العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ

كلام وكلام!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كلام وكلام! كلام يدور بيننا وكلام يدور من ورائنا، ولا نعرف ما إذا الكلام الذي دار بيننا هو الحقيقي وما يدور وراءنا هو الكذب، فهذه الأيام لا نستطيع تصديق البعض، لأنّ الاحتيال الكلامي أصبح من صفاتهم ومن شأنهم!

ومناسبة الحديث هو ما نجده على بعض ساحات الصحف المحلّية وما ينتشر في الوسائل الاجتماعية «كالتويتر والفيس بوك والواتس آب وغيرها»، حيث أنّ بعض الناس يلفّق الكلام ويحتال على الآخرين ويصدّق كذبته، لا لشيء إلاّ من أجل مصلحته الخاصة، وهو بإذن الله في الدرك الأسفل من النار، لأنّ آية المنافق من بينها إذا تحدّث كذب!

نحن في شهر رمضان، هذا الشهر العظيم الذي يدعو الناس إلى التفكّر في أنفسهم، والتفكّر في كلامهم وفي أخلاقهم، ولكن من ذهبت عنه الأخلاق لا يستطيع الاستمتاع بشهر رمضان، لأن الخداع هو مبدؤه والافتراء هو ديدنه.

إن كلامنا غامض اليوم نوعاً ما، ولكن انتظرونا في أيام أخر، إذ لابد أن نتكلم عن هؤلاء المتحايلين بشكل أوضح، ويكفينا بأنّ واحدةً من المتحايلات لا تستطيع أن تهدأ من دون أن تتفوّه بالأكاذيب، فتقول لأحدهم كلاماً وتلتفت إلى آخر وتسرد له كلاماً آخر، لتصالح بينهما في العلن، ولتخرّب بينهما في الباطن.

كفانا خداعاً، وكفانا بغضاً، وكفانا حقداً على بعضنا البعض، فنحن جميعاً في نفس المركب، وإن كان هناك من يرى بأنّه أعلى من الآخرين ويستطيع التحايل بالكلام، فاعلموا بأن الرب عزّ وجل يشاهد، وسيرد الدين الى أصحابه، قريباً أم بعيداً.

لا نريد لأحد أن يعبث معنا، ولا نريد كلاماً مصفوفاً جميلاً أمامنا، بل نريد كلاماً حقيقياً وواقعياً، كلاماً يوزن حجم المشكلة ويحاول معالجتها.

في يومٍ من الأيام، قد أعود إلى ذكر هذه المقالة وأوضح ما أكتبه اليوم، ولكني أعلم بأنّ من يهمّه الأمر وصلت إليه الرسالة، وبالتالي أتمنى كما يتمنّى غيري الخير لبلادي والأمن والاستقرار لها كذلك، ولا نرضى إلاّ بالعزّة ورفعة الشأن والعدالة، فإن تحقّقت العدالة تحقّق بعدها كل شيء.

إننا ندعو في هذا الشهر الكريم... اللهم احفظ وطننا البحرين، اللهم من أراد بالبحرين وأهلها سوءًا فردّ كيده في نحره، اللهم إننا غافلون ولا ندري ما تصنع لنا الأيام فاحفظ أمننا واستقرارنا، وأرِح قلوبنا بحوار جدّي يخرس القلوب المريضة، انّك على كل شيء قدير. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 9:56 ص

      -

      اخت مريم عجزت تذكر فيهم قالت عل وعسى اليوم يشوفون ماكو تذكير فهم من انفسهم يتذكزرن ويجاوبرن

    • زائر 13 | 8:12 ص

      لا

      خوفك علي وطنك من حبك لشعبك ووطنك لاكن لا تخافي ولاتحزني فأن الله معنا

    • زائر 14 زائر 13 | 8:28 ص

      وطني ينادي

      وطني ينادي للوحده اياكم وتفرقكم ياشعبي فكلنا بقارب واحد اخوه متحدين مهما اختلفت كلماتنا فنحن دم واحد ضد الظلم والنفاق والفتن

    • زائر 12 | 8:11 ص

      دايركت

      ما احببته في كتاباتك هو النقد ووالكلام المباشر فارحو ان يكون مقال الغد شارح مفصل لمقال اليوم

    • زائر 11 | 6:54 ص

      كم انت جميلة بهذه المقالات الرائعة

      شكرا لك يا استاذه مريم على هذا الموضوع ، نعم هناك المنافقين والمتربصين بنا فاللهم جنبنا سوءهم ونفاقهم ، يا اسمع السامعين

    • زائر 8 | 3:52 ص

      الحمدلله

      الحمدلله البحرين بالخير بفضل أهله الشرفاء تركو عنكم الكلام الفاضي و جوفو اصار في العراق ومصر وليبيا والله فوضى قتل النفجارات كل من الديمقراطية

    • زائر 10 زائر 8 | 4:12 ص

      مسكين

      زعلتني وايد بكلامك . انصحك ياابني تروح المكتبه وتبدأ تقرأ وتتعلم .

    • زائر 7 | 3:43 ص

      الله مع الصابرين

      هل عجزتي من تذكير الحكومة نعم انا كذلك لانها اس الفساد و الإفساد فلا ينفع التذكير

    • زائر 6 | 1:47 ص

      حلم

      حلم. هذا عشم ابليس في الجنه. واذا حجت البقر على قرونها. حوار جدي قال حوار جدي.
      الحكومه تماطل وتماطل.

    • زائر 5 | 1:22 ص

      شكرًا بنت الشروقي

      والله لو لا تحبين البحرين وأهلها ما كتبتي داخل قلبك المحروق علي كل مواطن يدعو الي الخير والسداد وتوقفين باب الفتنة عن المتخلفين والمتمصلحين وإنشاء الله يردهم في كيدهم وترجع البحرين عالية ومتعايشة مع جميع مكوناته وشكرا لكم علي فعل الخير .
      جمعه مباركة

    • زائر 3 | 12:08 ص

      سنابسيون

      !!!!!اي والله كلامك اليوم مبهم وغير مهفوم وللكن يجب ان اعترف لك انيي في اشد الفضول لمعرفة ماهو الكلام وماذا يدور من وراءنا ومن هي المتحايلات وعلى ماذا تتحايل بس تدرين يابنتي ساعات عندما لاندري نضع رأسنا على الوسادة وبالنا مرتاح واما ان درينا جافانا النوم سادنا الخوف منما سيحدث الله يستر يابنتي الله يستر

    • زائر 2 | 11:51 م

      غريب الدار رجع

      شنو الحل؟ قدموا حلول و اقتراحات على الحكومة. ما يصير سنوات تروح و سنوات جاية و ماكو حلول؟ نطلع برى الديرة؟ نهاجر؟ قدموا شئ و احنا وراكم و بنتحرك معاكم. بس كلام و بدون افعال و عطاء, ما بنرجع مثل قبل.
      يا حكومة, لمصلحة من اللي يصير؟ و لا ما يهمكم سوا نفسكم و الناس مالهم قيمة؟

    • زائر 1 | 9:37 م

      وسيرد الدين الى أصحابه، قريباً أم بعيداً.

      نحن في شهر رمضان، هذا الشهر العظيم الذي يدعو الناس إلى التفكّر في أنفسهم، والتفكّر في كلامهم وفي أخلاقهم، ولكن من ذهبت عنه الأخلاق لا يستطيع الاستمتاع بشهر رمضان، لأن الخداع هو مبدؤه والافتراء هو ديدنه.
      إن كلامنا غامض اليوم نوعاً ما، ولكن انتظرونا في أيام أخر، إذ لابد أن نتكلم عن هؤلاء المتحايلين بشكل أوضح، ويكفينا بأنّ واحدةً من المتحايلات لا تستطيع أن تهدأ من دون أن تتفوّه بالأكاذيب، فتقول لأحدهم كلاماً وتلتفت إلى آخر وتسرد له كلاماً آخر، لتصالح بينهما في العلن، ولتخرّب بينهما في الباطن.

    • زائر 9 زائر 1 | 4:01 ص

      نعم، هذه سيرة الدنيا.. لا بد أن يأتي يوم ويرد الدين إلى أصحابه.. تذكر قول الشاعر في إحدى قصص رد الدين..

      زعمت أن الدين لا يقتضى ... استوف الدين أبا مجرم
      اشرب بكاس كنت تسقي بها ... أمر في الحلق من العلقم

اقرأ ايضاً