حينما كنت في الأشهر الماضية احرص على طرق باب أهمية تشكيل لجنة للصحافة الرياضية، كنت أهدف من ذلك إلى رعاية الجيل الجديد من الصحافيين بصقل موهبتهم وإتاحة الفرصة لهم بصورة اكبر في تغطية الفعاليات والبطولات الرياضية، وحماية هذه المهنة من التراجع والخروج عن الخط الذي يخدم المصلحة العامة ويساهم في الارتقاء بالرياضة البحرينية للمستوى الذي يتمناه الجميع. بعد أن وجدت بأن هناك انفلاتا حقيقيا في الشارع من بعض الأقلام ودخول عناصر جديدة لا تعمل من اجل تحقيق طموحات المجتمع الرياضي، ولكن هدفها تحقيق مصالحها الشخصية والاستفادة قدر المستطاع من هذه المهنة الخطيرة التي يطلق عليها السلطة الخامسة، بعيدا كل البعد عن أخلاقيات المهنة التي تربى عليها الجيل المؤسس الذي تغلب في ذلك الزمان على أحلك الظروف من إمكانات فنية ومادية ضعيفة جدا، ولكن حب المهنة والإخلاص لها جعلنا اليوم نشاهد جيلا من العاملين يشاركون في إصدار خمسة ملاحق رياضية متخصصة في صحفنا المحلية.

لذلك أطالب من لجنة الصحافة الرياضية الوليدة حديثا وهي تشرع في وضع خط مسار عملها أن تبدأ بصياغة ميثاق شرف يشتمل على بنود تحمي المهنة وتصون كرامة الصحافي الرياضي وتحميه من مضارها وأخطائها، وتبين له الصالح من الطالح وتضع نصب عينيه الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها حتى لا يقع في محظور المغريات والاستفادة من هذه المهنة لتحقيق أغراض غير نظيفة مثل تضليل الرأي العام بأخبار مفبركة أو طرح تحقيقات لا أساس لها من الصحة.

وأقول لأعضاء اللجنة إن ما دفعني للمطالبة بذلك هو بعض الشواهد غير الصحية التي اكتشفتها مؤخرا، وكان من بينها تحقيق نشر على صدر صفحات أحد الملاحق بحثت عن صدقيته واتصلت بأصحاب الشأن بهدف أن أتحقق منه، فوجدته من نسج الخيال لا يمت للواقع بشيء وإن من كتبه يريد تهديد الجهة الإدارية لهدف تحقيق مآرب أخرى.

أخواني أعضاء اللجنة... أعلم جيدا أن ما أطالب به أمر صعب وتحقيقه ليس بالأمر الهين ويتطلب منكم جميعا إرادة صلبه وعملا دؤوبا، ولكن وجوده أصبح اليوم أكثر من ذي قبل مهم جدا لأنه سيؤسس لكم منطلقا لعمل رحب شريف قائم على أخلاقيات المهنة والمبادئ الذي تربيتم عليها ويجب أن يطلع بها ويحترمها كل من يرغب الانخراط فيها.

وكم كنت أتمنى من هيئة تحرير كل صحيفة أن يكون لديها ميثاق شرف تجبر كل محرر على توقيعه قبل الانخراط في المهنة، هذا الميثاق بمثابة النظام الأساسي الذي ينظم العمل ويوضح مبادئ المهنة ولكن - للأسف - أصبحنا نعيش فترة اختلط فيها الحابل بالنابل وأصبح بعض من حملة الأقلام همه مصلحته الشخصية والاستفادة قدر ما يمكن من وجوده في السلطة الخامسة لزيادة نفوذه الشخصي وتحقيق مكاسب مالية، وهو الأمر الذي دعاني للمطالبة من أرباب الصحف واللجان المنبثقة من جمعية الصحافيين بأن يكون لديهم جميعا ميثاق شرف موحد.