تبوء سلمان بن إبراهيم آل خليفة أعلى منصب كروي في القارة الآسيوية يعتبر مكسبا لمملكتنا وخصوصا أنه منح البحرين وهجا وزخما إعلاميا غير مسبوق على الصعيد الرياضي؛ نظرا لأهمية وحساسية المنصب، بالإضافة إلى أسباب أخرى ربما أبرزها غياب الإنجازات والألقاب عن خزائن الكرة البحرينية.

ربما ذهب البعض في مسألة فوز سلمان بن إبراهيم لأكثر من ذلك، واعتباره نصرا مبينا في معركة لا عدو فيها أو لا وجود له من الأساس، وبين الرأيين المكسب أو النصر المؤزر لا فرق بينهما، وبصورة أدق وأصح لا معنى لهما طالما أن المنصب سجل ونقش تحت بند الوطن.

أعود لصلب الموضوع والفكرة التي من أجلها بدأت مقالتي، وهو المكسب الذي حققته البحرين من وراء هذا المنصب وفوز سلمان بن إبراهيم بكرسي الرئاسة في الفترة المتبقية التي تمتد لقرابة العامين، وهو في طريقه لحسم ملف الرئاسة لولاية ثانية تمتد لغاية 2019 بحسب التطمينات والوعود التي حصل عليها في الفترة القليلة الماضية من أبرز القيادات الخليجية والعربية.

أمام رئيس الاتحاد الآسيوي الكثير من التحديات لتأكيد جدارته واستحقاقه بالمنصب الذي تبوأه، ولا جدال في خبرته الإدارية التي تحققت طوال أكثر من 15 عاما قضاها سواء على الصعيد المحلي، مرورا بالقاري والدولي والعالمي وشبكة علاقاته الكثيرة والكبيرة التي كونها مع مختلف الجهات والشخصيات العالمية.

إذا، ما الذي ستجنيه الكرة البحرينية من وراء هذا المنصب القاري؟ الإجابة على هذا التساؤل تحمل في طياتها وحيثياتها ومضمونها الكثير لأن كرتنا المحلية أمامها الكثير من الجوانب التي تحتاج للتغيير والتطوير في السنوات القليلة المقبلة من أجل مواكبة المتغيرات حولها إقليميا وقاريا.

لا ينتظر من «الرئيس» أن يحول «أسود» كرتنا إلى «أبيض»، ولا ينتظر منه أيضا أن يقلب تراجع الكرة البحرينية وتذبذب مستوياتها في الجانب الفني إلى تقدم وتطور يجعلها تنافس عمالقة آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وغيرها من المنتخبات، ولا ينتظر منه كذلك تحويل «تراب منشآتنا» إلى «ذهب ودرر للملاعب التي حولنا» وتضعنا في مصاف الدول التي تمتلك بنية تحتية لا مثيل لها، وبطبيعة الحال فإن سلمان بن إبراهيم لن يجامل ولن يساير الكرة البحرينية لأنه أمام جمعية عمومية تمثل الاتحادات الوطنية في آسيا تنتظر منه المساواة، على اعتبار وجود «جهات» تنتظر منه زلة أو خطأ لإثارة بلبلة أمامه تنتقص من جدارته لتقلد هذا المنصب.

إذا، ما هو المطلوب من رئيس الاتحاد القاري البحريني؟ والإجابة، أن أمامه تحديا للاستفادة من الكفاءات والخبرات الإدارية التي تمتلكها البحرين للعمل إلى جانبه وفي بيت الكرة الآسيوية، بالإضافة إلى نقل الخبرات الإدارية والتنظيمية الموجودة في كوالالمبور «بيت الكرة الآسيوية» لتشمل جميع الدول «النايمة» في المجال الكروي ولا شك في أن البحرين بحاجة للتغيير والتطوير من أجل نهوض هذه اللعبة الشعبية الأولى على المستوى العالمي.

وللتذكير فقط، فإن «بيت الكرة الآسيوية» لا يوجد بين جدرانه حاليا من البحرين إلا عدد لا يكاد يذكر وأقل من أصابع اليد الواحدة، فهل لا نمتلك الكفاءات والخبرات الإدارية القادرة على شغل وشغر أي مهمة في هذه المنظومة القارية.

سؤال

سبق أن وجهت سؤالا في هذه المساحة وتساءلت عن أسباب غياب الإداري السابق عبدالرزاق محمد عن الساحة المحلية والقارية، وفي هذه المساحة مجددا أوجه سؤالي إلى رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم، متمنيا أن يحتضن هذه الكفاءة ويعيدها لأنه سيمثل البحرين في هذا الجانب مثلما هو شخصيا، والرئيس أعلم من أي شخصية أخرى بمدى الكفاءة والقدرات الإدارية التي يمتلكها عبدالرزاق.