العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ

توزير الوزير وتوكيل الوكيل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل هي ظاهرة غريبة تستفرد بها البحرين دون غيرها من الدول المتقدّمة؟ وهل تعتبر هذه الظاهرة من الانجازات الكبيرة والتميّز الرهيب حتى ننفرد بها؟ فتوكيل الوكيل وتوزير الوزير أصبحا حقيقةً مرئيةً واضحة وضوح الشمس، فلقد تمّ في السابق تقسيم الوزارة إلى وزارات، إذ كان هناك وزارة واحدة للكهرباء والأشغال، وأصبحت بعد ذلك وزارتين! وكذلك الإعلام والثقافة أضحت وزارتين! وعلى هذا المنوال عديد من الوزارات.

أمّا في العشر سنوات الأخيرة فإنّ توكيل الوكلاء وتوزير الوزراء داخل الوزارة الواحدة أصبح عادةً، إذ نرى في الوزارة الواحدة أكثر من وكيل، وتحته أكثر من وكيل مساعد، فلمّا تشبّعت الوزارة من عدد الوكلاء والوكلاء المساعدين، فإنّ الأمر تعدّى إلى توزير الوزير، فأصبح لدينا وزراء تحت الوزير.

ونحن لا نعلم الهدف من هذا «التمقّط» والتمدد في المسمّيات، فإن كان الهدف منه تقديم أفضل الخدمات للمواطن وسرعة إنجاز معاملاته، فإنّنا لم نرَ شيئاً على أرض الواقع، غير زيادة عدد الكراسي الفاخرة، وحركة بيع البشوت المكدّسة في السوق! أمّا إن كان الهدف تطييب خواطر من خدموا الدولة، فإنّ تفصيل كرسي «وزير» ليس له داعي، لأن هناك قنوات أخرى تستطيع الدولة تطييب خواطر من أرادت!

ولنا في محمد بن راشد آل مكتوم أسوةٌ حسنةٌ وتميّزٌ لا مثيل له في إدارة الإمارة، فلم يعيّن وزراء للوزير، ولا وكلاء للوكيل، وإنّما نزل بنفسه إلى مؤسسات الإمارة، يطّلع فيها على مختلف الخدمات التي تقّدم للمواطن والمستثمر، ووجّه المسئولين إما لتقديم أفضل الخدمات وبالسرعة المطلوبة والتميّز، وإمّا بتقديم الاستقالة لمن هو أحق منهم في إنجاز ما تصبو إليه الإمارة.

هو ذلك ما نطمح إليه، لا زيادة عدد الوزراء ولا الوكلاء ولا المدراء، وإنّما زيادة الجودة والعطاء، ومحاسبة الوزراء الحاليين على ما يقومون به، وإقالتهم في حين وقوع خطأ أو خلل في وزاراتهم، لأنّهم أوّل المسئولين عن أيّ خطأ فادح تتكبّده الدولة أو يتكبّده المواطن. فمنذ أحداث 14 فبراير لم نشهد تغييراً وزارياً لمن ثبت عليه التقصير أو انتهاك الحقوق من وزراء أو وكلاء أو مدراء! فمن بين الوزراء من انتهك الحقوق وفصل من فصل وحقّق مع من حقّق، وعليه في ديوان الرقابة المالية 9 تقارير، وإلى الآن محلّك سر، كيف يُعقل هذا؟

إنّ القضية ليست بكثرة عدد الوزراء ولا الوكلاء ولا الوكلاء المساعدين، بل إنّ مفتاح السر يكمن في الكيف! نعم، في الكيف... لأنّ وزيراً قيادياً حكيماً واحداً، يساوي عشرة وزراء يجلسون بجانبه، ولنا في الشيخة مي آل خليفة أسوةٌ حسنةٌ، فهي وزيرةٌ واحدةٌ، ولكن إنجازاتها على الواقع تساوي الكثير من انجازات الآخرين.

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ ثم ما هي الـ %80 من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات؟

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة) ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

تذكير لوزير الإسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:52 ص

      المصلي

      الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رجل يحمل فكراً متطوراً من الطراز الفريد في محيطنا الخليجي وكذلك الشيخه مي الخليفه هذه المرأه الحديديه والتي تعمل لرفعة هذا الوطن وبكل أخلاص هي لكل البحرينين وهذه شهادة لله لاتفرق بين هذا وذاك مقياسها الوحيد الكفائه ولاغير ذلك فمن يخلص في وظيفته ينال منها الأنصاف بغض النظر عن أنتمائه الطائفي والقبلي والعائلي فلا محسوبيات ولا واسطات موظفي وزارتها من أحسن الموظفين وكما يقول المثل الناس على دين ملوكهم

    • زائر 13 | 7:31 ص

      صادق

      "توزير" ربما تعني تلبيس شخص ما وزار (أو البشت لافرق) وربما تعني تلبيسه الأوزار والآثام بوضعه في فوهة المدفع.

    • زائر 12 | 6:09 ص

      طلب محال

      محاسبة الوزراء واقالتهم عند حدوث خطأ أو تقصير في وزاراتهم. اسمحي لي أختي الكريمة أن أقول لك أنك تطلبين المستحيل, إذ أن ذلك لا يكون في وزاراتنا مع احترامنا للجميع. لو كان هناك محاسبة واقالات للأخطاء والتقصير لتغير لدينا الكثير من الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين, ولكن؟ (محرقي/حايكي)

    • زائر 10 | 3:47 ص

      الشهركاني

      سلمت اناملك يابنت الشروقي
      واهم فقرة الاسوة وهو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم في الصميم جاءت

    • زائر 9 | 3:15 ص

      مجلس نواب لا صلاحيات لديه

      مقال في الصميم - والعيار إلي ما يصيب يدوش

    • زائر 8 | 3:14 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل!!

      توزير الوزير وتوكيل الوكيل! ,و احنا حسبنا الله ونعم الوكيل!!

    • زائر 6 | 1:18 ص

      المثل يقول ما يجيبونها الا نسوانها

      نعم الشيخة مي حفظها الله اينما تذهب تجدها بكل تواضع وتواصل مع الكل وترحب بالكل ياريت الوزراء يقتدون بها كلام قليل افعال كثيرة هذه هي سياستها في العمل حسب ما نشاهده في ارض الواقع فما ان تضع يدها على الخراب الا ويصبح تحفة من التحف التى يتسابق الكل لمشاهدتها
      حفظ الله الشيخة وحفظ الله الوطن وجلعلنا على كلمة سواء .

    • زائر 4 | 12:54 ص

      معلم فصل

      ياريت تكتبين عن معاناة معلم الفصل

    • زائر 3 | 12:13 ص

      مو الحين بيطلعون لج احنا واحنا

      الاولي محليا واقليميا ودوليا واماراتيا وامريكانيا وصينيا ويابانيا فى الجودة وخاصة عاد ماكو جودة على جودة وزير العمل لانه مجودينها تجويد ماكو بعده غير تجويد القران استغفر الله ربي ولا عاد هاذاك اخونا قم للمعلم فجودة التعليم ضربت السماء حتى الملائكة ضلت تبجي عليه

    • زائر 2 | 12:11 ص

      حتى يصل المعلِّم إلى الوزير...

      مثال على كلامك فإنَّ الفارق بين المُعلّم ـ وهو أكاديمي يحمل شهادة جامعية ـ وبين الوزير 10 مسؤولين ويأتي الوزير في المرتبة الحادية عشرة...كل هؤلاء مسؤولون على هذا الموظف المسكين...

    • زائر 1 | 10:47 م

      يا أختنا مريم صبحك الله بالخير .. أولاً: أحلى عبارة في موضوعك اليوم هي الأخيرة:

      ولنا في الشيخة مي آل خليفة أسوةٌ حسنةٌ، فهي وزيرةٌ واحدةٌ، ولكن إنجازاتها على الواقع تساوي الكثير من انجازات الآخرين. فهي فعلاً (قول وفعل) وأنا شخصياً أتمنى أن أستطيع في يوم من الأيام أن أكلمها في موضوع مهم عن السياحة. ثانياً: جمدي أسألتك التي تخص النواب لانهم عن قريب بيصكون الباب !! ثالثا: يقول المثل : كلما زاد الشيء عن حده انقلب ضده .. والله أعلم .. ورجاءً منا بارك الله فيك نتمنى منك ومن بقية كتابنا الأعزاء التركيز على الموضوع الشائك: ملف المفصولين .. ولكم منا جزيل الشكر.

    • زائر 11 زائر 1 | 5:37 ص

      نعم اتفق معك اخي الكريم قال اخونا العزيز هرم الكويت الفني العملاق الكميديا الفنان عبدالحسين عبدالرضا

      قال الفنان عبدالحسين عبدالرضا في كثير من المقابلات لا نريد وزراء طائفين ولا حزبين و لا دينين ولا قبلين ولا عنصرين نريد كل وزرائنا من الاسرة الكريمه شيوخ ال صباح هم افضل كفائات فيهم ومثقفين وشباب ولا يفرقون بيننا وهم ديمقراطين مع الشعب وينظر من مسافه واحده كل الشعب الكويتي من مختلف الشرائح قال هذا وجهة نظري واليوم نحنو نرى واحده جباره في الثقافه والتراث الانساني الشيخة مي حفظة الله(ولنا في الشيخة مي آل خليفة أسوةٌ حسنةٌ، فهي وزيرةٌ واحدةٌ، ولكن إنجازاتها على الواقع تساوي الكثير من انجازات الآخرين

اقرأ ايضاً