تمكن منتخبنا الوطني الأول لكرة السلة من تحقيق نتائج مميزة في مشاركته الآسيوية الأخيرة في العاصمة الفلبينية مانيلا عندما نجح للمرة الأولى في تاريخه من بلوغ الدور الثاني في هذه المسابقة في مجموعة جيدة ضمت كازخستان والهند وتايلند.
لم نكن نتوقع أكثر من بلوغ هذا الدور قياسا لطموحنا وإمكاناتنا وما حققناه هو خطوة أولى على طريق طويل يحتاج المزيد من العمل والتخطيط.
البطولة الأخيرة التي توج بلقبها المنتخب الإيراني للمرة الثالثة في تاريخه والثالثة في آخر 4 بطولات أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن عنصر الطول يلعب دورا رئيسيا في التتويج بالألقاب إذا ما علمنا أن المنتخب الإيراني هو الأكثر طولا بين المنتخبات المشاركة بتواجد 6 لاعبين في صفوفه يتجاوز طولهم المترين ويتقدمهم العملاق حامد هدادي الذي كان محترفا في دوري المحترفين الأميركي NBA.
الطول لم يكن وحده العلامة الفارقة وإنما الإمكانات الفردية والتقنية إذ ان هناك الكثير من العمالقة الذين يرتكبون الكثير من الأخطاء ولا يجيدون التحكم بالكرة ويتحولون إلى نقاط سلبية في فرقهم ومنتخباتهم.
الطول إلى جانب المهارة الفردية عنصران رئيسيان لا يمكن فصلهما عن الآخر كما وجدنا في المنتخب الإيراني بطل آسيا والمسيطر على اللعبة في السنوات الثمان الأخيرة.
ما اكتشفناه أيضا في هذه البطولة أن منتخبنا الوطني ونظرا للتكوين الجسمي للاعبينا هو أقرب للتجربة الفلبينية صاحبت الوصافة في البطولة الآسيوية وكذلك تجربة الصين تايبيه، إذ ان المنتخبين اعتمدا على لاعب أو لاعبين مجنسين طوال القامة والبقية من المحليين المميزين والذين يمتازون بالسرعة والمهارة القادرة على المفاجأة وإحداث الفارق والتفوق على العمالقة.
تجربة الفلبين كانت مميزة آسيويا باعتقادي ونحن قادرون على بلوغها لو عملنا بثقة وطموح ورغبة حقيقية في بلوغ الأفضل؛ نظرا لما نمتلكه من مواهب تحتاج الكثير من الصقل والاهتمام.
الصين تايبيه أيضا كانت مفاجأة البطولة وأطاحت بالمنتخب الصيني حامل اللقب في دور الثمانية قبل أن تسقط في الدور نصف النهائي أما المنتخب الإيراني الذي جمع بين الطول والمهارة فكان من الصعوبة التفوق عليه.
مشاركتنا الآسيوية التي حققنا فيها المركز الـ 12 بين 16 منتخبا مشاركا كان بالإمكان أن تكون أفضل بكثير لولا الإصابات المتلاحقة وخصوصا لنجم الفريق العملاق سي جي غليز وكذلك إصابة كمبس وأحمد عزيز وهي بلا شك إصابات مؤثرة أفقدتنا مركزا متقدما أكثر.
التجربة الآسيوية الأخيرة يجب أن نستفيد منها للمستقبل وخصوصا لمشاركتنا في بطولة الخليج العربي العام المقبل والتي نتطلع فيها للقب الأول في تاريخ كرة السلة البحرينية على صعيد المنتخبات.
هذا اللقب بحاجة إلى البناء على ما تحقق من خلال استقرار الجهاز الفني للفريق والإعداد المبكر والحفاظ على المنتخب الحالي وتطويره وتطعيمه بالعناصر الجديدة من خلال سياسة البناء على ما تحقق وليس الهدم والبناء من جديد لأن ذلك سيكلفنا مجددا الكثير من الوقت والجهد وسيضيع علينا سنوات طويلة من العمل.
ما نتطلع إليه أن يكون لدينا منتخب يعكس طموحات كرة السلة البحرينية وجماهيرية اللعب وقوة المنافسة المحلية فيها وهو ما يستدعي من اتحاد السلة نظرة مختلفة وأسلوب عمل ينسجم مع المتغيرات محليا وآسيويا وعالميا.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3993 - الإثنين 12 أغسطس 2013م الموافق 05 شوال 1434هـ