أكبر أجزاء الكارثة، أن شريحةً من أبناء المجتمع أصبحت مقتنعةً تماماً بحتمية الاقتتال بين السنة والشيعة والمسيح وسائر الطوائف في الوطن الواحد، مستندين على فتاوى وخطب وتصريحات وبيانات لأسوأ خلق الله من الوحوش التي قدّمت نفسها من أهل الدين والصلاح.
مدهش ما قاله ذلك الشاب العراقي الذي تم القبض عليه وتحت ثوبه حزام ناسف وهو يستعد لتفجير الناس. شاب في الثامنة عشرة من العمر تقريباً، بكى حال القبض عليه، وأثناء التحقيق، بكى أيضاً وهو يقول: «أعطوني الكثير من المال وقالوا لي أنني ذاهب مباشرةً إلى الجنة وأعلى مراتبها»، لكن، حين سئل: «وما الهدف؟ ولماذا ستفجر الأبرياء وستقتلهم لتترك ثكالى وأيتاماً وبيوتاً يخيّم عليها الحزن»، فكانت أسوأ إجاباته: «قالوا لي لن يكتمل إسلامك حتى تتبع منهج السلف الصالح وتنتقم من أعداء الله ورسوله، وتقضي على الشرك وعبادة القبور».
بئساً لأمة تستمتع وتتفاخر وترفع أصواتها بالتكبير وهي تشاهد مناظر الذبح وسفك الدماء. وبئساً لأولئك الذين يبرّرون للذبح، ممن جعلوا أنفسهم أئمةً على الناس، وعلماء لا علاقة لهم بدين الله، وأصحاب منابر وإمامة صلاة هي إلى رضا الشيطان أقرب. وبئساً لمن يرقص وهو يرى مشهد قتل مسلم «شيعي» ويصفه بالكافر والنصيري، تماماً كمن يتابع قتل مسلم «سني» ويصفه انتصاراً على أهل الباطل.
كارثة عظيمة حلت بالأمة. ولعل انتشار مشاهد الذبح على شبكة اليوتيوب هي واحدة من أكبر فضائح هذه الأمة، ليس لأنها أمة مجرمة تعشق الدماء، ولكن لأن هناك أهل إجرام وعصابات قتل مدفوعة الأجر تتسمى بطوائفها والطوائف منها براء. والأخطر أن تتحوّل العصابات والمرتزقة والمجرمون إلى أهل دين وتقوى وصلاح، لأنهم يقتلون بعضهم البعض تنفيذاً لمؤامرات رؤوس كبيرة تريد أن تُبقي أبناء الأمة في تناحر دائم، وذبح على الهوية، ونزيف دم لا يتوقف.
وأكبر أجزاء الكارثة، أن شريحةً من أبناء المجتمع أصبحت مقتنعةً تماماً بحتمية الاقتتال بين السنة والشيعة والمسيح وسائر الطوائف في الوطن الواحد، مستندين على فتاوى وخطب وتصريحات وبيانات لأسوأ خلق الله من الوحوش التي قدّمت نفسها من أهل الدين والصلاح.
حين يتعرض مسلم شيعي للقتل، يأتي أولئك المسوخ ليقولوا: «هذا انتقام لمن قتل أهل السنة في العراق وسورية ولبنان و..و..و...»، ويحدث العكس حين يُقتل مسلم سني، ينبري البعض ليعلن عن موقفه المؤيد لقتل أحفاد بني أمية! ثم ينصاع الكثيرون لواحد من الطرفين الإجراميين بلا عقل، والنقطة الفاصلة في الموضوع، هي أن أولئك الذين يمارسون القتل على الهوية والمذهب والطائفة والاسم، ليسوا سوى عصابات تتسلم الأموال لتقتل. هم أدوات للقتل، ولا علاقة للمذاهب بمواقفهم وبجرائمهم حتى يُصدق بعض الناس حقيقة أن ذلك القتال ما هو إلا نصر للأمة الإسلام، و»تكبير: الله أكبر».
المفجع، أن فئةً من الشباب ومن الجنسين، أصبحوا يتابعون كل مشاهد القتل الطائفية على اليوتيوب، ويشتركون بكثافة في كتابة التعليقات التي تخرج ما في صدورهم من أمراض وأحقاد، ويصفقون للقتل ويفرحون. نعم، هي فئة قليلة، لكنها تشكل من خلال ما تكتبه من تعليقات هوساً طائفياً للقتل، تأسس على أن المعركة هي معركة يجب أن تنتصر فيها الطائفة، القبيلة، الأتباع، الأنصار، حتى أصبح من الصعب جداً إقناعهم بأن كل تلك الجرائم والمجازر والمذابح لا علاقة لها بالدين الإسلامي ولا بالمذاهب! لأن وراءها أقطاب قوى وأصحاب نفوذ ومال يضعون السلاح والقنابل والمتفجرات في يد ذلك المرتزق الذي لا مانع لديه من أن يفجّر مساجد وأسواقاً ومآتم وسيارات لطالما هو استلم مبلغ جريمته النكراء الوحشية مسبقاً.
هناك فئة كبيرة من أبناء المجتمع الإسلامي فقدت عقلها وقيمها ودينها لأنها تستمتع بالذبح، تُكبر بأعلى صوتها للقتل، فأي إسلام هذا وأين الأتقياء من علماء الأمة؟ ولماذا تنشط فضائيات وتظهر وجوه قبيحة لا بارك الله فيها تدعو وتحرّض وتؤجّج وتشعل قلوب الناس لتجعلهم، وبعد جملة من الفبركات والأكاذيب والأفلام الطائفية التأجيجية المؤثرة، مستعدين لأن يقتلوا أبناء الطوائف الأخرى، فقط لأنهم صدقوا الأكاذيب.. بل ويدافعون عنها بكل قوة على أنها حقائق وليست أكاذيب؟ إنه الإعلام المجرم الوقح الساقط، الذي يصفق له المجرمون الساقطون.
ترى، هل يمكن أن نتأمل في نص الحديث النبوي الشريف هذا: «يا معشر المهاجرين، خصال خمس إن ابتليتم بهم ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن. لم تظهر الفاحشة في قومٍ قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخذ ما في أيديهم، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم»... صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بأسهم بينهم ونقطة آخر السطر.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 4025 - الجمعة 13 سبتمبر 2013م الموافق 08 ذي القعدة 1434هـ
المشكله تتزكز في استغلال الجهلاء
أعتبرها جريمة لا تغتفر من يعتلي المنابر ويجيش البسطاء والمستضعفين لأغراض سياسيه عن طريق الخطابات الناريه ومنهم كثيرون في في عالمنا، نحن بحاحه لبث روح المحبه بدلا عن الكراهيه. آلآسلام مختطف من عناصر مريضه ،
ذبح يذبح. ذبحا
العالم من حولنا يتطور ويكتشف ويبني الأوطان وينشر علومه وآدابه لخير البشرية ونحن لا زلنا نناقش من قتل الحسين ومن سب الصحابه ومن خرج هنا ومن دخل هناك ؟؟ تبا لامه لا تعرف كيف تعيش وكيف تعمل وكيف تفكر؟؟
نعم انهم مع الأسف يدعون الاسلام
كما برر مسلمين قتل الحسين سهل قتل جميع البشر باسم الدين
لندعو لكبح جماح الداعين للصدام الدموي
أخ سعيد تحياتي، أنا أخوك مبرك العنزي من عنيزة وانا اتابع مقالاتك باستمرار ومعك في أن الطائفية والإرهاب واحتدام الصراع بين السنة والشيعة هو ظاهرة خطيرة تهدد مجتمعنا وبالذات في المجتمعات التي تسيطر عليها العقلية الدينية المتشددة.. لكن أخي الكريم أرجو أن يكون أيضاً علماء الشيعة من الداعين والمتصدين للأفكار المتشددة، انا لست مقتنعاً بقضية شتم الصحابة وام المؤمنين عائشة رضوان الله عليهم اجمعين، فهي حالة تأجيج يفعلها بعض الشيعة لكن ليس كلهم..أنا مع كبح جماح الداعين للصدام الدموي
نعم شي مؤسف
نعم شي مؤسف الغرب وجدو سلاح فتاك من صنع مسلمين للاسف انضرو الى عدد قنوات الفتن من طائفتين واقرؤ الكتب اكثريتها سب ولعن والمصيبة ان الى اليوم هناك مناوشات على مواضيع جار عليها الزمن 1400 سنة واكثر وللاسف نحن مسلمين........ بسبب عقائد و و و
أعوذ بالله ممن شوّه الدين وقلب مفاهيمه
التلاعب بعقول الناس جريمة كبرى
قلب مفاهيم وعكس تعاليم نبي الرحمة جريمة كبرى تتمثل في تشويه خير دين وخير تعاليم اعطاها الله لنبيه نبي الرحمة. فاين الرحمة واين الهدى.
هل هذا ما نزل به جبرئيل؟ هل هذا ما جاء به نبي الرحمة؟ هل هذه تعاليم السماء؟ هل خلق الخلق لكي يأتي هذا وامثاله لينهوا حياتهم لانهم يختلفون معه في العقيدة. الا لعنة الله على القوم الظالمين
الاستعداد
استعداد الولاء الطائفي والتعصب متوفر لدى جميع الأطراف ونحن لن نستريح مادام الاحزاب الطائفية تعيث في الأرض فسادا وهي ناشطة في كل الطوائف وبعيدة عن الهموم الوطنية .
ذبح ... يذبح ... ذبحا!
أنا احد المؤيدين لمن يلبس الحزام الناسف لقتل الناس. قد تعجب من كلامي ولكن اكمل قراءة التعليق. أنا أتمنى من لابس هذا الحزام الناسف أن يتوجه الى فلسطين المحتلة لقتل الصهاينة الذين يدنسون الأقصى الشريف, اننا معه ونشد من أزره. هل يتم توجيه مؤشر البوصلة الى التجاه الصحيح؟ نتمنى ذلك!!!!!! (محرقي/حايكي)
بشار
ممكن تنصح بشار ان يتوجه الى فلسطين لقتل الصهانية بدل قتل الشعب السوري .يكمن مؤشر بوصلة بشار غير صحيحة تحتاج الى تصحيح
غير مقبول
هذا الاسلوب في القتل غير مقبول حتى الى الد الأعداء