«التربية الدولية... أصولها وتطبيقاتها»، هو من أحدث إصدارات دار الفجر للنشر والتوزيع في القاهرة، من تأليف نبيل سعد خليل، أستاذ ورئيس قسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية في كلية التربية بجامعة سوهاج.
في الإهداء، يحرص المؤلف على تقديمه إلى القيادات التربوية وكافة العاملين في حقل التعليم بمختلف مراحله والذين يتطلعون إلى دور التعليم في تدعيم المفاهيم التالية: حوار الحضارات، واحترام الآخر، وتفاعل الثقافات، وتدعيم المواطنة، والتسامح الثقافي، وحقوق الإنسان والطفل، والسلام العالمي.
ولم يفته أيضاً أن يهدي الكتاب إلى المثقفين والتربويين والمهتمين بالتربية الدولية، وإلى طلبة كليات التربية والمعلمين والمعلمات، إلى جانب طلبة الدراسات العليا الباحثين في مجال التربية الدولية.
يشير المؤلف في مقدمة الكتاب إلى التساؤلات الكثيرة والغامضة التي باتت تثير أذهان التربويين واهتماماتهم للربط بين ما يجري على الساحة الدولية من ممارسات، وما تسعى التربية الدولية إلى نشره من مفاهيم يراها البعض بصورة خاطئة تسير في سياق هيمنة القوى العظمى المنفردة على العالم بأسره، على حد توصيف المؤلف.
ينطلق المؤلف في تعريفه للتربية الدولية (International Education) من أدبيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بأنها «إضفاء بُعد دولي على التربية في جميع مراحلها وكافة أشكالها لتنمية التفاهم والتعاون والسلام واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية بين الشعوب والدول ذات الأنظمة الاجتماعية والسياسية المتباينة».
ويخلص إلى القول في تعريف التفاهم الدولي (International Understanding) على أنه مجموعة من العلاقات القائمة على تقوية الصلات بين شعوب دول العالم على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم وسياساتهم وقومياتهم، وإيجاد نوعٍ من الفهم والتقارب بينها قائم على مبدأ حل النزاعات والصراعات بالطرق السلمية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأساليبه، ونبذ التفرقة العنصرية واحترام حقوق الأقليات واحترام كرامة الفرد وحرياته الأساسية.
يرى الكاتب أن التربية الدولية هي إحدى السبل التي من شأنها إقامة مجتمع عالمي خالٍ من النزاعات والصراعات، تحترم فيه الدول والأفراد الاختلافات الثقافية والاجتماعية والعرقية للآخر، وتؤمن بحق الجميع في العيش في سلام وأمان، وذلك استناداً إلى التوصيات الواردة في المؤتمر العام لمنظمة (اليونسكو) في العام 1974، التي تهدف إلى أن التربية الدولية تعمل على إنماء الإنسان إنماءً كاملاً، وإلى تعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلى زيادة جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام العالمي.
كما يؤكد المؤلف على أن التربية الدولية ما هي إلا محصلة كل تلك الجهود التي تبذلها كافة المؤسسات المعنية (المحلية والإقليمية والدولية) من أجل تحقيق التفاهم والتعاون الدولي واحترام الثقافات المختلفة والعادات لكل شعوب العالم وتنمية سياسات التعاون بين كافة دول العالم وبالخصوص في المجال التربوي.
وهذا المعنى، أُشير إليه في التشريعات التربوية في مملكة البحرين، إذ «يهدف التعليم إلى تنمية مفاهيم التربية من أجل السلام، والمستقبل الإنساني الأفضل والتعاون والتضامن الدوليين على أساس من العدل والمساواة والتفاعل والاحترام المتبادل بين جميع الدول والشعوب»، (قانون رقم 27 لسنة 2005 بشأن التعليم في مملكة البحرين، المادة الثالثة، بند 5).
يستعرض المؤلف في الفصل الأول من الكتاب المفاهيم الأساسية كالتربية الدولية والتفاهم الدولي والتربية من أجل التفاهم والتعاون والسلام على الصعيد الدولي وحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمدارس المنتسبة لليونسكو وأندية اليونسكو والجامعات المنتسبة لليونسكو ومنظمة اليونسكو والتربية من أجل المواطنة والحراك الأكاديمي والطالب الدولي. كما يشير في الفصل ذاته إلى نشأة التربية الدولية وتطورها وفلسفتها وأهدافها وأهميتها وعلاقتها بالتربية المقارنة.
في الفصل الثاني، يناقش المؤلف أهم التحديات والتغيّرات العالمية التي تواجه التربية الدولية كالتقدم العلمي والتكنولوجي، والتحوّلات الاقتصادية في النظام العالمي الجديد، والتحوّلات السياسية والاجتماعية، وكلها مسائل مهمة لابدَّ أن نلتفت إليها جيّداً عند إصلاح منظومتنا التربوية والتعليمية.
يتحدث المؤلف في الفصل الثالث من الكتاب عن صيغ التربية الدولية، مستعرضاً أهم المشاريع والمبادرات العالمية في هذا السياق، مثل: شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو ودور الأمم المتحدة في حل قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والتسامح والتعليم المتبادل بين الثقافات والقضايا البيئية، ودور أندية اليونسكو، والمناهج ذات الطابع الدولي، والعلاقات بين الصيغ التربوية الدولية مع مختلف الهيئات.
أما في الفصل الرابع (الأخير) فإن المؤلف يتحدّث عن التربية الدولية وحقوق الإنسان والطفل، وتطوّر مفهوم حقوق الإنسان ونشأتها وتطورها والتربية على حقوق الإنسان ودور بعض المنظمات الحقوقية كمنظمة العفو الدولية في مجال تنمية الوعي بالتربية على حقوق الإنسان، من خلال مشروع المدارس الصديقة لحقوق الإنسان (الذي أطلقناه مؤخراً بالتعاون مع إحدى المدارس الثانوية البحرينية)، وبرنامج العمل الخاص بالتربية على الحقوق (رياب)، ومشروع التربية على حقوق الإنسان في أفريقيا، والتعليم من أجل الكرامة الإنسانية، ومشروع المدارس الآمنة للفتيات.
إلى جانب تناول الكاتب بعض الأطروحات والمبادرات التي تصبّ في اتجاه التربية الدولية كالدعوة الدولية للتربية على حقوق الإنسان، والمنتدى الدولي الخامس للتربية على حقوق الإنسان، ودور المعلم في التربية على حقوق الإنسان، والأهداف التربوية للتلاميذ، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل.
إقرأ أيضا لـ "فاضل حبيب"العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ
معلوم أو مجهول ومعروف أو منكر
تربية دوليه أو مصطلح جديد أدخل للتداول بين الناس كم تداول العملات بين الناس أو تدخل وتداخل أفكار؟. يعني شعوب وقبائل كيف تحولوا الى أمم ودول؟ أليس سوء تربية جرجرت الناس الى حروب بسبب مصلحه وتجارة تفرق الجمع وصاروا الناس إما سالب أو مسلوب أو نائب ناهب أو منهوب؟. ولما حقوق إنسان وليس حق واحد معلوم ؟ أو من الناس ما تعرف المعروف من المعلوم خير شر لا يمين ولا يسار متطرفين؟.
تعدد زوجات أو تعدد أسماء زوجيه
يقال تعددت الأسباب والموت واحد لكن تعدد مثل تعد الزوجات كيف تصير تربية دولية وتربية إسلامية وتربية مواشي لكن تربية دجاج ليست كما تربية الطيور. توقف جحا عن الكلام و قال الدجاجة لا تطير بنيما الكناري يطير. فما الفرق بين تربية إنسان دولي وتربية إنسان محلي؟
تربية دوليه وبدعت أمم أنهم ليسوا أمه واحدة لكنهم أمم أمثالكم كانوا في الغابرين
كشفت العديد من الدراسات أن تربية الانسان ليكون إنساناً ليست من نسج الخيال لكنها واقع. قد يختلف البعض في مفهوم التربيه لكن معنى التربيه لا يعني مفهومها. لبيان معنى التربيه يمكننا تذكر قول حكيم: لا تربوا أولادكم لأجيالكم فهم خلقوا لزمان غير زمانكم. فقد إقتصرت تربية الفرد في زمن الثورة الصناعية على إعداد إنسان يعمل لينتج ويستهلك غيره لإستمرا التجارة - حياة إستهلاكية دمرت الطبيعة وأخلاق بعض الناس ليست سويه وأقرب الى فوضويه غير سويه. تحب لنفسها ما لا تحبه لغيرها فأين الانسان السوي اليوم؟