العدد 3982 - الخميس 01 أغسطس 2013م الموافق 23 رمضان 1434هـ

الرياضة في رمضان

ليلى الحداد

منسقة تعزيز الصحة بمركز جدحفص الصحي

المؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن الضعيف، والجسم السليم في العقل السليم، مبدآن قد يظهر للبعض أية علاقة بينهما إلا أن الحقيقة هي أن الإنسان مطالب بالاهتمام بجسمه كماهو مطالب بالاعتناء بعقله وفكره، ففي رمضان الكريم الذي يعد شهر التوبة والغفران، وشهر عبادة وتدبر للقرآن، مطالب المؤمن أيضاً بأداء واجباته العملية، ومطالب بالاهتمام بجسمه، ومن ضروريات الاعتناء بأجسادنا هو مزاولة الرياضة لما لها من منافع جمة كتنشيط الدورة الدموية مثلاً.

الرياضة مهمة في كل وقت من أشهر السنة، ورمضان له ميزة خاصة وروتين الحياة يتغير، وتكون غالبية أنشطة الناس مسائية، بالإضافة إلى أن طبيعة أوقات النوم تتغير ويكون الناس في صيام مما يتسبب في جفاف الجسم وبالتالي ضعف العضلات.

ثمة فوائد عدّة للصوم من شأنها تحسين الأداء الرياضي والتغلب على بعض المشكلات التي قد تؤثر في مستوى الأداء الرياضي؛ إذ وجد الخبراء تحسناً ملحوظاً في نشاط الجسم البدني أثناء الصوم بسبب فعاليته في راحة أعضاء الجسم وخفض معدل مخلفات التمثيل الغذائي فيه (الشوادر الحرة).

ومما لاشك فيه، أن ممارسة الرياضة في رمضان تعمل على إذابة الدهون والتخلص من السعرات الحرارية الزائدة المستمدة من الغذاء إذ إن الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة أثناء ممارسة الرياضة مقارنة بالأوقات العادية ما يجعله يلجأ إلى مخزون الدهون المتراكم في الخلايا الدهنية للحصول على الطاقة اللازمة له أثناء القيام بأي مجهود بدني أو عضلي أثناء الصوم.

من جهة أخرى، يجب على الصائم أن يتوخى الحذر عند ممارسة الرياضة خلال فترة انقطاع الطعام والشراب عنه، وألا يقوم بنشاط بدنيٍّ شاقٍّ قبل موعد الإفطار كي يتجنب نقص معدل السوائل في الجسم أو احتراق كميات كبيرة من الجلوكوز في الدم بالصورة التي لا يمكن تعويضها أثناء الصوم مما يؤثر مباشرة على وظائف الكلى التي تتأثر وظيفتها بنقص الماء والسوائل في الجسم. لذلك ينصح بممارسة رياضة خفيفة أثناء توقف الجسم عن تناول الطعام أو الشراب بدءاً بتمارين الإحماء للجسم والرقبة والتي تعمل على زيادة دفع الدم للمخ مما يؤهل الجسم لممارسة باقي التمارين بشكل أفضل.

إن ممارسة التمارين السويدية والأيروبيك كرياضة خفيفة أثناء الصوم تزيد من مرونة الجسم ولا تنقص من معدل السوائل فيه وترفع من معدلات استقلابه، بشرط أن تكون غالبيتها من التمارين الأرضية لتقوية عضلات الفخذ والبطن، وفي الوقت ذاته لا تؤدي إلى التعرق الزائد مقارنة بالأنواع الأخرى من التمارين كالمشي أو الجري.

يفضل أن ينهي الصائم تمرينه قبل الإفطار بتمارين الاسترخاء والتي تكون في شكل حركات بسيطة للرقبة وأطراف اليد مما يساعد عضلات الجسم على أن تعود إلى طبيعتها بشكل أسرع وتقليل الإجهاد الواقع عليها.

ولا ننسى ان بعض النشاطات التي نقوم بها يوميّاً تعتبر جزءاً مهمّاً من النشاط البدني كحركات السجود والركوع في الصلاة أو الذهاب مشياّ إلى المسجد أو حتى الأعمال المنزلية التي تقوم بها ربة المنزل التي لا تجد الوقت الكافي لممارسة الرياضة.

وعن أنسب وقت لممارسة الرياضة في رمضان فإنه يختلف من شخص إلى آخر بحسب قدرته البدنية وحالته الصحية وعمره. وبوجه عام يكون الوقت المثالي في القيام بالأنشطة البدنية أثناء الصوم قبل موعد الإفطار بنصف ساعة فقط، وذلك حتى يتمكن الصائم من تعويض نقص السوائل والماء في جسمه بفعل الصوم.

يراعى أن يكون تناول الماء أو العصير أثناء وقت الإفطار تدريجيّاً حتى لا تصاب المعدة بالتمدد السريع بعد انكماشها طول فترة الصوم، كما يجب ألا يكون الماء بارداً حتى لا تصاب المعدة بالتقلصات والمغص. أما عن التمارين المسائية فيفضل أن تكون بعد وجبة الإفطار بساعتين إلى ثلاث ساعات كحد أدنى، كي يكون الجسم فرغ من عمليات الهضم به وحصل على ما يحتاج إليه من طاقة تجعله مستعدّاً لأداء التمارين الرياضية بشكل أفضل.

ويرى الخبراء أن ممارسة الرياضة أثناء الصوم تعمل على زيادة كفاءة الجسم في التخلص من السموم الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي به إلى جانب تنشيط الدورة الدموية وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء. بينما تعمل رياضة بعد الإفطار على سرعة أيض السعرات الحرارية المكتسبة من الطعام.

يفضل أن تكون الرياضة بعد الإفطار من الأنواع التي تعتمد على شدة الحرق، مثل: رياضة الركض أو المشي السريع (الهرولة)، ويجب أن تكون بعد تناول الطعام من ساعتين إلى ثلاث ساعات وذلك لضمان هضم الطعام وانتقال عناصره إلى باقي أجزاء الجسم إذ إنه من الخطأ الشديد ممارسة الجري بعد الأكل مباشرة لما يسببه ذلك من الشعور بالدوار والغثيان بسب تدفق دماء الجسم إلى المعدة لإتمام عملية الهضم.

ولا نغفل أن كبار السن ومرضى السكر أكثر قابلية للإصابة بالجفاف، فننصحهم بالابتعاد عن كل جهد عضلي، وننصح الصائمين أصحاب الأمراض المزمنة كالربو والسكر بممارسة الرياضة في الفترة المسائية فقط، وذلك حتى يتمكنوا من اتخاذ إجراءات مناسبة في حالة هبوط السكر أو في أزمة الربو، ذلك لأنهم سيترددون في اتخاذ أي احتياطات في وقت الصيام، ما يعرض حياتهم للخطر.

العدد 3982 - الخميس 01 أغسطس 2013م الموافق 23 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:05 ص

      معلوماتك وارشاداتك جدا مفيده

      بارك الله فيك اختي وجزاك الله خيرا مقال اكثر من رائع ومفيد وانا اعمل رياضه وبشكل جنوني ولكن بعد هذا المقال فهمت انه يجب علي أن أتعقل
      تحياتي

اقرأ ايضاً