مانشستر يونايتد يتعرض لأسوأ بداية له في الدوري الإنجليزي لكرة القدم منذ أكثر من 24 عاما بقيادة مدربه الجديد دافيد مويز وربما يكون القادم أكثر سوءا، وريال مدريد بصفقاته القياسية ومدربه الشهير الايطالي أنشيلوتي يترنح، أما تشلسي فإن المنقذ مورينهو لم يزده إلا حيرة وتذبذبا، في الوقت الذي تاه فيه ميلان وسط الأمواج العاتية في ايطاليا.
ما ذكرته في المقدمة أعلاه هو ملخص سريع لأبرز ملامح الدوريات الأوروبية بعد مرور شهر تقريبا على انطلاقتها الرسمية وسط تغييرات كبيرة في معظم هذه الفرق.
التغيير له وجهان، فإما يحدث صدمة ايجابية أو يؤدي إلى صدمة سلبية معاكسة، وفي مجمل الحالتين فإن هذا المتغير لا يثبت إلا بعد مرور مدة زمنية معينة تمثل جزءا من دورة الحياة البشرية، فلا النتائج الايجابية التي تحدث بعد التغيير مباشرة هي مقياس ثابت للمستقبل، ولا النتائج السلبية هي الأخرى مقياس، وكثيرا ما كانت البدايات المتعثرة والصعبة مفتاحا لصنع أكبر الإنجازات.
في أوروبا لا تقاس الأمور عاطفيا وإنما علميا وعمليا، فعلى رغم من كل ما حدث لفرق كبيرة بل هي الأكبر والأكثر ثراء في العالم إلا أن مجالس الإدارات والجماهير لا تتحدث عن أي تغييرات وهي أصلا في مرحلة تغيير تتطلب السير بها إلى مرحلة الاستقرار.
عندما نتحدث عن مانشستر يونايتد وعن ريال مدريد وعن تشلسي نحن لا نتحدث عن أندية عادية بل نتحدث عن قمة كرة القدم في العالم.
هذه الأندية التي استقطبت مدربين جددا هي ستنتهج بالتأكيد الصبر والدعم لهذه الأجهزة الفنية، ولن تلجأ إلى قرارات عاطفية قد تزيد المتغير أصلا تغييرا إضافيا.
لو كانت الأمور حادثة لدينا لا شك في أن هذه الأجهزة الفنية قد تم الاستغناء عنها أو توجيه إنذار نهائي إليها، لأن عواطفنا لن تسمح لنا مطلقا بمزيد من الصبر.
الثبات والاستقرار شرط رئيسي للنجاح، لأن الانتصارات التي تجلبها التغييرات المفاجئة هي انتصارات مرحلية لا تدوم على المدى الطويل، وإذا ما أراد مانشستر إعادة عصر السير أليكس فيرغسون فيجب عليه أن يصبر وأن يسمح للمدرب مويز أو غيره أن يلعب دور فيرغسون.
فالمسألة ليست أسماء وإنما هي تقاليد عمل وأساليب وأفكار واقتناع بمشروع حقيقي لا يؤتي أكله إلا في حينه.
العصبية والقرارات الانفعالية لا تبني مشروعا، وعندما تلجأ للتغير لا بد أن تتحمل نتائج هذا التغيير مرحليا ومستقبليا، إذ لا توجد تغييرات من دون عوارض جانبية وتحديات وإلا لاستمررت في الحالة التي كنت عليها.
أرسنال مثلا الذي يتصدر الدوري الإنجليزي حاليا وجهت لمدربه آرسين فينغر أعنف الانتقادات على مدار السنوات الماضية ولو كان في مكان آخر لأقيل ربما من عمله ولكن الإدارة هناك تعلم مكامن الخلل جيدا وأن المدرب ليس وحده من يتحمل كامل المسئولية، وليس أدل على ذلك نتائج الفريق في هذه المرحلة.
لذا فإني لا أتوقع أبدا أي تغييرات جذرية في هذه المرحلة لدى الفرق الكبرى التي تمر بنتائج سلبية، وإنما ستظل إستراتيجية العمل قائمة على الصبر والدعم إلى أن يأتي الفرج.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4042 - الإثنين 30 سبتمبر 2013م الموافق 25 ذي القعدة 1434هـ