تقول الأنباء إن المسئولين في موريتانيا أعربوا عن عجزهم عن مواجهة أسراب جراد الصحراء التي غزت العاصمة الموريتانية نواكشوط وتوقعوا أن تسبب خسائر فادحة مثل الخسائر التي سببتها في العام 1990.
وقد شدد المسئولون على أن موريتانيا لا تمتلك سوى وسائل محدودة لمكافحتها، على رغم أن الشعب العربي يتعاطف مع الشعب الموريتاني ويعتز بمحاولاته لإنقاذ بلاده من نظامه الذي بايع «إسرائيل» في الوقت الذي يرتكب شارون أبشع الجرائم في حق الشعب العربي الفلسطيني.
إن الحكومة الموريتانية وهي تقوم بإقامة علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» متناسية الدعم الكبير الذي كانت تحصله من قبل الكثير من البلدان العربية على شكل مشروعات مختلفة أغمضت أعينها عن كل تلك المساعدات فباعت كرامتها بضرب كل اعتراضات الشرفاء من الشعب الموريتاني والشعوب العربية عرض الحائط وداست على كل تلك العلاقات التاريخية مع البلاد العربية والشعوب العربية وأقامت علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» وكأن تلك العلاقات ستمطر لها ذهبا. صحيح أن الأنظمة العربية ربما لا تتأثر كثيرا بما حدث وبعضها سبق موريتانيا لكنها في النهاية تعيش تحت ضغوط شعوبها مثل مصر التي على رغم مرور أكثر من ربع قرن على اتفاقات التطبيع فإن الشعب المصري لم يطبع علاقته وهو يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى. من هنا يتضح أن الشعوب قادرة على منع حكوماتها من تنفيذ ما تريده، ولهذا أيضا يمكن تأكيد أن أي تعاطف مع الحكومة الموريتانية الحالية بمساعدتها تحت أي ظروف ستلقى مواجهة من قبل شعوبها، وإذا كانت هذه القيادات المبايعة لـ «إسرائيل» خرجت على طوع شعوبها إذعانا للسيد الأميركي أو من خلال وجود بعض العناصر التي تعمل من خلال مصالح خاصة لها وتجارة مشتركة بينها وبين بعض المسئولين الإسرائيليين فإنها في النهاية لن تحاول أن تصطدم بشعوبها بالتعاطف مع من تكره شعوبها التعاون معه، مثل شعب المليون شاعر.
إن الشعب العربي عموما يعرف أصالة الشعب الموريتاني ويدرك جيدا أنه سيواصل رفضه ومواجهته للحكومة التي خرجت على إرادته ولن يستريح إلا بعد أن يقطع كل الأيدي التي امتدت لتبايع عدو العرب والمسلمين.
وأود أن أقول للمسئولين الموريتانيين «على نفسها جنت نواكشوط»
العدد 395 - الأحد 05 أكتوبر 2003م الموافق 08 شعبان 1424هـ