أقبل موسم الحج المبارك وأقبلت معه قلوب المحبين متلهفة لأداء مناسكها، ومن هؤلاء المتلهفين لهذه المناسك الروحية العديد من المرضى المصابين بمرض السكري. وحيث أن الكثير من هؤلاء المرضى ينتابهم موجة من القلق حيال صحتهم فإننا نطمئن مريض السكري أن يقوم بأداء هذه المناسك شريطة الالتزام بالنصائح الطبية والفحص الشامل من قبل طبيبه المتخصص للاطمئنان على صحته وخلوه من مضاعفات السكري حتى يتسنى له أداء مناسك الحج بصورته المطلوبة.
من الأمور المهمة التي ينبغي الانتباه لها، أن يُعلم المريض الحملة التي سينتمي اليها بحالته الصحية والأدوية التي يتناولها، وكذلك أن يحمل بطاقة تحتوي على بياناته الشخصية وحالته الصحية. كذلك عليه أن يتعرف على مرافق على دراية بحالته الصحية وان يتمكن من مراقبته أثناء أداء المناسك. وقبل السفر عليه أن يتأكد من أخذ جميع التطعيمات اللازمة لموسم الحج لمنع العدوى.
فيجب على مريض السكري في موسم الحج أن يتجنب الاجهاد المفرط من خلال الحفاظ على تناول الوجبات الصحية ونيل قسط كافي من النوم والراحة. كذلك يجب عليه شرب كميات وافرة من السوائل وخصوصا الماء لتجنب جفاف الجسم الذي من شأنه أن يؤدي الى حموضة الدم الكيتوني وارتفاع السكر. كذلك يجب عليه أن يحافظ المريض على جرعات أدوية السكري بالإضافة الى ضرورة الالتزام بالمواعيد المنتظمة للوجبات خصوصا لمن يستخدم ابر الانسولين لتجنب اضطرابات سكر الدم.
ومن ناحية التحضيرات لموسم الحج، فعلى المريض أن يلتزم بحمل الملابس القطنية المريحة التي تمتص العرق، وأن يقوم بارتداء الأحذية الواسعة المريحة أو المفتوحة كما يفضل أن يقوم المريض بلبس الجوارب القطنية التي من شأنها أن تقلل من نسبة احتكاك الأقدام و أن تقوم بحمايتها نوعا ما من الجروح والاصابات. بالإضافة الى ذلك، يفضل حمل مظلة شمسية أو لبس القبعات للتقليل من التعرض لأشعة الشمس المباشرة. كما ونحبذ تغيير الملابس الداخلية بصورة مستمرة والحرص على أن تكون قطنية للتقليل من الالتهابات.
وعند الشروع بأداء المناسك، ننصح الحجاج الأعزاء بحمل قطع من الحلوى أو المشروبات السكرية تحسباً لحالات الهبوط في مستوى سكر الدم اثناء أداء المناسك، فينبغي على الحاج أن يلتزم بقياس مستوى سكر الدم بصورة دورية لمراقبة مستوى السكر وكما عليه مراجعة الفريق الطبي بصورة مباشرة عند ملاحظة ارتفاع شديد في مستوى سكر الدم.
وعند قيام المريض بالطواف ينبغي له أن يختار الاوقات الباردة نسبيا وأن يبتعد عن الاماكن المزدحمة نسبيا، وأيضا عليه أخذ قسط من الراحة بين الاشواط اذا استلزم الامر. كما أن عليه عند القيام بالحلق والتقصير، أن يكون حذرا لتجنب حدوث الجروح. ومن الامور المهمة تنظيف القدمين جيدا والحرص على تجفيفها وخاصة بين الاصابع، وعند ملاحظة جروح أو تقرحات أو احمرار فلا بد من مراجعة الطاقم الطبي سريعا. كما وأنه عند تقليم الأظافر فلابد من استخدام أدوات نظيفة وتجنب حدوث الجروح.
ومن الامور المهمة أيضا، ان يتعرف مريض السكري على أعراض انخفاض السكر في الدم مثل الخفقان والتعرق المصاحب بالدوران، الصداع وحالات الاغماء وكذلك لابد أن يتجنب المريض الهبوط الشديد لأنه من شانه ان يؤدي الى الغيبوبة والتشنج.
وفي الختام، لا يسعنا الى أن نسأل الله العلي العظيم أن يمن على جميع المسلمين وبالأخص الحجاج بموفور الصحة والعافية وأن يتقبل من حجاجنا الكرام حجهم وسعيهم. ودمتم في صحة وسلامة.
إقرأ أيضا لـ "إيمان الانصاري"العدد 4031 - الخميس 19 سبتمبر 2013م الموافق 14 ذي القعدة 1434هـ