العدد 3986 - الإثنين 05 أغسطس 2013م الموافق 27 رمضان 1434هـ

سوق المدربين

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يبدو أن الاتحاد البحريني لكرة القدم دخل في سوق المدربين عن غير رؤية واضحة لما يريد، فتراه يلهث يمينا ويسارا إلى أن تتوقف حجرة النرد على رقم الحظ المطلوب.

في كل يوم اسمٌ يطرح وآخر يسقط وفي كل يوم مدرسة مختلفة من المدربين العرب إلى الأوروبيين إلى الأميركيين اللاتينيين ولم يبق اسم لم يطرح لقيادة الأحمر.

ما يحدث يدلل بشكل واضح أن الأمور تدار بالاجتهادات الشخصية أكثر منها بالاستراتيجيات والخطط المستقبلية.

فقبل اختيار المدرب كان من المفترض على اتحاد الكرة أن يرسم استراتيجيته ويعرف ماذا يريد وما هي أهدافه، وبالتالي اختيار الأنسب لتحقيق هذه الأهداف الموضوعة وليس اختيار الأرخص أو الأشهر أو الأقرب!.

هناك الكثير من المدربين الأكفاء والعالميين ولكن ليس شرطا أن ينجحوا في مهمتهم، لأن المدرب المناسب مع الفريق المناسب له، فكم من مدربين عالميين لا يشق لهم غبار سقطوا بالضربة القاضية في منطقتنا، وكم من مدربين مغمورين نجحوا بامتياز بل سطروا انجازات قل نظيرها.

فليس العبرة في عملية الاختيار بالكفاءة والتاريخ فقط وإنما العبرة بمدى تناسب إمكانات وقدرات هذا المدرب ومواصفاته مع خطط وبرامج الاتحاد الحالية والمستقبلية ومدى تناسبه مع نوعية اللاعبين الموجودين.

الاتحاد يبدو في حيرة من أمره بعد رحيل المدرب الأرجنتيني كالديرون، فالأخير تمكن من إحداث الخطوة الأولى بالإحلال والتجديد وكان من المفترض أن يواصل المشوار ولكن رحيله المفاجئ ترك الجميع في ورطة فراح الاتحاد يقلب الأوراق عله يجد من يتناسب مع ميزانيته أولا ويقنع الجمهور ويقنع نفسه به ثانيا.

الأهم من الإقناع باعتقادي الذي يبحث عنه الاتحاد لكي يحقق نوعا من التوافق النفسي، هو البحث عن الأنسب للمرحلة الحالية ولو كان مغمورا بما يتناسب مع وضعية اللاعبين المتواجدين وآمال المستقبل.

التجارب القريبة والبعيدة منا وتجاربنا السابقة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك في أن المدربين الأقل ضجيجا أكثر إنتاجية والعكس صحيح، فأين تجربة الهولندي ريكارد مع المنتخب السعودي من تجربة مهدي علي مع الإمارات وحميد شاكر مع العراق في المنتخبين الأول والشباب.

وتجاربنا السابقة كان الأنجح فيها سيدكا وستريشكو المغمورين والأقل شهرة بكثير من لوكا وكالديرون وميلان ماتشالا.

قبل أن نبحث عن الأسماء الرنانة علينا البحث في واقعنا ومستقبلنا ماذا نريد وإلى أين سنصل وبعدها نختار الأنسب بدل لعبة الحظ الحالية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3986 - الإثنين 05 أغسطس 2013م الموافق 27 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً