرفة تفاصيل مرض والدهم وشاءت الاقدار وبعد عناء ان يبتعث الاب الى الهند لاجراء عملية الزراعة والتي سطر فيها علي اروع ملاحم الوفاء والتضحية .

    • زائر 10 | 12:52 ص

      عبد علي البصري

      والعكس مرير , كان الزبير منا اهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله فشتان بين علي الذي انقذ حيات ابيه وبين ابن الزبير الذي ضيع ابيه .

    • زائر 9 | 12:49 ص

      ....

      لقد دمعت عيناي وأنا أقرأ قصة علي!! فكيف لايكون كذلك من رضع حب ((علي عليه السلام ))!! ثبتنا الله على ولاية أمير المؤمنين ع

    • زائر 8 | 12:48 ص

      عبد علي البصري

      قال تعالى { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة215 تفسير

    • زائر 7 | 12:45 ص

      حقا يعجز اللسان

      أمد الله في عمرالوالد والولد وجزاه الله خير الجزاء في الدنيا والاخرة ورزقة الدرية الصالحة

    • زائر 6 | 12:19 ص

      صحيح

      اسم الاب حسن وعبدالله هو اخ علي
      وشكرا على المقال

    • زائر 5 | 11:42 م

      نعم التربية

      كثر الله من امثاله

    • زائر 4 | 11:40 م

      اللهم جازه بمجازاة الصالحين

      هو الشعب الابي الوفي المسالم دائما يكون في الطليعة

    • زائر 3 | 10:25 م

      ونعم الابن

      بارك الله فيه لمثل هذا فليعمل العاملون

    • زائر 2 | 10:25 م

      حبر الولاء كنت حالما بك حلما محيرا

      واصبحت على مقالك الرائع
      وها انت طليت علينا . وكان السب كنت تمنت أن تقرأ تعليق الزائر رقم 3 على موضوع «شينا» تستعد للقاء والدها «مهدي» في الفلبين

    • زائر 1 | 10:20 م

      انا احد اقرباء علي

      فعلا أن علي لم يرزق بمولود أكثر من 4سنوات وكانت المفاجأة حمل زوجته عندما اجرت فحوصات طبية عادية
      وكما قال كاتبنا (حبر الولاء)«كانت تلك الهدية الربانية من الله»

اقرأ ايضاً