مع قراءة عنوان مقال اليوم سترتسم على وجه البعض ابتسامة عريضة، والبعض سيقوم بالضحك، وبعض آخر سيضيف عبارة سخرية من كاتب المقال بعد انتهاء الضحكة. ولو كنت أنا أحد القراء ولست صاحب المقال قد أقلب الصفحة مباشرة إذا كنت أقرأ المقال في الصحيفة الورقية ولن أتردد عن الضغط على زر (إكس) لإغلاق موقع الصحيفة (خير شر). دواعي ذلك ليست سرا والأسباب ليست غائبة عن الشارع الرياضي بالنسبة للقناة الرياضية التي تحبو وتحبو وطال أمد حبوها.
لست ألوم القائمين على القناة الرياضية، ففيها الكوادر المخلصة من أبناء هذا البلد الطيب، وأعرف شخصيا بأن فيها أناسا طموحين جدا من أجل تخطي مرحلة الحبو إلى مرحلة المشي ومن ثم إلى مرحلة الجري على الأقل بأمتار بعيدة عن القنوات الرياضية الحكومية في دول الخليج العربي، ولكن كما يقال (اليد قصيرة والعين بصيرة)، بدليل أنه لا إمكانية لنقل حدثين في الوقت نفسه بكفاءة مقبولة للمشاهد وهذا بيت القصيد.
القناة الرياضية في تلفزيون البحرين يجب أن تتغير وأن تواكب التطور الحاصل في الرياضة والمنافسة فيها، ويجب أن تكون حاضرة ومواكبة دائما للمشاركات البحرينية في المنافسات الخارجية، ويجب أن تكون لديها القدرة في ظل وجود قناتين رياضيتين على نقل كل الأحداث الرياضية المحلية ليس على مستوى الرجال فقط بل حتى على مستوى الفئات الدنيا متى ما كان الأمر متاحا، ويفترض أن لا تتوقف عن عرض البرامج المتخصصة لكل لعبة جماعية والألعاب الفردية على الأقل.
الواقع الحالي للرياضة وكونها مصدرا للاستثمار يستلزم من القناة الرياضية أن تشكل مصدر دخل لموازنة الدولة وللأندية المشاركة في الدوريات، وعلى ذلك فإن التسويق ضروري وضروري جدا من أجل صالح الدوريات والقناة الرياضية ذاتها، وهل قناة رياضية كقناة الجزيرة الرياضية تقوم بنقل الدوري الإسباني والدوري الإيطالي والدوري الإنجليزي والدوري الفرنسي وبطولات كأس العالم والبطولات الأوروبية من موازنتها؟، أم أنها تدفع مليارا وتسوق نشاطها بما يتجاوز المليار من الإعلانات لتقدم الخدمة وتحصل على الربح.
تابعت خبرا في إحدى القنوات الرياضية، أن الاتحاد السوداني لكرة القدم رفض دخول القناة الرياضية السودانية للملاعب من أجل نقل مباريات الجولتين الأولى والثانية من دوري الدرجة الممتازة إلا بعد دفع المبالغ المتأخرة عن الموسم الماضي. السودان بلد معروف وضعه الاقتصادي ومعروفة الصعوبات السياسية التي يعيشها بعد عملية الانفصال عن الجنوب، وهناك يتحدثون عن عوائد نقل تلفزيوني. إسقاطا على السودان، أليس من المنطقي أن تطالب الاتحادات والأندية بشيء اسمه «عوائد النقل التلفزيوني».
أتصور بأن الوقت حان بالنسبة لهيئة شئون الإعلام لأن تخطو خطوات على الطريق الصحيح، فتستفيد ماديا من الخدمة التي تقدمها وتفيد الأندية والاتحادات الرياضية في الجانب الآخر، فالمسألة تتوقف على كفاءة التسويق فقط ولا توجد قناة حكومية تعتمد كليا على الموازنة التي تقدمها الحكومة، وإذا وصلت القناة الرياضية لمستوى التسويق والنقل التلفزيوني ذي العائد المادي ستتمكن الاتحادات من تسويق مسابقاتها بشكل مباشر.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4017 - الخميس 05 سبتمبر 2013م الموافق 29 شوال 1434هـ