ممنوع عليك أن تسأل، ممنوع عليك أن تعترض، ممنوع عليك أن تقول رأيك إذا خالف رأي المسئولين، ممنوع عليك أن تفكر بخلاف ما يفكرون به، وإلا فإنك العميل الخائن الذي يشوه سمعة البلد ويريد دمارها وخرابها.

لكي تكون مخلصاً وفياً عليك أن تكون صامتاً غير معترض أو محتج وأن لا توجه الأسئلة التي تثير القلاقل، ولا حتى أن تفكر. هذه هي مواصفة الإخلاص «البهيمي» الذي يروج له بعض المنتفعين من البقايا لأنهم طفيليات لا تعيش إلا على القمامة والنتنة.

الطفيليات تخاف من النظافة والإخلاص الحقيقي، وتخاف من تقارب الناس ووصولهم إلى حلول إنسانية تقرها الإنسانية لأن ذلك باختصار سيقطع عليهم «النتانة» التي يتغذون عليها من آهات الوطن وآلامه، لذلك هم يهددون ويتوعدون بأن الحل للمشكلات التي يعاني منها البلد يعني بداية الأزمة، والحقيقة أنها بداية أزمة لهم ولها فكل ما جمعوه إنما هو استرزاق من غير حق.

يدعون أنهم لا يملكون أي معلومات، والحال أن الدائرة المنتفعة تغذي بعضها البعض بالمعلومات؛ لذلك من مهمة هؤلاء بث التهديدات والسموم كالعادة، فأما التهديدات فهي خرقاء حمقاء لا تغني ولا تسمن من جوع، كما أن ما تتغذى عليه هذه الطفيليات لابد وأن يتوقف يوماً؛ فلا استمرار لحالة غير إنسانية وغير عقلانية.

وقفات

أكبر نكتة سمعتها هذا الأسبوع، هي أن البعض اعترض على البعثات التي تقدمها بعض المؤسسات لأنها لا تخضع لوزارة التربية والتعليم، وبالتالي فإن هذه التخصصات قد تكون غير مطلوبة، وطبعاً هذه مبررات وراءها أن ذلك استهداف لفئة مجتمعية.

ولكن موضوع أن التخصصات مطلوبة في السوق فهذه أكبر نكتة، تدرون ليش؟ لأن وزارة التربية منذ سنوات ولليوم فاشلة في هذا المجال فشلاً ذريعاً، والأمثلة كثيرة: خريجو التخصصات الاجتماعية في جامعة البحرين، كلية العلوم التطبيقية، والقائمة تطول وتطول وتطول. فأعتقد ابحثوا عن «شلخة» غيرها لأنها «شلخة» فاشلة.

يقولون إن هناك اهتماماً بالزراعة، ولأن هذا الاهتمام زاد قامت الدولة باستئجار أراضٍ خارج البحرين، والحال أن تعطيش ما تبقى من أراضٍ مستمر وعرضها للبيع وتحويلها إلى مجمعات سكنية «ليس للفقراء فيها نصيب» قائم على قدم وساق، وهذا يأتي ضمن التخطيط الإستراتيجي في توفير الغذاء والحفاظ على الزراعة، وطبعاً لا تعترض لأنك ستكون خائناً.

مازال البعض كالببغاء يردد اتهامات فاشلة، فعندما تتحدث عن إرادة شعبية وسلطات شعبية تنفيذية وتشريعية وإصلاحات يقول، إيران، حزب الله، أميركا، الخارج، العمالة، الصفوية. خلاص الأسطوانة انشرخت، فهذه مطالب إنسانية يعلم بها الطفل الصغير والكبير، والعالم كل العالم إنما يعتبرها من أبسط مقومات الحياة الإنسانية.