قبل نحو أكثر من عقد من الآن، لم تكن علاقة الشارع الرياضي البحريني وأعني بذلك الجمهور الكريم بمنتخبات كرة القدم وخصوصاً المنتخب الوطني الأول تلك العلاقة الوطيدة، ومن دون مقدمات قدم لنا المدرب الألماني ولفكانغ سيدكا منتخبا يلعب كرة قدم متميزة لم يعتد عليها الجمهور، وتحولت الأنظار العامة والرسمية بشكل مكثف خلف ذلك المنتخب الذي بلغ أوج عطائه في بطولة آسيا بالصين العام 2004 ذلك العام الذي عرف فيه (أي المنتخب الوطني) على أنه أكثر المنتخبات تطورا في العالم.
في ذلك العام، خسر المنتخب الوطني أمام اليابان في الدور نصف النهائي بعد أن كان قريبا جدا من الوصول للمباراة النهائية ولعلها الخسارة الوحيدة التي لايزال الشارع الرياضي في البحرين يتذكرها وهو مبتسم لأن المنتخب الوطني قدم كل شيء في كرة القدم من أداء وروح قتالية وخلق لفرص التسجيل إلا أنه (التوفيق وحده) من وقف أمامه، عدا ذلك فإن الكل لايزال يتذكر بأسف وحرقة ما حدث في مباراتي المحلقين أمام ترينداد وتوباغو ونيوزيلندا تباعا ليس لأن الرياضة فوز وخسارة والناس هنا ترفض الخسارة لعدم وعيها أو فهمها بل لأن الفرصة انتفت لأن المنتخب الوطني خذل (إن صح التعبير) الجميع في الإيابين.
في رأيي وقناعتي الشخصية وهذا ما عبرت عنه سابقا بأن أحد الأسباب الرئيسية وراء الإخفاقات المتتابعة للمنتخب الوطني الأول وما حدث في الإيابين على وجه التحديد هو الدلع والدلال الزائد الذي قدم للمنتخب الوطني في ذلك الوقت، فلم يكن الأمر اهتماما، وكانت الرياضة في البحرين كأنها كرة قدم فقط والآخرين (ولا شيء) في الوقت الذي كانت الغالبية من الأندية تتدرب على أرضية رملية والمباريات الرسمية للفئات السنية تلعب على الرمل وتتوقف في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار.
هناك فرق كبير بين الاهتمام والدلال (الدلع)، الاهتمام يعني أن تخلق كل الأجواء للاعب مقابل المحاسبة وقت الخطأ، والدلال أن تلغي كل الخطوط الحمراء مما لا يسمح لك بالمحاسبة، ولا أريد واقعا الدخول في التفاصيل الآن، إلا أنني طرحت المقدمة أعلاه معبرا عن رأيي فيما هو قادم بالنسبة للمنتخب الوطني الأولمبي (نواة المنتخب الأول) وأقول إن المنتخب الوطني بحاجة لإدارة قوية ومتمرسة جدا لتتعامل معه وبحاجة إلى دعم واهتمام متزن، وإلا فإن المبالغة كما كان سابقا سيؤدي إلى ذات النتيجة.
في النهاية، أتمنى أن يكون الجيل القادم لكرة القدم البحرين في المنتخب الوطني الأول بعقلية مختلفة عن الأجيال السابقة، وعن نفسي فإن المؤشرات التي يفرضها الفوز بذهبية دورة الألعاب الخليجية الأولى ثم ذهبية دورة الألعاب العربية وأخيرا بطولة المنتخبات الخليجية الأولمبية تؤكد أن عقلية المواجهات الحاسمة مختلفة وهذا هو المطلوب حقا.
آخر السطور
النتيجة التي حققها المنتخب الوطني لكرة اليد للناشئين في دورة الألعاب الآسيوية بالصين نتيجة إيجابية ومؤشر على أن المنتخب الوطني مؤهل للمنافسة على الصعود لكأس العالم من خلال التصفيات التي ستقام الصيف المقبل، مؤشر آخر يستشف من نتائج المباريات وهو أن المنافسة ما كانت سهلة ولن تكون سهلة في التصفيات مما يتطلب إحساسا بالمسئولية بشكل أكبر من قبل اللاعبين لتتكامل مع خبرة المدرب الوطني عادل السباع ومساعده محمد المراغي من أجل الوصول للنهائي الآسيوي وليس مجرد التأهل فحسب.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4010 - الخميس 29 أغسطس 2013م الموافق 22 شوال 1434هـ