يحرم الإسلام عقوق الوالدين، والعقوق سلوك بعيد عن الفطرة الإنسانية، ولكن العقوق قد يكون سلوكاً ناتجاً عن خلل ما في الابن أو البنت، وقد يكون ردة فعل على سلوك خاطئ مستمر من الوالدين - وهذا ليس تبريراً للعقوق ولكن هذه هي طبيعة الإنسان - لذلك فأي أمر يؤدي للعقوق هو حرام بحرمة النتيجة، وكما يقال «مقدمة الحرام حرام».

وإن كان العقوق من الكبائر، فأيضاً ما يؤدي له هو كذلك، ومن الأمور التي تؤدي للعقوق كردة فعل هو التمييز بين الأبناء وعدم العدل بينهم في المعاملة والهدايا وغيرها من الأمور، وهذا الأمر فضلاً عن كونه سبباً للعقوق فهو أيضاً سبب لكراهية الإخوة لبعضهم البعض وقد يصل الأمر إلى العداء فيما بينهم، وهذه الأمور ليس كلاماً إنشائياً بل هو واقع تجربة الإنسان وما توصل إليه علماء التربية والنفس.

والأمر أكثر خطورة مما قد يتصور، فهو قد يقود المميز ضده إلى التمرد بشكل يوصله إلى مراحل نفسية وتربوية خطيرة جداً تنعكس على سلوكه وعلى حياته وعلى المجتمع ككل، لدرجة الوصول إلى الانتقام بعد تولد الإحساس لديه بأنه منبوذ أو ناقص.

وعدم العدل بين الأبناء هو ظلم على المميز ضده من الأبناء أو البنات، وتؤكد الدراسات أن مآسيَ وأحزاناً عاشتها وتعيشها بيوت بسبب التمييز بين الأخ وأخيه والأخت وأختها وكذلك فيما بين الجميع، ما يترك الأثر البالغ على شخصية المميز ضده.

إذا كان هو وضع اللبنة الأساس للمجتمع، إذا كانت هذه هي ردة الفعل ضد أي تمييز أو عدم العدل بين أبناء أسرة واحدة أو أحفاد وهم قد لا يتجاوز عددهم الاثنين فما بالك لو أحست فئة من المجتمع أن التمييز يمارس ضدها بأنواعه المختلفة.

وما بالك لو أحست فئات من المجتمع أن التمييز يمارس ضدها بأنواع مختلفة سواء عائلياً أو من ناحية الجنس أو الطائفة أو حتى الديانة. ولو زدنا ذلك الإحساس بعدم العدل في الكثير من الأمور والذي يأتي في الدرجة الأولى نتيجة التمييز.

هذا التمييز يخلق حالة من التمرد ضد القانون غير العادل، ولنا في عدم دفع الفواتير في البحرين مثالاً صارخاً يعم البحرين بكل مناطقها والسبب حالة التمييز التي كانت نتيجة لإسقاط فواتير الكهرباء من دون قانون أو قرار عادل، وهذا حال أي قانون غير عادل فالإنسان يشعر بتمرد على هذا القانون حتى لو طبقه مرغماً لبعض الوقت. وهذه بعض نتائج هذه الممارسات، وإلا فإن تلك النتائج تحتاج إلى استعراض دراسات وخصوصاً في البحرين.

وقفات

الشجاعة في المفهوم العام هي الإقدام فقط، وهذا هو المتعارف بين الناس، ولكن الشجاعة في تعريفها الحقيقي هي الإقدام في وقت الإقدام والصبر في وقت الصبر والصمت والعض على الجرح في وقت ما، ومواجهة النفس هي أولى وأرفع درجات الشجاعة، كما أن القائد الشجاع ليس من يهاجم خصمه فقط بل هو من يستطيع أن يتخذ القرار المخالف لرأي مريديه إن تطلب الأمر.

وهنا نشير إلى أن التهور لا علاقة له بالشجاعة، ولسنا هنا لشرح التهور، ولكن هناك نوع آخر وهو الوقاحة، وخصوصاً من الطفيليات التي اقتاتت وتقتات على الاسترزاق من أجل الكذب على الناس، وتريد أن ترمي بوقاحتها غيرها، فعندما يتخلص الإنسان من الاسترزاق والوقاحة والكذب وووو حينها فليطالب غيره بالشجاعة.

يقولون في حملة جادة ضد العمالة السائبة، كلام من سنوات نسمعه، أرجو ألا يكون كجلسات الحوار الماضية، «تي تي مثل ما رحتي جيتي».