هناك جيل من الرياضيين حفروا أسماءهم في ذاكرة تاريخ الرياضة البحرينية بعطائهم السخي او بمواهبهم الفذة او بأفكارهم النيرة التي ساهمت في نشر الألعاب الرياضية، وهو التاريخ الذي لم يوثق حتى يومنا هذا من قبل أي جهة، رسمية كانت او أهلية. فجميعهم لم يعملوا على حفظ تاريخ الرياضة وفق الأصول المتبعة في توثيق الكتب التاريخية التي تعتمد على المعلومة الصحيحة والوثائق الصادقة والشخصيات الناطقة والصورة التي تبرهن الحقيقة. فالحفاظ على التراث الرياضي واجب تقتضيه المصلحة الوطنية، وذلك حتى لا يتكرر ما حدث مع دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي كانت فكرتها ونشأتها وتنفيذها عملا بحرينيا 100 في المئة، ولكننا وجدنا بعد ذلك من ينسب هذا التاريخ لدول أخرى.
هناك العديد من الرجالات المخلصين الذين يستحقون أن نسجل أسماءهم ونذكر بصماتهم في سجل تاريخ الرياضة البحرينية بعد أن ساهموا في وضع اللبنات الأولى للعبة كرة القدم اللعبة الشعبية أو بقية الألعاب الرياضية، كما وان هناك شخصيات مغمورة لم يكن لها دور واضح ولكنها عملت بصمت وتفانت في عطائها دون أن يكون لاسمها وقع على الساحة الرياضية، فجزاها الله ألف خير.
وجاسم المعاودة يعد نموذجا من الطراز الأول للأشخاص الذين اخلصوا وتفانوا في عطائهم من اجل خلق جيل كروي مبدع يلم بفنون اللعبة وآخر ما توصلت إليه في دول أوروبا، ويزيد تاريخه فخرا انه أول مدرب قاد المنتخب الكروي للمشاركة في أول مشاركة خارجية كانت بطولة كأس العرب التي أقيمت في بغداد العام 1966. كما قام بتدريب اقوى فريقين عرفهما تاريخ اللعبة حينما قاد المحرق والنسور «الأهلي» في آن واحد.
يبقى اسم طيب الذكر جاسم المعاودة ماركة مسجلة في تاريخ كرة القدم البحرينية على رغم تقادم السنين واندثار ذكريات تلك الأيام التي شهدت تأسيس فرق كروية على يديه، وظهور كوادر فنية من مدربين وحكام ولاعبين موهوبين قلّما يجود الزمن بمثلهم.
تحية تقدير وإعزاز في هذا الشهر الكريم إلى رجل اخلص وتفانى في عطائه على حساب رزقه الشخصي ومستقبله المهني، ويستحق منا كل الشكر والعرفان والدعاء بأن يمد الله في عمره. واكرر مطالبتي بالحفاظ على تاريخنا الكروي الطويل.
العدد 3977 - السبت 27 يوليو 2013م الموافق 18 رمضان 1434هـ