أخيرا تحقق حلم الأندية البحرينية بزيادة موازناتها بعد القرار الأخير، تلك الزيادة التي ستنقل رياضتنا وأنديتنا من إطار الهواية إلى عالم الاحتراف، ومن عالم التخلف والتراجع الذي تعيشه إلى حالة التطور والتقدم لمواكبة الدول والأندية الخليجية والشقيقة.

الزيادة الأخيرة جاءت بعد مناشدات وضغط مارسته الأندية بمختلف الأساليب منها إعلاميا، لأنها «الزيادة» ستنقذ أنديتنا من ديونها وسترفع من على كاهلها الكثير من الجوانب والأعباء المالية تجاه منتسبيها ورياضييها وغيرها من الجهات التي تطالبها بالوفاء بالتزاماتها، والأهم أن هذه الزيادة ستجعل أنديتنا وأعضاء إداراتها يوفرون كل المتطلبات الخاصة بالفرق الرياضية من خلال التعاقدات مع أفضل الأجهزة الفنية وأفضل اللاعبين المحترفين، بالإضافة إلى إبرام العقود الاحترافية مع اللاعبين المواطنين وأبناء النادي.

والنقطة الأهم أيضا في موضوع قرار زيادة ميزانية الأندية أنه جاء بمثابة طوق نجاة وفرج للمدربين المواطنين الذين وصل بهم الحال لتأخر مستحقاتهم ورواتبهم إلى شهور بل ربما بعضهم وصل «عداده» إلى سنوات ومواسم، فابشروا يا مدربون بالغنائم التي ستحصلون عليها من هذه الزيادة، ورواتبكم لن تتأخر بعد اليوم وستتسلمونها أولا بأول وقبل نهاية كل شهر.

ما تحدثت به في تلك المقدمة ما هي إلا أضغاث أحلام «وردية» لن ترى النور ولن نبصرها، والزيادة التي حصلت عليها أنديتنا هي إيجابية بغض النظر عن حجمها ونسبتها وهي خطوة محمودة تشكر عليها الجهات المعنية، إلا أن المصيبة لا ولن تتوقف عند هذه الزيادة، إذ إن هناك من الأندية ومجالس إداراتها من يفتقد للرؤية والحكمة والتخطيط في صرف الميزانية الموجودة لديه.

الكثير من أنديتنا وإداراتها يفتقدون للتخطيط الاستراتيجي في كيفية تسيير أنشطتها وفعالياتها وفرقها الرياضية من خلال وضع تبويب مناسب للميزانية الموجودة وبحسب الموارد المالية، فنرى بعض الأندية تصرف ضعف ما تحصل عليه وهو الأمر الذي يترتب عليه تراكم الديون وزيادتها في كل عام ما يسبب عجزا لا يمكن تجاوزه.

الأكيد في الأمر أن ما حصلت عليه أنديتنا لغاية الآن لا يواكب الطموحات، ومن غير المستبعد أن نرى في الفترة المقبلة أن يخرج علينا رئيس إدارة النادي الفلاني أو عضو إدارة آخر في الوسائل الإعلامية ويؤكد ضعف الميزانيات المصروفة لهم، وأن الزيادة تبخرت وهي بالكاد تسد رمق رواتب العاملين لديها من سواق وموظفين.