الجمعيات الأهلية في ازدياد مستمر وهو ما يفرح «من لا برج لهم»، لأن بامكانهم ان تكون لهم جمعيات بدلا من البروج. والازدياد في الجمعيات يضم الجمعيات غير المسجلة التي يزيد عددها عن المسجلة، ولذلك لا يعلم احد العدد الحقيقي للجمعيات، هل هو ألف أو ألفان؟ ليس ذلك المهم، ولكن الاشكالية في التشابه... مرزوق تحدث مع احد اصدقائه:
مرزوق: هل هناك امكانية لتقليل عدد الجمعيات وبالتالي زيادة فاعليتها؟
صديق مرزوق: هناك امكانية ولكن هذا سيؤثر على جمعية من لا برج لهم...
مرزوق: ماذا تقصد؟
صديق مرزوق: من لا برج لهم يمكنهم الادعاء بأنهم الأكثرية حاليا ولكن لو توحدت الجمعيات، فإن بالامكان جمع عدد كبير تحت مظلة «الانتقاد والانتقاد المضاد».
مرزوق: تقصد النقد الأدبي؟
صديق مرزوق: لا، لا أقصد أي شيء له علاقة بالأدب أو الاداب، أقصد الانتقاد من اجل الانتقاد والانتقاد المضاد من اجل الانتقاد المضاد.
مرزوق: هل من توضيح من دون لف ودوران؟
صديق مرزوق: اكثر الجمعيات الرسمية وغير الرسمية لديها شغلة واحدة تجمعها وهي انتقاد كل شيء وأي شيء حتى لو لم يوجد شيء.
مرزوق: يعني مثل «تأبط شرا»؟
صديق مرزوق: مثل اكثر من ذلك وربما اكثر من الحطيئة.
مرزوق: لماذا الحطيئة؟
صديق مرزوق: «الحطيئة» كانت شغلته الهجو، وذات مرة لم يحصل على احد يهجوه فنظر الى وجهه في الماء وشتم نفسه، قائلا: «قُبِّحْتَ من وجهٍ وقُبِّحَ حاملُه»، بل انه تطاول على أمه وأمهات الاخرين، وكانت فيه «حَرَّة»، ولا تبرد حرّته الا اذا حصل على احد يسبه ويهجوه.
مرزوق: ولكن نحن ندعو الى حرية الرأي وكل واحد يستطيع ان يهجو او يقول ما يشاء، و «اللي في القدر يطلعه الملاّس».
صديق مرزوق: واذا مافيه شي في القدر؟
مرزوق: اذا مافيه شيء سيستمر الحك حتى ينكسر الملاّس، ويخسره صاحبه من دون فائدة تعود عليه في النهاية.
صديق مرزوق: اذا كان هذا رأيك فلا بأس بالدعوة إلى تقليل الجمعيات من خلال دمجها في جمعية واحدة تحت اسم «جمعية الانتقاد والانتقاد المضاد»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 399 - الخميس 09 أكتوبر 2003م الموافق 12 شعبان 1424هـ