بعد مضي أكثر من عام على البدء بتنفيذ البرنامج التدريبي «أكاديميّة التدريس من أجل التعلّم»؛ لتدريب الهيئات التعليمية والإدارية بالمدارس البحرينية من معلّمين ومعلّمين أوائل ومديري مدارس ومساعديهم، والذي شمل مختلف موضوعات الأكاديميّة للمشرفين التربويّين الجدد، واختصاصيّي التعليم وشركاء التحسين ورؤساء المدارس الجدد، نرى أهمية تسليط الضوء على أبرز ملامح وركائز البرنامج التدريبي المذكور، دون الإشارة إلى قياس أثره أو فاعليته أو العائد منه على الواقع الميداني (داخل الصفوف الدراسية) عبر استخدام بعض أدوات البحث العلمي كاستمارة الزيارة الصفية التكوينية المتضمنة أربع عشرة كفاية حسب تصريحات المسئولين في إدارة التدريب بوزارة التربية والتعليم.
يركّز البرنامج التدريبي «أكاديمية التدريس من أجل التعلم» على الأنشطة العملية وإمكانية ممارستها داخل غرف الصف الدراسي والاستثمار الأمثل لزمن التعلّم، خصوصاً بعد تعميم مشروع تمديد اليوم الدراسي على جميع مدارس المرحلة الثانوية والتوجّه تدريجياً لتنفيذه في عدد من المدارس الإعدادية بدءاً من العام الدراسي القادم 2013/2014.
يقوم هذا البرنامج التدريبي على عشر موضوعات أساسية في عمليتي التعليم والتعلّم، وذلك على النحو التالي:
أولاً ـ النشاط الاستهلالي: وهو نشاط يخطّط له المعلم بهدف تهيئة المتعلمين للدرس بشكل مشوّق يجذب انتباههم ويحفّزهم ذهنياً وانفعالياً ونفسياً لاستقبال الدرس والتفاعل معه، وتبرز أهميته كلما ارتبط ذلك النشاط بموضوع الدرس.
ثانياً ـ أهداف التعلّم: يتعرف المتدرّب على أهداف التعلّم الفاعل، والتمييز بين الأهداف العامة والأهداف الخاصة، والربط بين تصنيف بلوم وأهداف التعلم، وتعرّف خصائص أهداف التعلم الفاعل، وصياغة أهداف الدرس بحيث تكون مصنّفة على ثلاثة مستويات من التعلّم للطلبة داخل الصف، والسعي نحو تدريب الطلبة على كيفية اشتقاق أهداف الدرس.
ثالثاً ـ الأسئلة من أجل التعلّم: وتتناول أهمية طرح الأسئلة الصفية الجيّدة، من جهة تحديد خصائصها والتخطيط الجيد لها وتوظيف طرائق لتفعيل أسئلة الطلبة، فالتدريس كما يعبر سقراط «هو فن طرح الأسئلة»، والتعلّم الجيّد يبدأ بأسئلة وليس بإجابات.
وقد اتضح من خلال نتائج دراسة أجريت حول نوعية الأسئلة في عدد من المدارس، أن نسبة كبيرة منها موجهةٌ أساساً لحفظ النظام في غرفة الصف، ومعظمها يقصد منه إجابات قصيرة أو تطرح لأغراض التذكر والحفظ، وأن جزءاً كبيراً منها لا يولي اهتماماً لخبرة الطالب الحياتية، وإنما توجّه إلى الطلبة المبادرين بالإجابة فقط، كما لا يتمّ التخطيط لها مسبقاً وتوجّه بصورة ارتجالية.
رابعاً ـ التقييم من أجل التعلّم: حيث يتم تعريف «التقييم» وأنواعه، والتفريق بين عدة مفاهيم، مثل: التقييم من أجل التعلّم وتقييم التعلّم والتقييم كتعلّم، والتركيز على عدد من استراتيجيات التقييم من أجل التعلّم، وتوظيف ما يناسب من أدوات التقييم من أجل التعلّم في صفوفنا الدراسية كطرح الأسئلة بشكل مخطّط لها وواضحة ومحدّدة ومشوّقة ومثيرة للتفكير وتشجّع الحوار وتبادل الأفكار، إلى جانب استعمال طرق لطرح أسئلة تعمّق الفهم وتزيد من معدل المشاركة كتوزيع الأرقام على الطلبة وعدم الاكتفاء برفع الأيدي للإجابة، وإعطاء فترة انتظار بعد طرح السؤال.
خامساً ـ التعليم المتمايز: وهو استعمال مرن للأنشطة التعليمية التعلّمية وطريقة إعداد الدروس، أو هو ابتكار أساليب متنوعة توفّر للطلبة على اختلاف قدراتهم وميولهم واهتماماتهم واحتياجاتهم التعليمية فرصاً متكافئة لاستيعاب المفاهيم وتوظيفها في مواقف الحياة اليومية.
ويمنح البرنامج المتدرّب فرصة التعرف على عدد من استراتيجيات التعليم المتمايز، والقيام بتصميم أنشطة تعليمية تراعي التمايز لدى المتعلمين.
سادساً ـ التوظيف الأمثل لزمن الحصة الدراسية: إذ تؤكّد بعض الأبحاث أن الطلبة يتعلمون من بداية نشاط التعلّم أكثر مما يتعلمون في وسطه، وأن الطلبة يتعلّمون من النشاط الختامي للتعلّم أكثر مما يتعلّمون في وسطه.
سابعاً ـ خاتمة الدرس: هي عبارة عن نشاط مخطّط له، ينفّذه جميع الطلبة في نهاية الدرس لتلخيص ما تعلّموه والرجوع إلى أهداف الدرس والتأمُّل فيما حقّقوه والتفكير في الكيفية التي عملوا بها.
ولخاتمة الدرس الفعّال خصائص في هذا البرنامج التدريبي، أهمُّها التدريب على إعداد خاتمة فعّالة لدرسٍ ما في مادة تخصّص المتدرّب، كاستعمال الكرسيِّ الملتهب.
ثامناً ـ الذكاءات المتعددة: يتعرّف المعلّم المتدرّب على الذكاءات المتعددة لطلابه جيداً، ليضمن تخطيط فرص التعلّم المناسبة لهم، وتحديد شكل أنشطة التعلّم وأنواعها، واختيار أساليب التقييم المناسبة، ومعرفة نوع التعلّم القادم ومستواه.
تاسعاً ـ السلوك من أجل التعلّم: وهو نظام مدرسي شامل يغطّي كل مظاهر الحياة المدرسية، ويتضح أثر ذلك جليّاً داخل الصفوف الدراسية وكل أرجاء المدرسة، وهو ذو علاقة بالفرد والمجموعة والمدرسة والممتلكات.
ويتم تعريف المتدرّب على بعض المعالجات الدولية لإدارة السلوك وتطبيقاتها، وإيجاد الحلول الناجعة للسلوكيات السلبيّة للطلبة كالوصول إلى غرفة الصف متأخّراً، أو عدم إحضار الكتب المقررة للحصة أو تجاهل التعيينات (الواجبات المنزلية) أو تناول المأكولات أو مضغ العلكة داخل الصف أو استخدام الهاتف النقال أو إصدار الطالب أصواتاً مزعجة أو تعليقات تدفع زملاءه للضحك، أو عدم انتباه الطالب أو انشغاله كالعبث بالأشياء أو التحدّث إلى زملائه خلال شرح المعلّم أو التحرك داخل غرفة الصف دون استئذان من المعلّم وغيرها.
وقد ذكرت الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب توصيات بشأن السلوك، منها حاجة جميع العاملين بالمدرسة إلى العمل على معالجة سلوكيّات الطلبة غير المرغوب فيها، والاهتمام بمكافأة السلوك الجيّد والابتعاد عن ثقافة السلوك الترهيبي، والامتناع عن العقاب البدني واعتماد ممارسات تتحدى عدم الانضباط في داخل الصفوف وخارجها.
عاشراً ـ أنماط التعلّم: باكتشاف أنماط تعلّم الطلبة (البصريُّون والسمعيُّون والحسِّيُّون) وعلاقة ذلك بأسلوب تدريسهم، وتدريب المعلّم على كيفية إعداد أنشطة تعليمية تعلّمية تراعي أنماط تعلّم الطلبة.
إقرأ أيضا لـ "فاضل حبيب"العدد 3935 - السبت 15 يونيو 2013م الموافق 06 شعبان 1434هـ
مافي اهتمام بالمعلم كإنسان يحتاج يتعالج
ليس منه فائدة
لا فائدة فيه لأنه يركز على المظاهر من أنشطة ولا يهتم بالمحتوى مجرد قشور والطلبة لا يستفيدون منها حتى النشاط الاستهلالي كان كبداية مسلي وأمر جديد للطلبة ومع الوقت أصبح أمر روتيني اعتاد عليه الطلبة ولم يعد يجد فيه الحماس الكافي ، و مساكين معلمون المواد الأساسية عليهم ضغط ومطالب كبيرة وكان الله في العون .
أكاديمية التدريس
اليس من الاجدر والاولى ان تقام مثل هذه الدورات نهاية العام الدراسي حتى لا تربك العملية التعليمية ؟ وهل يستطيع المعلم ان ينفذ جميع هذه المشاريع في حصة دراسية واحدة الواقع يختلف تماما داخل الغرف الدراسية ؟ معظم هذه الورش تم ترجمتها من مصادر اجنبية حتى الفيديوات التي عرضت لمدارس اجنبية وكاننا لا نمتلك هذه المهارات بل افضل منها ، عجبي من هذه الوزارة تفتن باي مشروع اجنبي وتريد تطبيقه على مدارسنا رغم اختلاف الامكانيات والبيئة وخير دليل ورشة الثقافة العدية التي تهدف إلى تجهيل الاجيال بمادة الرياضيات
بيئات تعليمية مهملة ...!!
إن من أهم ركائز البرنامج التدريبي «أكاديميّة التدريس من أجل التعلّم» هو افتقاره الواقعي لمقومان أولها مادي وآخرهما معنوي. أقول الواقعي لأن هناك أمور غير واقعية موجودة فقط في رؤوس شريحة ممن يطبلون لكل ما تطرحه الوزارة من مشاريع وبرامج، لنيل الحصص والغنائم المجزية في أغلب الأحيان.
المشكلة غير المعترف بها والتي يعترف بها فقط صغار الموظفين في الوزارة، الذين يرمى بهم تحت مسمى متابعة هذه المشاريع، هؤلاء يعلمون أن العمل فارغ من مضامينه وأهدافه لبست تربوية، وأن العمل في مجمله شكلي مظهري ورقي.
هرار
الفرضيات غير والواقع شي ثاني
هناك واقع مر داخل المدارس
هناك ظلم مجحف بحق معلمي مدرسو المواد الاساسية كيف يتساوى معلم المادة الاساسية مع معلم الرياضة ؟ او المجالات ؟
معلم الرياضة او المجالات لا يقوم بعمل نشاط استهلالي او تمايز ولكن رانبه يتساوى مع من يقوم بكل هذه الاشياء داخل الصف !!
ظلم واضح
اختلافات وتباينات مربكة! (2)
الخلاصة أنه متى ما حصل الاختلاف والتباين، فإن ذلك مدعاة لتشتيت الجهود وبعثرتها وإرهاق المعلمين والجو التعليمي بما لا يتحمله الواقع، فتصبح المشاريع شكلية، بل تعيق أكثر مما تفيد، خاصة في ظل غياب المقومات المادية، واقتصار ذلك على التنظير والمظاهر.
اختلافات وتباينات مربكة! (1)
لا ننكر بعض الإيجابيات التي توفرها مشاريع التحسين على التعليم بشكل عام ، إلا أن هناك جانب سلبي استشفيناه من خلال هذه الأكاديمية، ومن خلال زيارات وجلسات الحوار واللقاءات مع الموجهين والاختصاصيين التربويين والإدارات المدرسية، فهناك تباين واضح بين من لهم علاقة بالطرح والتنظير، ومن لهم علاقة بالمتابعة والتقييم، وبين الواقع العلمي. بالإضافة إلى كون كل هذه الأطراف في جهة وهيئة ضمان الجودة في جهة أخرى. وللأسف فإن للأخيرة سقطات في مكوناتها العلمية.
احترم نفسية المعلم وخصوصية مرضه واحترمه المراة