لا أشك في أن كل مشجع للنادي الملكي ريال مدريد سيناظر ساعته مراراً وتكراراً اليوم منتظراً وصولها إلى الحادية عشرة مساءً من أجل متابعة اللقاء التاريخي بالجولة الرابعة في (الليغا) الإسبانية أمام فريق فياريال في ملعب (المدريغال)، ومواجهات الفريقين كثيرة وعديدة، وليس هذا هو الأمر التاريخي الذي أقصده فيها، ولكن القصد هو أن هذا اللقاء سيشهد المشاركة الأولى للنفاثة الويلزية (غاريث بيل) والذي شغل العالم (الرياضي) خصوصاً بأخباره منذ الوهلة الأولى التي بدأ ريال مدريد مفاوضاته لضمه من ناديه السابق توتنهام الانجليزي.

ربما كانت هنالك سابقاً انتقالات تاريخية وبمبالغ كبيرة لكن لم تلق مثل هذا الاهتمام أو ردود الفعل لأنها كانت ربما للاعبين معروفين أكثر ومشهورين بشكل أكبر، لكن هنا الكل كان يتساءل عن هل ما إذا كان (بيل) يستحق هذا المبلغ الكبير الذي دُفع له ويفوق الـ90 مليون يورو، إذا ما عرفنا ان ليس الجميع ربما يعرف إمكانات اللاعب بشكل كامل كونه كان يلعب في ناد ليس بحجم مانشستر يونايتد أو تشلسي أو ليفربول أو أرسنال أو مانشستر سيتي بالدوري الانجليزي، إذ إن حجم المشاهدين لمباريات هذه الفرق أكبر بالتأكيد من حجم المشاهدين والمتابعين لمباريات توتنهام.

وبالتالي فإن من سيشاهد مباراة اليوم سيكونون ربما من نوعين، أولهما جمهور ريال مدريد الذي يُريد رؤية وجه فريقه الجديد بدون واحد من أفضل صانعي الألعاب الذين مروا عليه في تاريخه وهو الالماني مسعود أوزيل وبوجود لاعب شغل العالم بأمر انتقاله وهو بيل، والنوع الآخر سيتابعون اللقاء من باب الفضول لرؤية هل فعلاً كان دفع فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي في محله أم هو ضرب من (الجنون) كما أسماه البعض؟!.

وهنالك اختلاف ما بين من صنف المبلغ الذي انتقل به اللاعب، ومنهم من قال إن اللاعب لا يستحق ذلك، والبعض الآخر قال إنه فعلاً يستحق، ومجموعة مثل لاعب برشلونة السابق وأتلتيكو مدريد الحالي ديفيد فيا قالت إن النادي الملكي يمتلك أموالاً كثيرة وهو حرٌ في التصرف بها ولا أحد يلومه!، وإن بيل سيكون إضافة للدوري الانجليزي!.

شخصياً أرى ان مدريد ربما اشترى اللاعب بالسقف الأعلى الذي يستحقه، فمثلاً هنالك لاعبون تتراوح أسعارهم ما بين 50 و60 مليون يورو ولكن إما أن يتم التعاقد معهم بالسقف الأقل الذي يستحقونه وهو 50 مليون أو بالسقف الأعلى وهو الـ60، والأمر الأخير ينطبق على بيل، بالذات هو قدم مواسم أخيرة رائعة مع توتنهام وحصل على لقب أفضل لاعب بالدوري الانجليزي آخر موسمين، إضافة إلى أنه يُجيد اللعب في أكثر من مركز ويمتلك إمكانات رائعة مثل التسديد بدقة من مسافات بعيدة ويتمتع بسرعة عالية، وهذا الأمر يتناسب مع ما يعتمد عليه الفريق.

وعموماً (بيل) نفسه هو من يستطيع أن يُثبت للعالم أجمع أنه يستحق ما دُفع له والحديث الذي قيل عنه، وهو لديه الفرصة الكاملة لفعل ذلك، ولكن جماهير (الميرنغي) عليها ألا تستعجل في الحكم عليه بالذات كونه قادما من فترة توقف طويلة بالإضافة للإصابة، ومدرب منتخب بلاده كريس كولمان قال إن إشراك بيل 90 دقيقة أمام (الغواصة الصفراء) اليوم تُعد مخاطرة كبيرة.