قبل أيام، وقع في يدي كتاب مدرسي ذو غلاف أنيق وفاخر الطباعة بعنوان «برنامج تمكين لتطوير السلوك المهني... دليل المعلم للمدارس الثانوية»، إلى جانبه كرّاسة «دفتر عمل الطالب»، ضمن الأهداف الاستراتيجية لمؤسسة تمكين لتحفيز فئة الشباب على تحقيق النجاح في حياتهم المهنية.
أُطلق هذا الدليل بالتعاون بين تمكين ومركز تطوير أخلاقيات العمل الأميركي (Center For Work, Ethic Development – USA) مع الأخذ بعين الاعتبار تضمين نماذج محلية للمجتمع البحريني لتدعيم المادة العلمية بأمثلة قريبة من أذهان الطلبة.
تمّ تدشين برنامج «أصيل» بالمدارس الثانوية في العام 2010، وقد صمّمته تمكين ومؤسسة التعليم بجامعة لندن وكلية البحرين للمعلمين بجامعة البحرين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. ويهدف برنامج «أصيل» إلى غرس أخلاقيات وسلوكيات العمل الإيجابية في أذهان المواطنين البحرينيين بمختلف شرائحهم الاجتماعية ومستوياتهم الوظيفية، بقصد تسهيل إدماجهم في سوق العمل.
وقد شهدت المرحلة الأولى من عمر البرنامج التي استمرت مدة ثلاث سنوات، تخصيص 12 حصة دراسية في هيكل تعليمي تجريبي خلال فصل أكاديمي واحد في جميع المدارس الثانوية الحكومية (بنين وبنات)، إلى أن أعلنت تمكين مؤخراً عن إجراء تعديلات واسعة على محتوى «أصيل» ليكون على شكل منهج دراسي متكامل (دليل وكراسة) مع توسيع دائرة الفئات المستهدفة لتشمل خمس مدارس إعدادية وخمس مدارس ابتدائية بدءًا من العام الدراسي الجديد 2013/2014.
حتى العام الماضي (2012)، وصل عدد المدارس الثانوية الحكومية المشاركة في برنامج «أصيل في المدرسة» إلى 27 مدرسة، في الوقت الذي نتساءل عن أسباب عدم مشاركة بقية المدارس الثانوية في مملكة البحرين والبالغ عددها 32 مدرسة؟
غلاف الدليل يختزل محتواه، فهو يتناول سبع أخلاقيات أساسية تهمّ المتعلّمين والخريجين قبل التحاقهم بسوق العمل، وهي: (السلوك ـ المواظبة ـ المظهر ـ الطموح ـ المصداقية ـ الالتزام ـ الامتنان).
يقدّم الدليل تعريفات ميسَّرة لأخلاقيات العمل التي يجب على المتعلمين فهمها وإدراكها، وأهم النتائج المترتبة على تطبيقها، إذ يعرِّف السلوك على أنه «التمسّك بالإيجابية في كل موقف والتحكّم في الطريقة التي تتصرّف بها»، وينتج عنه التعامل مع العمل بسلوك النجاح كل يوم والسيطرة على الوظيفة في الشركة التي يعمل بها المشارك واختيار النظرة الإيجابية حتى في الأوقات الصعبة وإنجاز كل الأعمال، السهلة منها والصعبة، وبذل الجهود لتعميم التصرف السليم والسلوك الجيد.
ويعرِّف المواظبة بأنها «إظهار إمكانية الاعتماد عليك في كل مرحلة من مراحل حياتك والتواجد في الوقت المحدد، وفي كل وقت»، وينتج عنها الحضور إلى العمل بروح الاستعداد والمبادرة بنسبة 100 في المئة، وبناء هوية شخصية تشتمل على عناصر المواظبة والتوقيت الجيد وإظهار الالتزام تجاه صاحب العمل من خلال المحافظة على المواعيد والمساهمة في تحقيق النجاح في العمل من خلال المواظبة الدائمة.
كما ويولي الدليلُ المظهرَ الاهتمامَ الكبير، فالمظهر هو «إظهار المهنية في كل التصرفات والمظهر واختيار المظهر الاحترافي»، وينتج عنه ارتداء الملابس المناسبة في العمل بدءًا من حضور المقابلة الشخصية وحتى نهاية الخدمة، وإدراك أنهم وافقوا على ارتداء زيِّ الشركة بمجرد قبول الوظيفة في الشركة، واستيعاب تأثير مظهرهم على صورة صاحب العمل والتحقّق من المكوّنات المتنوعة للمظهر.
أما الطموح فهو «أخذ زمام المبادرة وإضافة القيمة وبذل أكثر من الحد الأدنى المطلوب»، ويترتب عليه اتخاذ الخطوات للتعرّف على المزيد عن طبيعة أعمالهم والشركة التي يعملون بها وإرساء أهداف بعيدة المدى والعمل على تحقيقها، وتحقيق تلك الأهداف في النهاية وإظهار إنتاجية أكبر من خلال بذل الجهود بما يفوق الحد الأدنى المطلوب، وتحديد نقاط الضعف في الشخصية والسعي إلى تحسين تلك الجوانب.
ويُنظر إلى المصداقية في الدليل على أنها «الالتزام بالأمانة والتمسّك بالنزاهة في كل قرار يتم اتخاذه ورفض تبرير القرارات الخاطئة»، وينتج عنها اتباع القواعد في العمل حتى ولو لم يكن هناك من يراقبهم واكتساب سمعة طيبة عن مدى مصداقيتهم والالتزام بمعايير الأمانة والنزاهة، حتى لو ارتكبوا بعض الأخطاء وإرساء معايير خاصة لتصرفاتهم واتباع تعليمات الشركة واكتساب العادات الطيبة من خلال التمسك بالأمانة بغض النظر عن النتائج.
والالتزام يعني «اكتساب الاحترام واتباع الإرشادات وتقبل التوجيه والخضوع للقواعد»، وينتج عنه فهم الشروط التي وافقوا عليها عند قبول الوظيفة وإظهار الاحترام لرؤسائهم وزملائهم في العمل وتكوين علاقات عمل بطريقة لا تتداخل مع شئون العمل وإنجاز الأعمال بشكل جيد، بغض النظر عن شعورهم تجاه زملائهم.
وأخيراً، فإن الامتنان يعني «إظهار الامتنان والتقدير تجاه الآخرين وتوفير خدمات لهم»، وينتج عنه إدراك بأن قرار المستهلك بدعم نشاطٍ ما يعتمد على خدمة العملاء التي يوفّرها الموظفون وتقديم أنفسهم بطريقة إيجابية، حتى إذا كانوا لا يشعرون بالرغبة في ذلك، ومعاملة العملاء بطريقةٍ تظهر بأنهم دائماً على الحق والابتسام بشكل دائم وتحديد الأخلاقيات التي سوف ترتقي بهم إلى ما وراء المستويات الأساسية لخدمة العملاء.
وبحسب الدليل، فإن لأخلاقيات العمل السبع الآنفة الذكر مؤشرات واضحة ومهمة تساعد على تنمية شخصية الفرد، فالإيجابية تتمثل في السلوك من خلال إظهار الحماس وحب العمل وينتج عنها تعزيز الروح المعنوية؛ والاعتمادية تكون في المواظبة على العمل حسب الجدول المخصص لك وتكون نتيجتها الحد من الغياب؛ والمهنية تكون في المظهر حيث إبراز هوية متناسقة للموظف عن شركته وينتج عنها زيادة في المبيعات؛ والمبادرة تعني الطموح حيث تجاوز التوقعات الأساسية وينتج عنها تحسين مستوى الإنتاجية. كما تعني النزاهة المصداقية عندما يصبح الموظف مؤتمناً وبالتالي الحد من الاختلاسات؛ والاحترام يعني الالتزام بالقواعد والسياسات وينتج عنه تقليل حالات الفصل، وأخيراً العرفان ويعني الامتنان حيث تقديم الخدمة الصادقة وينتج عنه تحسين رضا العملاء.
ولكي يُكتب النجاح لبرنامج «أصيل» لابدَّ من التعاون التامّ بين مؤسسة تمكين ووزارة التربية والتعليم في تفريغ المعلمين والمعلمات الذين يشرفون على تنفيذه أو على الأقل تخفيض أنصبتهم من الحصص الدراسية، واختيار الكفاءات من الطاقم التعليمي الذين يلتزمون بالأخلاقيات المهنية قولاً وعملاً.
إقرأ أيضا لـ "فاضل حبيب"العدد 4026 - السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 09 ذي القعدة 1434هـ
تربية أو مشاكل تعلم الجيل القديم
يقال التعليم - خدمة للمجتمعات بينما التربية مسئولية الجتمع لكن ما كشفته التقارير ومنها تقرير شركة الين الإستراليه وتقرير ما كنزي أن تطور التعليم في البحرين قد تراجع. يعني ليس قصورا في الكوادر بل قد تكون ليست زيادة عقل عند البعض. فمن مشاكل وزارة التربية والتعليم تكدس المسؤولين بدون محاسبة كما توجد العديد من الشواغر وهي ليست شاغرة لكنها تشبه البطاله المقنعه. قال جحا كيف تقنع ها المسؤولين أين الأمانة وأين المسئولية؟
التعليم كخدمة للمجتمعات بينما التربية مسئولية الجميع
يقال من زرع حصد ويقال من سلك طريق فقد أخذ طريقة معينه للوصول أو الحصول على شيء – يعني ناتج لفعل أو مجموعة أفعال. من المسائل في تربية الأجيال كانت تربية وإعداد إنسان للقرن المنصرم على التصرفات. يعني يكرر كيف يتصرف في موقف ما وكيف يصل الى غايته ومراده حتى لو دمر ما حولة وإعتدى على غيره.الإعتداء هنا بالكلمة أو بالضرب أو بالسب والشتم أو بالضن... فأين الأخلاق الحميده؟ وأين القيم الإنسانيه النبيلة التي تربى عليها أجيال القرن الماضي ليربي جيل مستقبل مجهول الهوية؟
يا سلام
تسلم اخي الفاضل والحبيب على هذا الموضوع الجميل والشكر موصول الى تمكين. أهم شي التطبيق السليم والمتابعة الدائمه لمؤشرات القياس والأداء وتقييم البرنامج سنويا لتطويره.