لكل كلمة تأثير في سلوك الإنسان، واختيار الكلمات مهم في الترويج والدعوة إلى ما يراد الوصول إليه، وتأثير الكلمة قد يختلف عن تأثير المعنى، فكلمة «لا للطائفية»، وكلمة «نعم للمواطنة»، تحملان المضمون أو المعنى نفسه ولكن تأثيراتهما متعاكسة على سلوك الإنسان.
وفي قانون الضرب في علم الرياضيات، فإن السالب إذا ضرب في سالب فإن الناتج سيكون موجباً، وإذا ضرب الموجب في السالب سيكون الناتج سالباً.
وفي شعار «لا للطائفية»، فإن «لا» كلمة سالبة، و «الطائفية» كلمة سالبة، فالنتيجة ستكون موجبة، أي «نعم للطائفية».
وشعار «نعم للطائفية»، فإن «نعم» كلمة موجبة، و «الطائفية» كلمة سالبة، فإن النتيجة سالبة، أي «للطائفية».
كما أنه في علم النفس، فإن العقل الباطن وهو المتحكم بالسلوك، يحذف النفي، مثلاً شعار «لا للفساد»، عندما يدخل للعقل الباطن فإنه يحذف «لا» وتدخل كلمة «الفساد»، وكذلك في شعار «لا للطائفية»، فإن العقل الباطن يحذف «لا» وتدخل كلمة «الطائفية». وبالتالي يكون كلمة «لا للطائفية» بمثابة الدعوة إلى الطائفية.
فمفاتيح التحكم بسلوك الإنسان، تنقسم إلى قسمين، الأول يتعلق بالعقل الواعي وهو الذي يقوم على المنطق والتحليل والأسباب ومستواه في التحكم بسلوك الإنسان سطحي، والقسم الثاني يتعلق بالعقل الباطن وهو يقوم على الشعور والإحساس والعواطف والصور، ومستواه في التحكم بسلوك الإنسان عميق جداً، حيث لا يستقر فيه إلا ما يصل إلى مرحلة الإيمان.
فالإنسان عندما يقول «لا للطائفية»، فإنه يكون على مستوى العقل الواعي، وليس على مستوى العقل الباطن الذي يتحكم بسلوك الإنسان بما يعكس إيمانه الحقيقي للمفاهيم. وفي القرآن الكريم مدلول فلسفي بهذا الخصوص، في الآية الكريمة: «قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا» (الحجرات: 14). فحقيقة الإيمان هي التصديق بالقلب ويكون في العقل الباطن، وأن الإقرار باللسان وإظهار شرائعه بالأبدان يكون في العقل الواعي.
الحل، هو تغيير المعادلة، فعندما تتغير الأسباب تتغير النتائج.
فقانون الرياضيات يقول، ان الموجب إذا ضرب في موجب فإن الناتج يكون موجبا، وهذا يستوجب اختيار شعار كلماته موجبة، مثل : «نعم للمواطنة»، فإن «نعم» كلمة موجبة، و «المواطنة» كلمة موجبة، فإن النتيجة ستكون موجبة، أي نعم للمواطنة.
كما أنه في علم النفس، فإن كلمة «نعم للمواطنة»، تدخل العقل الباطن كما هي حتى وان تم حذف كلمة «نعم» وأدخلت كلمة «المواطنة». وهذه النتيجة عكس نتيجة شعار «لا للطائفية». كما وضحنا في الأعلى.
وهناك معالة أخرى، وهي أن السالب إذا ضرب في السالب تكون النتيجة موجبة، مثل شعار «لا مواطنة إلا بالمساواة». هذا الشعار عندما يدخل العقل الباطن فإنه سيحذف عبارات النفي وسيكون «المواطنة بالمساواة».
لكن أفضل النتائج في حالة محاربة الطائفية، هي التي تستخدم الكلمات الموجبة، أي ضرب الموجب في الموجب للحصول على نتيجة موجبة، مثل شعار «نعم للمواطنة».
وبحسب علم النفس المعرفي، فإن الكلمة التي تترد كثيراً، ستكون محور السلوك، فإذا كثر تداول كلمة «الطائفية» في وسائل الاعلام والمجالس، فإن سلوك الناس سيتحول إلى طائفي من دون أن يشعروا، فإذا كثر رواج كلمة «المواطنة» في وسائل الاعلام والمجالس فإن سلوك الناس سيتحول على المواطنة من دون أن يشعروا.
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 3992 - الأحد 11 أغسطس 2013م الموافق 04 شوال 1434هـ
احسنت
لكن نية الكاتب الطيبة لاتعني انه قدم حل معضلة متجذرة بمنطق رياضي او علم النفس.
إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
كلام سليم ما نرى في وسائل الاعلام المختلفة هو كله كره وحقد وبغضاء وطائفية وعنصرية وروائح نتنه معفنة.
متى يتغير الخطاب إلى خطاب ايجابي فيه من المحبة والأخوة والالفة.
خطاب فعلا غير واعي ، غير مسؤول ... يسير الى المجهول.
وهو ليس فقط خطاب وأنما هو سلوك تعيشه البلد كل يوم.
انا وجدنا آباءنا على ملّة وانا على آثارهم مهتدون=مقتدون
نعم هذا منطق البعض فكأن التطور والانفتاح العالم والتقدم الحاصل في العالم هو ليس من اختصاص شعب البحرين الذي يراد له ان يبقى قابعا على تخلفه
طالما ان ذلك يصب في مصلحة البعض الذين لا يرون مصلحة الا في بقاء كل
الامور بأيد ناس معينة وكأن الله انزلهم انبياء فلا احد يفقه ويعرف ويعلم ويفهم
الا هؤلاء والباقي يجب ان يعيشوا تبعا ومطية
اعجب كيف يعشقون الظلم
لاادري كيف يعشقون الظلم ولايطبقون العدل على الجميع واقول هم لايؤمنون بالاخرة فدنياهم هي جنتهم
كلام صحيح
كلام صحيح، كلما استمر الشئ قام بنفسه
من البر
منطق ممتاز
علم الجبر
و هل يفهم المقال من لم يدرس الجبر؟؟؟؟؟؟؟