أن تستضيف حدثا كرويا كبيرا على مستوى القارة الآسيوية ممثلا في نهائيات كأس آسيا العام 2019 فهو حلم يتمنى الجميع تحقيقه وتجسيده على أرض الواقع؛ نظرا لما تحمله الاستضافة من إيجابيات ومكتسبات كبيرة «ربما» تتحقق للكرة البحرينية!، إلا أن حديث رئيس اتحاد الكرة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة في واحد من تصريحاته الإعلامية أصاب الكثيرين بـ»الصدمة الكهربائية».

«الريس» أكد في تصريح إعلامي محلي أن الملف الذي حمله اتحاد الكرة وقدمه للاتحاد القاري حدد 5 ملاعب لاستضافة مباريات آسيا 2019، و»الصدمة الكهربائية» التي فجرها علي بن خليفة تمثلت في وضع ملعبي النادي الأهلي والمحرق ضمن الملاعب الخمسة والرئيسية، بالإضافة إلى الملعبين «التاريخيين» الوطني ومدينة خليفة، في حين حملت المفاجأة السارة للجماهير البحرينية وضع اسم الملعب الجديد كخامس الملاعب والاستادات الكروية لاستضافة الحدث القاري، وفي الحديث ذاته كشف علي بن خليفة أيضا عن وجود فكرة يتمنى أن تتحقق تتمثل في إنشاء ملعب رئيسي في كل محافظة من محافظات البحرين الخمس يتسع كل منها لما بين 20 إلى 25 ألف متفرج.

حديث «الريس» عن ملف استضافة آسيا 2019 بقدر ما كشف عن بعض الغموض الذي يحيط بجوانبه، إلا أنه رسم علامات استفهام كبيرة وكثيرة وخصوصا فيما يتعلق بجزئية المنشآت والملاعب الرياضية، فملعبا الأهلي والمحرق اعترضت عليه الكثير من الأندية التي زارت البحرين سواء في مشاركاتها الخليجية أو العربية، في حين طالبت لجنة الكشف عن المنشآت الخاصة بدورات الخليج بضرورة تحسين الكثير من الجوانب المتعلقة بملعب مدينة خليفة الرياضية، فهل المعايير والاشتراطات التي يطلبها الاتحاد القاري أقل مما تتطلبه مثل هذه البطولات الإقليمية! والملاعب الثلاثة تحتاج لعمل كبير جدا وتكاليف باهظة ربما لو استثمرت في بناء ملعبين جديدين لكان أفضل للكرة البحرينية.

الكثير من الغموض الذي ارتسم على فكر بعض المتتبعين للكرة البحرينية والعارفين ببواطن أمورها وحيثياتها وتفاصيلها، وجاء حديث «الريس» ليؤكد وجود الكثير من التحديات التي تنتظر اتحاد الكرة وخصوصا أن نوعية الأسئلة التي طرحت من جانب الاتحاد القاري كان الكثير منها يمس جوانب القصور في كرتنا المحلية ومنها ما يتعلق بالدعم الحكومي، وكذلك جزئية الجماهير وأسعار التذاكر وإحصاءات تلفزيونية عن عرض المباريات وإحصاءات أخرى تتعلق بالحضور الجماهيري، وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي يتضمنها الملف.

نقطة جوهرية أخرى تضمنها حديث «الريس» وهي خاصة بتحليله أو توقعاته بنسب فوز ملف البحرين لاستضافة آسيا 2019 وكذلك نسب فوز بقية الدول والملفات الأخرى التي تقدمت بطلب الاستضافة على طريقة «انت أخذت فما لك نصيب»، ولو كان الأمر كذلك فكان الأولى من الاتحاد الآسيوي أن يحدد من البداية أسماء الدول التي يحق لها الترشح لاستضافة البطولة.

عموما، لا أريد الإطالة في الحديث ولا أريد رسم حالة من أجواء التشاؤم على الجماهير البحرينية المتعطشة للتغيير في كل شيء، ومثلما قال «الريس» يبقى الحل بيد الحكومة التي بيدها أن تنقل كرة القدم وأي رياضة أخرى من عالم التراجع الذي تعيشه إلى عالم النور والتقدم والتطور والازدهار في كل الجوانب.